ابوظبي / 14 اكتوبر:استضافت جماعة الإبداع التابعة لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني الكاتبة اليمنية لارا نجيب محمد بن محمد الظراسي في أمسية قصصية أضاءت خلالها جوانب متعددة من تجربتها في كتابة القصة، كما قرأت فيها مجموعة من قصصها القديمة والجديدة من بينها “شهوة مروحة”، و”تاكسي يمني”، و”رجولة طفل”، و”الروب الزهري”، و”الخواجية”، و”الجثة”، و”زغرة”، و”حب قايد” . تميزت قصص الظراسي بلغة سردية طافحة عالجت من خلالها ما يجيش في خاطرها، ويدور في خلدها من قضايا وهموم سواء تعلق الأمر بعالم المرأة وما يتصل بذاتها، أو بالإنسان العادي والبسيط الذي نجد صدى صوته الخافت المنبعث من سيارته “تاكسي يمني”، حيث يختزل في رحلة واحدة أجزاءً عميقةً من حياة مجتمع وما يكابده أو ينتشر فيه من تناقضات، كما يشي في الوقت نفسه ، بالمفارقة التي ينبني عليها سرد القصة، والتي تأخذ صوراً متعددة تتجلى في ثنايا الحوار الذي يدور بين سائق التاكسي والمرأة “الغريبة” . ولعل ما يلفت الانتباه في هذه القصة هو البساطة والوضوح في اللغة التي كتبت بها، والتي تصل في بعض الأحيان إلى المزج بين اللغة الفصيحة واللهجة العامية، لكنه دمج ايجابي يضفي على مشهد السرد تناغماً وانسجاماً في مختلف مساراته، و يجعله قريباً من القارئ . تغلب على قصص الظراسي لغتها السردية التي تميل إلى التعبير عن الهم الأنثوي، أو الكتابة النسوية، للبوح عن مكامن النفس، ومواطن الحس، وما يدور في خلجات الذات الأنثى من آمال وآلام وأحلام تتسربل على قيد الحرف والحتف . ففي “شهوة مروحة” يلتقي الضمير الأنثوي بالأنثى ويرافقها في كل مسارات السرد ومشاهده، بلغة وصفية جميلة، وأسلوب رشيق، حيث تقول: “تلك المرأة النائمة تحت المروحة، تلك الجمرة، والزهرة، والحلم، جعلت المروحة تشتهي كأس الرغبة، وتشعر بالرغبة .بالحمى . . بالمرأة”. وتعكس أغلب قصص الظراسي هذا المنحى بشكل واضح، لكن ما يميز أسلوبها ومعالجتها عن غيرها من الكاتبات اليمنيات هو أنها تكتب هم المرأة وذاتها بشكل مختلف يتجاوز الوصف السطحي إلى الغوص في أعماق تلك الذات وما يخامرها من حب وأحاسيس ومشاعر مفعمة بالألم والأمل .
|
تقارير
لارا الظراسي تقدم المرأة بصورة مختلفة
أخبار متعلقة