سطور
حكاية من الواقع المؤلم الذي يعانيه العديد من طلابنا، الصغار منهم والكبار، تسرد عبر الحقائق والدلائل التي لمسناها في احدى الحالات في مدرسة ابتدائية بمحافظة عدن سببها يعود إلى سوء وتدهور خدمات الصرف الصحي في العديد من مدارس المحافظة حيث لمسنا في احدى المرات ضحية لهذا الاهمال في البيئة الصحية للمدارس فغياب المياه وعدم تهيئة الحمامات في المدارس لتلبية احتياجات الطلبة يهدر حقاً من حقوق الطالب في الحصول على البيئة النظيفة في مسار التعليم بشكل عام. طالبنا الذي نحكي عنه في قصتنا هذه ذهب الى المدرسة كالمعتاد وبعد الانتهاء من الطابور المدرسي توجه الطلاب الى الفصل فكانت المفاجأة صدمة لطلاب الفصل عندما اشتموا رائحة كريهة تنبعث من الفصل فتساءل الطلاب عن مصدر هذه الرائحة التي اصابت من في الفصل والمدرسة بالدهشة والتأفف من حدة قوتها.فسال احد الطلاب مدرسته بالفصل عن اسباب هذه الرائحة فلم تجبه فقد كانت مندهشة هي الاخرى فاضطر الطلاب للخروج مسرعين من الصف مهرولين مما اشتموه إلا واحداً بقي متسمرا في مكانه دون حراك !!فاستغرب الجميع لبقائه وحيدا في الفصل ولم يخرج من الفصل معهم !! وبقيت المعلمة المدرسة من أمام السبورة متسمرة ومندهشة في نفس الوقت ، فسألته عن سبب بقائه في الفصل، فكان يظهر على وجهه الاحمرار والخجل والتعرق وكان منكفئا على نفسه فطلبت منه الخروج ولكنه رفض !! فذهبت اليه غاضبة وتصرخ في وجهه ، واكتشفت اخيرا سبب انبعاث الرائحة فوجدت ان الطالب قد تغوط على نفسه،فسألته لماذا لم يذهب لقضاء حاجته في الحمام ، فرد عليها والعبرة تخنقه من الخجل وبصوت خافت ياأستاذتي لم استطع الذهاب للحمام لقذارته وانعدام الماء.كانت هذه صورة مقربة بالمجهر عن معاناة الطلاب من خلال عدم الاهتمام بحمامات المدارس باعتباره ابسط حق من حقوق الطلاب داخل المدرسة !! فمن هو المسئول الرئيسي للوصول الى هذه الحالة المزرية في مدارسنا وأين هي وزارة التربية والتعليم من هذا الوضع؟!