صنعاء/ بشير الحزمي :ثمن وزير الخدمة المدنية والتأمينات نبيل شمسان باسم الحكومة اليمنية عاليا الدعم الذي تقدمه تركيا لليمن في مرحلة التحول الديمقراطي وكل ما من شأنه إنجاح هذا التحول من خلال مجموعة أصدقاء اليمن وفي الإطار الثنائي. وقال في افتتاح ندوة اليمن وتركيا: التحول الديمقراطي والتجربة الاقتصادية التي نظمها أمس بالعاصمة صنعاء تيار الوعي المدني وسيادة القانون (توق) ومركز التفكير الاستراتيجي بأنقرة أن اليمن ينظر إلى تركيا كبلد متميز في تجربتيه السياسية والاقتصادية، وفي النموذج الرائع للتحول الديمقراطي، الذي مر بمحطات تقترب في بعض ملامحها مع ما نعيشه اليوم في اليمن، والأمر نفسه فيما يتصل بالتجربة الاقتصادية التركية التي نتابعها نحن هنا في اليمن باهتمام بالغ، ونسجل إعجابنا الكبير بالنجاحات المذهلة التي تحققها باستمرار، وتكرس اقتصاد هذا البلد كأحد أهم الاقتصادات الأوروبية في هذه المرحلة. وأوضح أن موضوع الندوة يتصل بشكل عميق بمتطلبات التحول الديمقراطي في اليمن. مؤكدا حاجة بلادنا إلى أفكار ترشدها إلى أفضل الممارسات المتصلة بسياساتها وتوجهاتها وأولوياتها الاقتصادية.ولفت إلى أن هذه الندوة تستمد أهميتها من الطبيعة الحيوية لعلاقات التعاون القائمة بين اليمن وتركيا، وهي العلاقات التي تكتسب كل يوم زخماً جديداً في ظل الرعاية الخاصة التي توليها قيادتا البلدين، ورغبتهما المخلصة في الدفع بهذه العلاقات إلى آفاق أوسع وأرحب في المدى المنظور، خصوصاً أن كل ممكنات الارتقاء بهذا التعاون متوفرة، بما يحتضنه اقتصادا البلدين من إمكانيات واعدة للاستثمار المتبادل وللتبادل التجاري كذلك.وأشار إلى أن اليمن وتركيا، يقفان على رصيد هائل من التاريخ المشترك، الذي صاغه شعبا البلدين على مدى خمسة قرون كاملة، تداخلت فيها المشاعر والمواقف والأحداث لتصوغ علاقة أخوة يمنية تركية متميزة.وقال: لقد كان اليمن جزءاً من الإمبراطورية العثمانية الواسعة، ولهذا فإن العلاقات بين صنعاء وأنقرة، كانت وما زالت، وستبقى، مصدر إلهام لأجيالنا لكي يبنوا عليها ويوثقوا من وحيها عرى الأخوة والصداقة والتعاون المتبادل.ونوه بما حققه البلدان من إنجازات على صعيد تعزيز التعاون بينهما، في مجالات متعددة لعل أهمها المجال الاقتصادي، والتطور المهم الذي حدث على الجانب السياسي ممثلاً بإعفاء مواطني البلدين من تأشيرة الدخول المسبقة، الذي يعكس في حقيقة الأمر النوايا الطيبة والجوهر الأصيل للشعبين اليمني والتركي.وتمنى أن تخرج الندوة بنتائج طيبة لفائدة العلاقات الأخوية بين اليمن وتركيا، وأن تكون جزءاً من جهد متواصل لإثراء هذه العلاقات واستكشاف الآفاق الواعدة للتعاون وتبادل الخبرات والتجارب بين البلدين، عبر المؤسسات الرسمية وعبر منظمات المجتمع المدني ومراكز الدراسات والأبحاث.من جانبه أوضح عضو تيار الوعي المدني وسيادة القانون مطهر لقمان أن إقامة هذه الندوة تأتي في إطار حرص تيار الوعي المدني وسيادة القانون على تفعيل إسهام المجتمع المدني في إثراء عملية الإصلاح السياسي والدستوري في البلاد وتقديم أفكار ورؤى تتعلق بأولويات اليمن في المرحلة القادمة.ورحب بالأشقاء الأتراك ومشاركتهم في هذه الفعالية للإفادة بالكثير من الرؤى والأفكار حول تجربة التحول الديمقراطي الناجز في تركيا، ونجاح التجربة الاقتصادية التركية للاسترشاد بها في سياق عملية التحول التاريخي الذي يعيشه اليمن.وأعرب عن أمله في أن تكون هذه الندوة فاتحة عهد من الشراكة بين قوى المجتمع المدني في البلدين.من جهته أكد مستشار الحكومة التركية رئيس المؤسسة التركية للأتراك في الخارج والشعوب القريبة سعي بلاده إلى تطوير روابط الصداقة والأخوة والتضامن مع كافة البلاد العربية بما فيها اليمن.وقال إن تطور التعاون في ميادين السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم مدعاة لفتح أبواب التعاون في ميادين أخرى.وأوضح أن هدف تركيا من ذلك هو حماية القيم المشتركة والاتحاد أمام الظلم المعتدي والانطلاق نحو الأمام بثقافتنا الموحدة وبمبدأ السلام العالمي الذي نستمده من الإسلام.بدوره أكد السفير التركي بصنعاء فضلي تشورمان دعم بلاده لوحدة وأمن واستقرار اليمن ومساندته لتجاوز المرحلة الانتقالية بنجاح .وقال إن اليمنيين قادرون على تحديد مستقبلهم بالحوار وليس بشيء آخر.وأشاد بما حققته القيادة السياسية اليمنية والحكومة من نجاحات اقتصادية وسياسية وأمنية .وأوضح أن اليمن وتركيا تشهدان تعاوناً كبيراً في مجالات عدة وعلاقتهما متميزة وفي تطور مستمر. وكان رئيس مركز التفكير الاستراتيجي بأنقرة الدكتور ياسين اقطاي قد تناول في كلمته أهمية ووسائل وسبل تطوير علاقات التعاون المشتركة بين اليمن وتركيا.وأكد أن عقد مثل هذه الفعاليات المشتركة يمثل دعامة قوية لتطوير العلاقات بين البلدين حكومة وشعبا.إلى ذلك أكد منسق الندوة ياسين التميمي حاجة اليمن إلى الدروس التي ألهمت الأتراك في هذا العصر كل هذا النجاح ومكنتهم من تجاوز العوائق والتحديات .وكانت الندوة التي حضرها عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والمهتمين قد ناقشت في جلستي العمل الأولى والثانية عدداً من أوراق العمل التي تركزت في محورين هما التجربة الاجتماعية الاقتصادية التركية وحالة التنمية في اليمن ، التحول الديمقراطي : التجربة التركية والتجربة اليمنية .