عالم الصحافة
أشارت صحيفة «ذي صنداي تلغراف» البريطانية إلى ذكرى مرور عشر سنوات على غزو العراق، وقالت إن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير يواجه أسئلة رئيسية بشأن الحرب التي اندفع إليها مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.وقالت الصحيفة إنه بعد مضي عشر سنوات على غزو العراق، فإن توني بلير وحكومته -التي كانت تتولى المسؤولية حينئذ- يواجهان هجوما عنيفا من جانب مسؤول دبلوماسي ومن جانب قادة في الجيش البريطاني، وذلك بشأن السياسة التي اتبعها أثناء الحرب التي شغلت فترة وجوده في السلطة.وأضافت أن بلير يتعرض لاتهامات بشأن أسلوب تعامله مع القوى الدولية ومع نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وبشأن ارتكاب بلير أخطاء قادت إلى ضعف جاهزية القوات البريطانية التي شاركت في الغزو.كما يواجه بلير اتهامات بإصراره على دعم سياسة بوش، وذلك لدرجة أن بلير لم يفرض أي شروط مسبقة للموافقة على الزج ببريطانيا في هذه الحرب إلى جانب الولايات المتحدة.وأضافت الصحيفة أن مسؤولا كبيرا في البيت الأبيض إبان فترة بوش أكد للمرة الأولى أنه كان متأكدا هو وطاقم العاملين في البيت الأبيض أن بلير كان سيدعم أي عمل عسكري تقوم به الولايات المتحدة بالتعاون مع دول أخرى، وذلك قبل أن يقوم بلير بإعلان ذلك بفترة طويلة.وقالت الصحيفة إن إعلان بلير يتناقض بشكل كلي مع ما أكدته حكومته حينئذ من أنها لن تشارك في عمل عسكري ضد العراق إلا في حال استنفاد جميع الخيارات الأخرى، بما فيها عمليات التفتيش الدولية.في سياق متصل، نسبت الصحيفة للسفير البريطاني السابق لدى واشنطن السير كريستوفر ماير القول إن بلير قال لبوش «أنا معك مهما يكن»، وأضاف السفير البريطاني السابق بالقول إنه في صباح يوم أحد من نوفمبر 1997 أو بعد أقل من يومين من تسلمه لمهام منصبه سفيرا في واشنطن، فإنه تلقى مكالمة عاجلة من أحد كبار مسؤولي الخارجية الأميركية بشأن العراق.وأوضح السير ماير أن المكالمة كانت من توماس بيكرنغ، والتي يقول فيها إن صدام حسين صار يتحدى مفتشي الأمم المتحدة مرة أخرى، وهم الذين يقومون بالتأكد منعدم إخفاء «الدكتاتور» العراقي أسلحة دمار شامل، وأضاف السير ماير أن بيكرنغ دعاه للحضور إلى مكتبه صبيحة اليوم التالي، وذلك لمناقشة ما يمكن فعله.وقال السير ماير إن العالم ربما يبدو أفضل من دون صدام، ولكن العراق لم يتحول إلى جنة ديمقراطية في ظل ما يشهده من عنف واضطرابات، وأما المستفيد من غزو العراق على المستوى الإستراتيجي فهي إيران.وأضاف أن بوش وبلير يزعمان أن التاريخ سيبرر فعلتهما المتمثلة في غزو العراق، ولكن يبدو أنه من المبكر جدا التحقق من صحة زعمهما، وأشار إلى أن رئيس الوزراء الصيني الراحل شو إن لاي كان قال في سبعينييات القرن الماضي إنه من المبكر التحقق من أثر الثورة الفرنسية.