[c1]صحف بريطانية: استقالة البابا صدمة وغموض[/c]هيمن خبر القرار المفاجئ لبابا الفاتيكان بنديكت السادس عشربإعلان استقالته من رئاسة الكنيسة الكاثوليكية لأسباب صحية على جل الصحف البريطانية التي تناولته بتحليلات موسعة.فقد كتبت ديلي تلغراف أنه عندما انتخب البابا بنديكت عام 2005 كان يعرف أنه رجل مسن (78 سنة) ولن يعمر طويلا ومن ثم لم تكن أو لوياته تلك التي يهتم بها رجال السياسة، وبحكم أكاديميته من خلال التدريب شرع في تلخيص أفكاره في أربع رسائل باباوية عن: عمل الخير والأمل والعدالة الاجتماعية والإيمان. لكن لا شيء فاجأ العالم مثل استقالته.وقالت الصحيفة إن استقالته تبدو كخطوة حديثة جدا والدافع معقول تماما: عدم القدرة على إتمام الخدمة الكهنوتية المؤتمن عليها كما ينبغي.وتساءلت هل فترة حكم البابا القصيرة كانت ناجحة؟ وأجابت بأنه ليس هناك إشارة واحدة تحكم على ذلك لكن إذا كان قصده إعادة أوروبا للرب فإنها عندئذ لم تستجب. وربما كانت بذور الصحوة ساكنة وربما كانت غير مثمرة. وقد يكون البابا القادم أفريقيا. والتدين يشهد صحوة جديدة، كما يذكرنا الإسلام.وأضافت الصحيفة أن هناك أسفا كبيرا سيغادر به البابا مهمته: الضرر الحقيقي الذي وقع من فضيحة التحرش بالأطفال. فلو أنه كان مجتهدا ومتصلبا في وضع آليات لمنع وقوع جرائم من هذا النوع في المستقبل لبدا الشر الذي وقع مذهلا ومرعبا له عندما أصبح حجمه واضحا.وقالت الصحيفة إن بنديكت السادس عشر انتخب لتعزيز باباوية البابا يوحنا بولس الثاني التي دامت 27 عاما، للخير أو الشر. وهذا هو ما قام به.[c1]بابوية بنديكت[/c]أما صحيفة غارديان فقد استهلت افتتاحيتها بأن بابوات الكنيسة الكاثوليكية يكونون شيوخا عند انتخابهم، ومن ثم فمن المتوقع أنهم لا ينبغي أن يعمروا طويلا في مناصبهم. ومع ذلك فقد جاء قرار استقالة البابا بنديكت بمثابة صدمة. ويرجع ذلك جزئيا لأن هذه الخطوة لم يسبق لها مثيل في القرون الأخيرة. وقد يتلمس البعض تفسيرا لقرار بنديكت في الفضائح المالية وغيرها التي برزت أثناء الفترة التي قضاها، لكن القصة الكاملة لهذا الأمر قد لا تُعرف أبدا.لكن من المرجح أن الدرس الذي استفاده من يوحنا بولس الثاني هو أن الثبات في الشدائد ليس دائما السبيل الأفضل. فالمطالب التي على كاهل البابا كبيرة وكذلك طبيعة التسلسل الهرمي للمنظمة التي يقودها. وقالت الصحيفة إن بابوية بنديكت كانت لاهوتيا وسياسيا وتنظيميا استمرارا لتلك التي للبابا يوحنا بولس الثاني، بكل عيوبها ومزاياها. وميزتها الرئيسية هي أنها كانت ليبرالية ووسطية في سياساتها الاجتماعية، وغالبا ما كانت أيضا صريحة بشأن استخدام القوة في الشؤون الدولية.وتمضي الصحيفة: أما عيوبها فتكمن في الفشل في إعادة النظر في المذاهب الأخلاقية وموقفها الثابت من الشذوذ الجنسي والعزوبة والإجهاض وتحديد النسل. وكانت إحدى النتائج الاختلاف بشأن هذه المسائل بين كبار رجال الدين والعلمانيين. ونتيجة لذلك جرف تمرد بطيء وطويل المجتمعات الكاثوليكية في شمالي أوروبا وأميركا الشمالية، وغادر كثير منهم. والبعض ظل مكانه لكنه لا يطيع. وعيب آخر كان الانهيار في تعيين الكهنوت، الذي شهد جلب قساوسة إلى المعاقل الغربية القديمة من آسيا وأفريقيا مع كل الفوارق الثقافية.[c1]عبء ثقيل[/c]ومن جانبها كتبت إندبندنت في افتتاحيتها أن استقالة بنديكت جاءت لإنهاء انقسام في الكنيسة الكاثوليكية وأن البابوية كانت عبئا ثقيلا على كاهله وأن خدمة مصالح الكنيسة تكون أفضل برحيله.وقالت إنه سيكون هناك أولئك الذين يرون دوافع أخرى في رحيل البابا بأن بابويته كانت متقلبة ويرجح أن توصم بالفضائح المتعددة من الاعتداءات الجنسية على الأطفال التي ظهرت للعلن خلال تلك السنوات.وبحسب إندبندنت فإن البابا كألماني التحق بحركة «شباب هتلر» في فترة مراهقته وكان بنديكت دائما واعيا لحمل عبء ثقيل ربما أملى عليه اهتماماته الثقافية الواسعة في مرحلة لاحقة من الحياة. لكنه كأكاديمي وكاهن في حرب ألمانيا الغربية الباردة طور نفورا من الراديكالية التي أملت عليه سياسته المذهبية المحافظة. وهذه السياسة المحافظة عمقت فقط الانقسامات مع الإصلاحيين المتفائلين.وأشارت الصحيفة إلى أن خليفة بنديكت سيحتاج إلى قدرة القيادة والرؤية لتحقيق الكاثوليكية في هذا القرن الجديد. والتحدي، حتى إذا كان لديه تلك الصفات، سيكون تطبيق الإصلاح دون إثارة شقاق عميق مثل الذي كانت الاستقالة البابوية الماضية تنوي إنهاءه.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة