جميلة الطلول:في ليلي المدلهم علي بسواده الموحش ... وصفير الرياح التي تشتت بقايا أملي كنت أسبح في دموع القهر الذي خيط روحي بمغزله المؤلم أتيه ولا أرقب سوى سماعي لنداء الديك ليعلن انتهاء جولة من جولات الصراع المرير المتشبث بروحي اليتيمة من كل أنيس ... قرع أقدامي صار أشبه بحفيف إنسان خال من الروح، الشارع الإسفلتي ترسم على وجهه علامات التعجب لتغير وقع أقدامي النادبة صخباً عليه كل يوم ... مباني الحي تترقبني بعطف وتنظر إلى جسدي كورقة شتوية تتهاوى على أرض شاخصة ، صمت الليل يتلمس بأنامله أشلاء جرحي الغائر .. أطلق زفرة مختلطة بنوح الجرح تهتك ستر الظلام المتسلط على روحي وصوت الديك ( أين أنت ؟ ) كم أنت مظلوم أيها الديك المنتظر البشري ... بل أنا .. تفحمت أساريري المتلفعة بجلباب السواد وغزتني بنات مقلتي لترسما تعبيرهما لتوأمة روحي .انطلقت ضحكة هستيرية من مبناها الذي أدركت مؤخراً أني صرت بجواره، تجمدت قدماي عن المضي وحضنني ظلامها المسترسل من نافذتها بوحشة تضاف إلى رصيدي، تتمسك دمعة رقراقة في حلقي لتضفي قصتها على جسدي المتهالك .وعاد الصمت إلا من وسوسة ظلامية يسكنها جو عاطفتها مع ( هدهد سليمان) الذي رأيته يوماً في أول لقاء جمعنا معاً يتلألأ على شاشة جوالها وقد انحنت جانباً يومها لتجيبه ( مرحباً صاحب الحاسة السادسة ) وتنهي كلامها له وهي عائدة إلي ( في أمان الله ) لم أكن يومها أرغب في السؤال عن ( هدهد سليمان ) هذا لكنني الليلة عرفته إنه سارق ملكتي ( بلقيس ) من عرشها إلى كنف مولاه .. أظلم الليل أكثر عندما تبعثرت بقاياً نجومي وعم زوايا روحي حرقة الحسرة... تهادت خطواتي للوراء ولملمت ثغري المتشعب بتشنجات دموعي المتهاوية ، ورقتي الخريفية تنحني بهدوء على شقتي التي باتت تشكو من ألمي .. جدار غرفتي الذي ما عاد يحضن دفء كلماتي فقد سلبها منه أخدود وجنتي الملتهب .. الليل يستلقي والوحشة تنتعش وعيني ترفض أن تترك جرحي وحيداً، وديك الحارة يرخي أذنيه لسؤالي ( ألم يحن لك أن تعلن رحيله ) .
|
ثقافة
هدهد سليمان
أخبار متعلقة