قصة قصيرة
عزم عند عودته إلى الوطن، أن يشتري ملابس فاخرة لابنته الوحيدة (جنة) المحاطة بالحب والدلال من قبله وكل أفراد الأسرة وأشقائها الأربعة.أشترى شفيق الأثواب الجميلة لها وزوج حذاء يناسب كل ثوب، كما عودها دائماً في كل زيارة إلى الوطن، أراد أن يفرحها أكثر، بعد أن عرف وهو في غربته، أنها وقعت ضحية جريمة بشعة، بسبب انفجار عبوة ناسفة، لحظة ذهابها إلى المدرسة ووقوع الانفجار بقربها، وبعد نجاتها واصلت تعليمها لتكون على مستوى المدينة هي الاستثناء في المثابرة والذكاء.عاد شفيق إلى دياره، ليكمل فرحة العيد مع أهله الذين استقبلوه بحب وترحاب، ووسط المشاعر الطيبة، أقبل شفيق على احتضان ابنته جنة، وعرض عليها كل الأثواب التي أحضرها لها، وهي تقبل يديه لتشكره في تلك الأثناء لطم كفيه..قائلاً:ـ نسيت في زخم الفرح، أن أريك ما بداخل الحقيبة الثانية!سحب شفيق الحقيبة وفتحها، ولكن جنة عندما رأت ما بداخلها نظرت إلى وجه أبيها،وكعادتها كانت قوية وصبورة، وهي جالسة قالت لأبيها:ـ الحمد لله.. قدر ولطف، سأكون أكثر جمالاً بارتداء أثوابي، وإن كنت لم أعد بحاجة إلى انتعال الأحذية!!استغرب شفيق من حديث ابنته، ولكنها حاولت بهدوء وجلد، أن تخمد الإعصار المدمر الذي خشيت.. أن يقتلع قلب أبيها من مكانه، أو يطفئ قناديل الفرح من حولها، وبحركة بطيئة رفعت قليلاً من ثوبها الذي ترتديه، لتكشف عن بقايا ساقيها..