حل بين أصدقائه و محبيه
كتب / علي حيمد يزور عدن في هذه الايام الشاعر الغنائي الكبير الاستاذ مصطفى خضر الذي شكل ثنائياً مع الفنان الرائع الراحل محمد عبده زيدي وقدم له اروع الأغاني الخالدة مثل السعادة، أنا عارف ظروفك ، فقدان لك نسيت اللي اتفقنا ع ليه، باراعي لك وأعمالاً أخرى وقدم للعملاق احمد قاسم ابتدينا ياحبيبي بعد ما قالوا انتهينا ،نعم اهواك وه ب الصفا وللعزاني اتفقنا اننا مانتفق. الجدير بالذكر أن الشاعر مصطفى خضر مغترب في دولة الكويت منذ سبعينيات القرن الماضي وفي السنوات الاخيرة اصبح يتردد على زيارة البلد بين الحين والآخر والشاعر الخضر هو الشقيق الأكبر للإعلامي والناقد الفني الراحل عبد القادر خضر. وأثناء زيارته الحالية لعدن جمعتنا به جلسة مقيل مساء الخميس 2/14 /2013م في منزل الصديق المصور ناصر إسماعيل، حضر هذه الجلسة الاستاذ الشاعر نجيب مقبل، الأستاذ الفنان عصام خليدي، المخرج التلفزيوني محمد محمود السلامي، الأستاذ أنور خان، الكابتن ناصر عقربي، الفنان نجوان شريف ناجي، وكاتب هذه السطور .وخلال الجلسة استعرض الأستاذ الشاعر مصطفى خضر أجزاء من مسيرة حياته في مجال الشعر الغنائي وعلاقته الفنية بالفنانين الكبار مثل الفنان احمد قاسم والفنان محمد عبده زيدي والفنان سالم احمد بامدهف، الذي ارتبط بعلاقة صداقة معه منذ بداياته الاولى وعلى الرغم من انه لم يتعامل معه فنياً ألا انه كان بالنسبة له البوابة التي من خلالها أحب الفن ودخل الوسط الفني فقد جعل منه محباً لاغاني ام كلثوم ومتذوقاً ومتابعاً لها بعد ان كان لا يستسيغها وتأثر بأشعار احمد رامي وبالذات اغنية سهران لوحدي ومن خلال حبه لتلك الاغاني وتأثره بها وإحساسه العميق بكلماتها تولدت لدى الشاعر الخضر الرغبة في كتابة الشعر الغنائي وصياغة معان لا تقل عمقاً عن تلك المعاني التي تأثر بها في أغاني أم كلثوم. وقال في معرض حديثه أنه كان قارئاً نهماً للأدب العربي شعرا ونثرا وقرأ ليوسف السباعي والمعري، وكان يهوى كتابة الرواية ثم وجد نفسه في كتابة النص الغنائي، وتأثر في بداية كتاباته للنص الغنائي باللهجتين المصرية و اللحجية لما فيهما من سلاسة ورقة وعذوبة وقدم أول نص لأحمد قاسم بعنوان (هب الصفاء) ثم تلته أعمال أخرى وكان أول عمل يلحن ويغنى له أغنية (شوه عمل بك قلبي قللي ) من ألحان المرحوم حسن فقيه وأداء جعفر عبدالوهاب، ثم قدم للزيدي يا قلبي كفاية، وأغلى حب المعروفة بأغنية (وراسك) و(فقدان لك)، و(أنا عارف ظروفك)، و(السعادة ) و (عتاب) التي يقول مقطعها ( نسيت اللي اتفقنا عليه ) وقال ان هذا النص أقرب النصوص إلى قلبه، كما قدم لأحمد قاسم اغنية (قبل حبك ) أو كما تعرف ( حبك انت يا حبيبي ) حيث أدى هذا العمل الفنان احمد قاسم و كذلك الفنانة فتحية الصغيرة، ثم تلا ذلك ( نعم أهواك ) و(ابتدينا يا حبيبي بعد ما قالوا انتهينا ) ولحن له الفنان محمد صالح عزاني أغنية ( اتفقنا اننا ما نتفق )، وحول هذه الأغنية قال إنني أرسلتها من تعز إلى الفنان الزيدي وعندما لم يجد الرسول الزيدي سلمها للعزاني الذي قام بتلحينها وأنا راض كل الرض على لحن العزاني .ثم قام الشاعر الخضر بالرد على أسئلة عدد من الحاضرين التي تمحورت جميعها حول تجربة الخضر على مدى ما يقارب الخمسة عقود من الزمن.وخلص الجميع إلى القول بأن النص الغنائي المتواتر يعتمد على هرمية تكون واسعة تضيق إلى أن تصل إلى المعنى وأن الخضر دأب على ان تكون أعماله ذات بناء شعري درامي مبني على البداية والوسط والنهاية لتخرج في سيناريو متكامل يحتوي على حكاية عشق بأسلوب رقيق يصل إلى المتلقي و يظل خالدا في ذاكرته وهذا دليل على البصمة التي تركها الخضر من خلال الأعمال التي قدمها وعلى الرغم من قلتها إلا أنها حفرت في ذاكرة الجيل الذي عاش فترة ولادتها وأصبح يتناقلها و يتغنى بها العشاق والمحبون جيلا بعد جيل .وفي ختام اللقاء ألقى الشاعر مصطفى خضر عدداً من غنائياته الرائعة. نتمنى للأستاذ مصطفى خضر طيب الإقامة في بلده الأم وأن يتحفنا بجديد أعماله المشحونة برقة المشاعر والعواطف الجياشة والأحاسيس المرهفة.
الفنان الراحل أحمد قاسم