عندما تتعاظم ملامح القبح في أي زمان ومكان فإنها تمنع وقوع العين على اي ملمح جميل في ذلك الزمان والمكان .والمشهد في الحوطة عاصمه محافظة لحج حاضرة الادب والفن حاضنة الروائح العطرة , يقودنا الى التيقن من انها تعيش حالة تجاذب غريب وعجيب وصراع خفي بين طرفين الاول يسعى ببطء ممل لانتشالها من وضعها المأساوي والآخر يسير في الاتجاه المعاكس . الامر الذي جعلها مسرحا يعرض بامتياز ابشع صور الاوساخ والقذارة ليزيح وبجدارة كل مواطن الجمال فيها .ـــ يدخل الزائر اليها باحثا عن لحج الخضيرة فلا تقع عيناه الا على لحج الضريرة . ـــ مبان تحولت الى اطلال وخرائب تنعق الغربان على ما تبقى منها .ـــ اكوام القمامة المتكدسة في شوارعها وازقة حاراتها جبال تسد مداخلها ومخارجها . تهدي اكره الروائح وتعيق حركة السير فيها . ــ فيضان دائم لمياه المجاري الموحلة يصول ويجول في الشوارع ويغمر ما تبقى من ساحات احيائها بعد ان اكل البناء العشوائي منها ما اكل .ـــ باعة خضار وفواكه واسماك وقات واصحاب بساطات ينتشرون بفوضوية عائقة للسير السوي في قلب المدينة ويرمون مخلفات مبيعاتهم في كل الاتجاهات ليرسموا لوحة تجبرك على الشعور بالحسرة والندم .ـــ معاناة أهلها البسطاء من انقطاع الماء والكهرباء وما يكابدونه جراء ذلك من خسائر مادية مؤلمة . ـــ ضجيج مكبرات الصوت من بعض مآذن مساجدها وتأثير ذلك سكان البيوت القريبة منها .وبعد ما اسلفنا ذكره وبعد ان جردت مدينة الحوطة لأسباب لا يعلمها الا الله من كل فضائلها . عن أي فضيلة سوف نتحدث ! وماهي الجريمة النكراء التي ارتكبتها حتى تهان بهذه القسوة ويطال التهشيم والتهميش كل ما ومن فيها !!. [c1]هامش : [/c] (1) حوطة الفضائل عنوان ديوان مخطوط للأمير صالح سعد سالم .
|
ابوواب
حوطة الفضائل
أخبار متعلقة