المسألة ليست تقسيماً رأسياً مطلقاً، لكن هناك حاجة موضوعية لدى اليمنيين اليوم للدولة. أما مسألة شكلها ومضمونها، فأكثر من 70 % من اليمنيين اقتنعوا أن الدولة المركزية أصبحت غير قابلة للاستمرار، بل أصبحت تنتج عوامل تؤدي إلى تفكيك الوطن. والشكل القادم لابد من وجود كافة الأطراف، اتحادي أو فيدرالي. والانفصال ليس حلاً للجنوب أو الشمال، وهناك أفكار عديدة لإيجاد دولة اتحادية تحمي الجميع وترعى مصالحهم وحقوقهم. مشكلة الإسلاميين في مصر أنهم غير قادرين على توفير متطلبات الناس التي دفعتهم للثورة مثل العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، والكرامة وبرنامجهم الحاكم مكبل فقط في حظر الكحول، وتعزيز الحجاب وإطلاق اللحى ومنع الموسيقى والسينما وغيرها مما يزعمون أنها فروض الشريعة. على الإسلاميين أن يستمعوا إلى ناخبيهم الذين لن يتبعوهم بشكل أعمى. الناخبون يريدون تحسين الاقتصاد وليس إحياء الخلافة. يمكن أن تكون القضية الجنوبية مفتاحاً لحل الاشكالات التي يواجهها اليمنيون عموماً.. وفي الوقت ذاته يمكن أن تتحول إلى عامل لتمزيق اليمن الى كانتونات.. العقلانية في التعامل مع هذه القضية هي الوسيلة الوحيدة لجعل خيوط اللعبة في متناول يد القوى التي تدعي بأنها تمسك بناصية التغيير الثوري نحو الغد الأفضل .ما أحوجنا إلى شراكات وتحالفات تتفق على ما هو صائب ولا تدفع بالبلاد والعباد إلى المزيد من مواجهات هدفها إلحاق المزيد من الأذى بالآخر حتى يصل الضرر إلى الذات .. على حساب وطن يحتاج لكل قواه وكل أبنائه.إن كان ثمة من ورود في هذا الزمن القاحل ، فسأضعها على قبور الشهداء واهديها للمصابين، ولأخوتنا من أبناء المناطق الشمالية الباحثين عن أقواتهم في حال نالهم السوء بسبب اي تصرفات رعناء من أي طرف لايفرق بين المجرم و البريء .كان المؤتمر الشعبي العام منذ اندلاع الاحتجاجات في الجنوب يتهم احزاب المشترك انها هي من يدعم تلك الاحتجاجات..اليوم احزاب المشترك تتهم المؤتمر بانه هو من يدعم الحراك في الجنوب.. الاكيد ان ما يقوله كلا الطرفين عار عن الصحة ، ولكن في الوقت نفسه يكشف ان كلا الطرفين لايتعاملان بجدية مع القضية الجنوبية .. وانهما في الغباء شرق ..
للتأمل
أخبار متعلقة