سطور
من بدايات العمر ، كنت أتعلم من التاريخ ، أنهل من التجارب والأفكار حتى أتجنت واجد الطريق للمستقبل ، كانت هواية ووسيلة في الوقت نفسهوبين سطور التاريخ تعلمت أيضا الكثير ، وفهمت معنى النجاح والمسؤولية، وعدم الثرثرة أو السباحة مع التيار أو ضده قبل أن ترى الصورة من بعيد ... من أقصى نقطة تستطيع الوصول إليها لتحكم عليها في اليوم التالي.فهمت من التاريخ أن فرع النيل الثالث قد جف واندثر ، وكما أطلق عليه انتحر من اجل فرعون مصر لبناء احد معزات العالم فقط ليدفن به، وكانت الفراعنة كالصخرة تقاد في سبيل ذلك دون تفكير ، وجاء بعده وقبله من كانوا على شاكلته ، ممن ادعى الألوهية وغيره من قصص التاريخلكني توقفت منذ عامين أمام صورة لم ترسم من قبل في لوحات التاريخ ولم نر شبيها لها في أي دولة، بعد إسقاط فرعون أخير لم يكن يعلم انه فرعون ويظن انه قد قدم الكثير، وتبدأ الزلازل تهز أقدامنا من كل صوب، ويهتز الوجدان في فتنة لم يسبق لها مثيل منذ أيام الخلفاء، ليصبح الحديث مهنة من لا مهنة له ويسعد ليزيد من الانقسام وهو يكسب الشهرة والخروج على كل شاشة ويتقاضى أجره في النهاية ليخلد خالي البال دون ارق أو تعكير وكنت اندهش لشخص يقود امة ذكرت في القرآن عدة مرات دون اكتراث، وعالم يترقب في لهفة لسقوط أحجار ذلك البناء التي صمد أمام الزمان عدة مئات من القرون، وان كانت لمجرد أن لا يكون كاذباً أو لإظهار الولاء والطاعة لحزب أو جماعة ... أو حتى عشيرةفعندما يقود احدنا سيارته في طريق طويل ، فانه يحرص اشد الحرص أن يصل إلى النقطة الثانية في أمان حفاظا على أرواح عائلته وأبنائه متفادياً كل الحفر ويبتعد عن الرادار الذي يتحفز لكل من تسول له نفسه ليضع اقتصادنا البسيط في خطر ، فكيف لي أن أقود طائرة أو سفينة بل ... وان أقود دولة.لا تهمنا السياسة أو الأحزاب .. بل يهمنا الأهل والأحباب ... بمعنى أدق العشيرة.. أمنهم وسلامتهم، غذاءهم ومستقبلهم الذي اكتنفه الغموض والجهل... والخوف لا أدري من أعاتب والى جانب من أقف، أريد فقط أن نرجع إلى أمان الدكتاتور مع حفظ الحرية واحترام الأخلاقلن أتعلق بحبال رجال الدين الذين لا يعرفون الدين، ولم يقر أوا منه سوى القليل، ولكنهم تعلموا كيف يتحكمون في إتباعهم بذلك القليل من قراءتهملن أتعلق في أوهام بعد أن تركت تلك الحبال المهترئة من زمن مهاجراً كالطيور تبحث عن أمنها وسلامتها خارج الحدود.وأصبح الهرب الذي صنعته هو أمل الأحباب أيضاً، فلم ولن يتوارى أي شخص أن يتردد في القبول لمجرد التلويح له بفرصة للخروج من هذا الوباء يقف الجميع على ضفاف النيل ... بعد أن توقف في انتظار فديته كما كان يفعل في قديم الزمانمنتظرا بان يغرق القائدأو تسقط العشيرةعشيرتنا !!!