عالم الصحافة
تحت عنوان «الاقتصاد المصري ينهار.. وليس هناك من يوقفه»، سعت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية إلى رصد فشل السياسيين المصريين في احتواء الأزمة السياسية التي بدورها تساعد على نزيف الاقتصاد المتداعي بطبيعة الحال منذ اندلاع الثورة التي أسقطت نظام الرئيس المخلوع «حسني مبارك».وقالت الصحيفة إن الاقتصاد المصري يعاني من مشكلة سياسية، والسياسة المصرية تعاني من مشكلة اقتصادية، وكلاهما يغذيان بعضهما البعض بطرق خطرة للغاية تؤول في النهاية إلى ازدياد الأوضاع سوءًا.وأضافت الصحيفة أن المؤشر القياسي للبورصة المصرية انخفض يوم الأحد الماضي بنسبة 0,83 %، ما أسفر عن محو ما يقرب من 760 مليون دولار من قيمة الشركات المتداولة في السوق المصرية، في الوقت الذي تزداد فيه التوترات السياسية على أعقاب قرار الرئاسة بتحديد موعد الانتخابات البرلمانية.وأوضحت الصحيفة أنه من الناحية النظرية، يمكن لفكرة إجراء الإنتخابات البرلمانية أن تساعد على كسر الجمود الحالي في البلاد، ولكن لا يبدوا الأمر سويًا مع تهديد العديد من فصائل المعارضة بعدم المشاركة في تلك الإنتخابات، مطالبين بضرورة العودة إلى الدستور والعمل على إصلاحه أولًا.ولفتت الصحيفة إلى أن انخفاض ما يقرب من 62 % من الاحتياطي النقدي الأجنبي هو أبسط دليل على الإنهيار الواضح في الإستثمار واندثار السياحة وانهيار الثقة الدولية في القيادة المصرية الجديدة بالعودة بالبلاد إلى مسارها الصحيح مرة ثانية.وأشارت الصحيفة إلى أن إقتصاد البلاد بات يعتمد بشكل نهائي على قرض صندوق النقد الدولي البالغ قيمته 4,8 مليار دولار من أجل استعادة ثقة المستثمر الأجنبي وعودة النشاط السياحي مرة ثانية، ولكن المحادثات مع مسؤولي النقد أصبحت معقدة بعد فشل الحكومة المصرية في فرض التدابير والإجراءات اللازمة للحصول على هذا القرض الذي وصف «بالمصيري».وانتهت الصحيفة قائلة، أنه مع ازدياد الأوضاع سوءًا إلا أنه ليس هناك من يسعى إلى وقف نزيف الاقتصاد، سواء من المعارضة أم من النظام القائم التابع لجماعة الإخوان المسلمين.ــــــــــــــــــــــــــــــ[c1] كيري وأوباما وسياسة أميركا الخارجية[/c] كتبت صحيفة «غارديان» البريطانية في مستهل افتتاحيتها أن وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري يبدأ أولى جولاته الخارجية في لندن الاثنين مع مشاكل عويصة على جدول أعماله، ومنها الحرب الأهلية السورية. لكنه لديه أيضا بعض المشاكل الأقرب إليه داخليا. وأهم من ذلك هو صياغة علاقة سليمة مع رئيسه لأن السجل ليس جيدا بصفة خاصة.ومن الأشياء التي يمكن للرئيس الأميركي القيام بها عندما يصبح في وضع حرج على الجبهة الداخلية هو تحويل انتباهه للشؤون الخارجية. فهو لديه المزيد من الحرية هناك وإمكانية أكبر للحصول على دعم من الحزبين. والخدمات والموارد من الإدارات والوكالات القوية، من التجارة والمساعدات إلى وزارة الخارجية والقوات المسلحة الأميركية كلها تحت أمرته. وهذا ما فعله بيل كلينتون، الذي لقي معوقات في الداخل، عندما تحول ببعض النجاح إلى السياسة الخارجية في التسعينيات.وإذا عدنا للوراء أكثر، حتى عندما كان الرئيس نيكسون يفشل كقائد محلي، كان هو وهنري كيسنجر ما زالا يصنعان قرارات سياسة خارجية إستراتيجية، بعضها كان جيدا والبعض الآخر كان سيئا. ولهذا السبب من المحير أن الرئيس أوباما أبدى مثل هذه القبضة الضعيفة في السياسة الخارجية. فقد كان له وزيرة خارجية مرموقة ومجدة في عملها وكانت مواهب المفاوضين المحنكين مثل ريتشارد هولبروك تحت تصرفه.ومع ذلك تشير الأدلة، من الطريقة التي أدار بها أوباما السياسة الخارجية في فترة ولايته الأولى ومن النتائج الفعلية، إلى أنه لم يستفد الاستفادة الكاملة من مهارات الناس الذين عملوا لديه. وتشير أيضا إلى أنه اهتم أكثر من اللازم بالاستحسان الشعبي وكان مهتما أكثر من اللازم لتوضيح الأمر للجنود بأنه مقبول لديهم.وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما جاء إلى السلطة ومعه الفكرة الخاطئة بأن أفغانستان كانت حربا يمكن كسبها بسهولة. وزاد مستويات القوات هناك متوقعا أنهم سيحققون عوائد سريعة، ثم بدأ يبحث بسرعة طريق خروج سريع عندما لم يفعلوا ذلك. وكان متناقضا مع نفسه، فقد كان أول قدوم له قويا ثم كان الخروج ضعيفا. ولم يقدم دعما كبيرا لدبلوماسييه في المنطقة، وبصورة ملحوظة هولبروك، حيث جعل من المهمة التي وكله إياها أمرا مستحيلا.ثم جاءت الطائرات بدون طيار على أنها الحل، أو كذلك بدا الأمر، لمشاكل كيفية استخدام القوة بدون الخسارة في الأرواح وسرعان ما صارت الأداة الرئيسية للسياسة الخارجية الأميركية في باكستان.وقالت الصحيفة إن المرادف في إيران كان العقوبات والحرب الإلكترونية السرية، لكن الجزر الذي كان يجب أن يرافق هذه العصي كان قليلا. وتقديم أي شيء جوهري لإيران ما كان ليسير على ما يرام داخل أميركا، ومن ثم عرض عليها القليل جدا. وبالمثل، نأى أوباما، فيما يتعلق بإسرائيل وفلسطين، بنفسه بعيدا عن أي شيء من شأنه أن يزعج جماعات الضغط.وختمت الصحيفة بأن لا أحد كان يتوقع من أوباما أن يكون بمثل هذا الافتقار للجرأة. لكنه في فترة ولايته الثانية أمامه فرصة ثانية ينبغي أن يغتنمها.