يبدو ان حزب التجمع اليمني للاصلاح المعروف بـ (الإخوان المسلمين في اليمن) وحلفائهم من القوى التقليدية القبلية والعسكرية قد فقدت صوابها تماماً، وذلك حينما أصرت على اقامة الاحتفال بالذكرى الأولى لتولي فخامة الاخ عبدربه منصور هادي رئاسة الجمهورية بمدينة عدن دون سواها من محافظات الجمهورية مستغلة بذلك هذه المناسبة التي جاءت في الأصل كتتويج للتوافق الوطني وفي ظل أزمة طاحنة شهدتها اليمن مطلع العام 2011م وليس يوما ديمقراطيا يستوجب الاحتفاء به لرئيس تم انتخابه شعبيا وبإرادة ديمقراطية حرة وكاملة وتنافسية حتى تتم المزايدة بها من قبل حزب الإصلاح مع احترامنا لهما ولشخص فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي. ولعل الاصلاح وجد في هذه المناسبة فرصة سانحة لتصفية حساباته مع قوى الحراك دون الاكثرات للانتقام للاساءة البالغة التي يمكن ان تؤثر في شخص الاخ الرئيس هادي حينما اقحموه مع أبناء الجنوب، هذا بالاضافة الى ان الرئيس هادي ليس بحاجة لمثل هذه الفعالية وفي مدينة عدن بالذات في حين ان الاحتفاء يكون بمساعدته في تهدئة الاجواء واسناده في تنفيذ ما يحمله لليمن من برامج وأهداف تنتشلها من مخاطر الانزلاق في الفوضى وتهيئة الاجواء لمؤتمر الحوار الوطني القادم والمقرر انعقاده في 18 من مارس 2013م.ان الوضع المأساوي المؤسف الذي ينذر بكارثة حقيقية في محافظة عدن والذي كرسته قيادة السلطة المحلية في المحافظة منذ صبيحة يوم الخميس الموافق 21 مارس 2013م واصرارها على اقامة هذا الاحتفال وفي ظروف استثنائية تعاني منها البلاد وتتهيأ فيه اليمن الى خوض مؤتمر الحوار الوطني وانجاحه بكافة السبل الممكنة للخروج بالوطن من نفقه المظلم ومعالجة مجمل المشاكل والقضايا الوطنية المهمة والمصيرية، نجد أن هذه الفعالية قد كرست- وللأسف الشديد- المزيد من الشروخ في جسد الوحدة الوطنية نتيجة ما خلفته من قتلى وجرحى عزل من السلاح والاستمرار في حملة الاعتقالات الواسعة التي يتعرض لها أبناء المحافظات الجنوبية دون مبرر بهدف الرغبة المريضة للقوى التقليدية الساعية الى التسلط حتى وان كان على حساب دماء الضحايا والأبرياء وأوجاع الجرحى العزل من المدنيين، وبعد ذلك يتشدقون بالدعوة للتغيير واقامة الدولة المدنية التي هم ابعد ما يكونون عنها!!إن الوضع في مدينة عدن ينبئ بكارثة وبموجة من العنف والصدامات بين حزب الإصلاح والحراك ما لم يتداركه بحكمته المعهودة فخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ويلزم الاطراف المعنية بالتهدئة وانسحاب العربات المدرعة التابعة للوحدات العسكرية من مداخل وأزقة مدينة عدن، وليس هناك ما يبرر ما هو حاصل اليوم في عدن، كما ان الذين يصرون على الاحتفاء بذكرى انتخاب الرئيس هادي وسط اعمال العنف والفوضى والقتل والاعتقالات انما يسيئون إليه ويؤكدون انهم دعاة عنف وارهاب وليسوا دعاة حوار، بل ويسعون الى افشال مؤتمر الحوار الوطني القادم بكل الوسائل الممكنة لديهم والا لماذا يفتعلون تلك المشاكل.
|
تقارير
لا لتعميق شروخ الوحدة.. نعم لتضميد جراح الجنوب!
أخبار متعلقة