نقول لهم إن رجال الإطفاء لا يكافحون النار بالنار بل بالماء ومن يؤجج النار فإنه يوقظ فتنة والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها إن ما حدث قبل أيام من احتكاكات وصدامات بين أبناء مدينة واحدة عرفت عبر التاريخ بمدنيتها الحضارية وهدوئها وتعايشها السلمي، وراح ضحية ذلك الاحتكاك أبرياء وجرحى لا ناقة لهم في ذلك ولا جمل.ولا بد من أن هناك من دخل بينهم من شياطين الأنس وزرع الفتنة بينهم وبث سموم الحقد والكراهية والعداوة في قلوبهم وعقولهم خاصة بين شريحة من العوام الغر الأبرياء الذين لم يمتلكوا بعد خبرة ودراية سياسية بالحياة ومعرفة كافية بالواقع ولم يكلفوا أنفسهم قراءة ماضي آبائهم وأجدادهم وتاريخهم النضالي ورضوا بأن تحركهم أياد خفية لها مآرب مشبوهة وترغب في أن يظل الوطن وأوضاعه الراهنة على ما هي عليه من الفوضى والانفلات الأمني وغياب هيبة الدولة والقلاقل والاضطرابات داخل هذه المدينة أو تلك من أجل إفشال عملية التسوية السياسية في البلاد أو الدخول في الحوار أو تحقيق الأمن وعودة الهدوء والاستقرار وتطبيع الأوضاع في البلاد.لابد أن من يصطادون في الماء العكر ويشعلون النيران والحرائق ويزرعون الفتنة ويسعون إلى تحقيق مآربهم الشريرة وإدخال البلد إلى أتون حرب أهلية إنما يهدفون من وراء ذلك كله إلى شق الصف وتفريق الجماعة الواحدة داخل المدينة الواحدة الموحدة وتحويل النضال السلمي إلى عنف وتدمير وإرهاب وإقصاء للآخر وعدم الاعتراف به فهل يعي من يقومون بهذه الأفعال أنهم يسيئون إلى أنفسهم أولاً وثم إلى الوطن.إن الإنسان الواثق من نفسه المؤمن بعدالة قضيته لا يتصرف بطيش ونزق وحماقة لأنه لو فعل ذلك فإنه يسيء إلى آلاف المناصرين له وإلى المتعاطفين مع قضيته. إن قطع الطريق وإخافة الآمنين وتكسير المرافق ورفع شعارات السب والشتم والتجريح ليست من الأساليب السلمية ولا تحقق المطالب أو تستعيد الحقوق.
إلى الذين يصبون الزيت على النار..!!
أخبار متعلقة