قدر الله وماشاء كان .. ورحل عنا تاج النهار في لحظة فرح غامر تحول إلى حزن إليم وموقف قلب كل التوقعات، رحل فنان الشعب والوطن أبو علي - صاحب (تاج النهار ويعكسه جبيني ) وقد كان تاج رؤوسنا ولساننا الصداح منذ ستينات القرن الماضي عندما شاهدناه في التلفاز المصري، وقبلها كانت عدن تتجلى وتتهادى على أصوات المرشدي رحمة الله عليه .. وهاقد حان وقت الرحيل إلى الملك الجليل. نقل الخبر إلينا الولد: هاني هشام باشراحيل، ونحن في المبرز .. ( منتدى الأيام ) عصر الخميس، وحزن الجميع وترحم على الفقيد، وبدأت عاصفة من الاتصالات ورسائل الموبايل .. وكان الحزن بادياً على الأستاذ/ عبده حسين أحمد ، الذي لاحظنا ذلك من ملامح وجهه السمح.. الكل حزن.. وترك الأستاذ عبدالمجيد عرامي المبرز متحركاً إلى القيام بالواجب، فما بين الاثنين يصعب وصفه، ولذلك كان الواجب يقتضي رد الجميل في موقف عصيب وعسير. اتصلنا بصهره العزيز الأستاذ محمد عبدالله مخشف، ثم الفنان عصام خليدي الذي نقل صورة مؤلمة للوفاة.. ماجعلنا نصعق تماماً. قال الفنان الجميل عصام: كان المرشدي في طريقه إلى قاعة عدن مول لكي يقدم التهاني لحفيده الذي نحتفل بعرسه الميمون .. وشاءت قدرة الله أن تكون النهاية، فقد سقط الفنان الكبير على سلم الدرج المؤدي لقاعة الحفل، وتم بعدها نقله إلى المستشفى، لكن كانت رحمة الله سباقة، وصعدت روحه الطاهرة إلى ربها راضية مرضية. إنه القدر.. وقد بهت من كان في الحفل وسيطر الحزن وخيم على الجميع فمن الفرح إلى الترح .. وهي مفارقة حياتية سيسجلها التاريخ لفنان عظيم أثرى حياتنا وامتزجت مآثره بدمائنا وخلدت في عقولنا وقلوبنا ولانملك إلا الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يلهم أهله ومحبيه وعدن، وكل من فيها الصبر والسلوان .. « إنا لله وإنا إليه راجعون ». رحل تاج النهار المتلألئ ولم نحضر حتى جنازته، فقد كانت التوقعات أن يتم دفنه في صلاة الجمعة (أمس الأول) لكن وصيته حسمت الأمر، وكان الدفن مساء الخميس، حسب تأكيد الفنان الكبير عوض أحمد الذي هاتفته فقال: نحن الآن في المسجد استعداداً للذهاب بالجسد الطاهر إلى مثواه الأخير.. وهو ما نقلناه للأستاذ عبدالحفيظ المعمري، المفجوع بالرحيل. وداعاً أبا علي - أيها المرشدي - المرشد لنا ، وإلى جنة الخلد يا فنان الشعب والوطن، وداعاً محمد مرشد ناجي - وإننا عليك لمحزونون.
|
ثقافة
ورحل تاج النهار – أبو علي
أخبار متعلقة