في العادة أهرب من الكتابة حينما يتملكني الغضب، فلا أنا ولا عقلي نهوى السير والتفكير تحت سيطرة أي شيء، حتى لو كان مشاعرنا الخاصة، لكن غضب هذه الأيام ليس كأي غضب، والخضوع له ولسيطرته شرف..أن تغضب من أكاذيب الإخوان وإصرارهم على التزوير والتدليس، وتعبر عن غضبك هذا بأي شكل ممكن، فهذا حق لا تدعهم يسرقونه منك باتهامات إشعال البلد، أو إثارة الفوضى، أو معاداة المشروع الإسلامى، لأن ما يقدمه الإخوان الآن هو مشروع بلطجة.أن تغضب من أخلاق الإخوان التي تكشفها المقارنات الزمنية بين ما كان يعد به الإخوان، ويرفعونه من شعارات في زمن مبارك، وما يقوله ويفعله الإخوان في زمن وجودهم على رأس السلطة، فهذا حق..أن تفجر في مواجهة الإخوان ومحمد مرسي ونفاقهم المتجلي، والواضحة آياته الثلاث- كما علمنا النبي عليه الصلاة والسلام- في تصريحاتهم الكاذبة، ووعودهم التي أخلفوها ويخلفونها بضمائر ميتة، والأمانة التي يضيعونها بقلوب باردة، فذلك هو الحق!غضبك في كل أشكاله حتى المتطرف منها أصبح حقًا.. أن تفجر في مواجهة الظالم فهذا حق.. أن تفجر في مواجهة من يفجر في خصومته معك، لدرجة تدفعه أن يتهمك بمعاداة الدين الإسلامي، ويشكك في وطنيتك وشرفك، فهذا والله لهو الحق، ولا شيء غيره.. فلا تكبت غضبك، ولا تكن أبدا مثلهم ساكتًا عن الحق كشيطان أخرس، طمعًا في سلطة، أو خوفًا على ضياع تمكين، أو انهيار تنظيم.أنا لا آتيك بكلام من فراغ، أنا أحدثك عن غضب وليد أفعال إخوانية قبيحة المنظر والجوهر، وليد أخلاق إخوانية أصبحت بعد الوصول للسلطة لا تعرف دينًا، ولا عرفًا، ولا تقاليد، ولا شرفًا، ولا صدقًا.هل تذكر خالد سعيد، ضحية التعذيب الشهير في زمن مبارك؟، هل تذكر هذا الفتى الذي زوّر نظام مبارك تقارير الطب الشرعي، في محاولة لنفي تعرضه للتعذيب على أيدي داخلية حبيب العادلي؟.. لكنه عاد- أي نظام مبارك- واعترف بالتعذيب، وفتح تحقيقا موسعا في الواقع، وقدم أفراد الشرطة بالإسكندرية للمحاكمة.. هل تذكر كل ذلك؟!طيب.. دعني أذكرك بأن جماعة الإخوان وقتها، وتحديدا في 17 يونيو أعلنت عن تدشين حملة لمحاكمة مدير أمن الإسكندرية، ومطاردة نظام مبارك بسبب تعذيب خالد سعيد حتى الموت، وقبلها بأيام طالب حمدي حسن، عضو الكتلة البرلمانية للإخوان، بعزل وإقالة وزير الداخلية، وذلك على خلفية تعذيب وقتل الشاب خالد سعيد، وبالتزامن مع كل ذلك ظهر صابر أبوالفتوح، القيادي الإخواني الشهير، ليطالب في كل وسائل الإعلام بأن يخرج الشعب المصري لمواجهة الداخلية، ونظام مبارك، وألا يسكت حتى تتم معاقبة الجاني.. هكذا فعل الإخوان في زمن مبارك..فى زمن الإخوان تم تعذيب محمد الجندي حتى الموت، وأتى نظام محمد مرسي بمثل ما جاء به مبارك من أفعال، مع مضاعفة حجم التزوير والكذب والتدليس والخسة والدناءة، حينما قام بتزوير تقارير الطب الشرعى الخاصة بوفاة محمد الجندي، وقال إن وفاته ناتج حادث سيارة، وصدّق على ذلك وزير العدل، لتمر الأيام، وتكشف لجنة ثلاثية رسمية زيف تقارير نظام محمد مرسي ودولته، وتؤكد تعذيب الجندي حتى الموت.. هل رأيت خسة و«نذالة» أكثر من ذلك؟ هل رأيت أخلاقًا بمثل هذا التلون والقبح من قبل؟الآن يصمت الإخوان وشبابهم مثل الشياطين الخرس عن حق محمد الجندي، الآن يصمت مكتب الإرشاد ونواب الإخوان الكاذبون في مجلس الشورى مثل الشياطين الخرس، ولا يطالب أحدهم بإقالة وزير الداخلية أو القصاص لمحمد الجندي، ولم يصف أحدهم مرسي بالكاذب أو الجلاد أو المزور كما فعلوا في زمن مبارك.. هل رأيت أخلاقًا بهذه البشاعة من قبل؟.. هل شاهدت شياطين خرساء تمتلك كل هذا الكم من الاهتراء داخل ضمائرها بشكل لا يسمح لها بالاستيقاظ أبدا؟.. أنا لا أتكلم عن مرسي، أو مكتب الإرشاد، أنا أتكلم عن كل إخواني يصمت عن حق الجندي، وتزوير مرسي.. عن كل إخواني يرى أنه صاحب خلق ودين ولم يبكِ، ولم يصرخ، ولم يطالب بمحاكمة وزير الداخلية بعد مقتل أسرة بريئة بأكملها في مدينة المحلة لا ذنب لها سوى المرور عبر كمين شرطة منحه محمد مرسي ترخيصا بالقتل والتعذيب والسحل.. مادام ذلك سيحمي عرشه..اغضب ياعزيزي.. فإن لم تغضب من هذه الأخلاق الدنيئة فعلى أي شيء ستغضب إذن؟!
الشياطين الخرس في مكتب الإرشاد!
أخبار متعلقة