غريب يا زمن .. مأساة أب باع عمره ليشتري أولاده انفق صحته من اجلهم وضحى بكل ما يملك ليراهم سعداء وعندما وصل قطار العمر إلى محطة الشيخوخة نسي الأولاد والدهم وتحجرت قلوبهم .. وانشغلوا بأولادهم ، ولم يعد أمام هذا الأب العجوز سوى أن يلعب بالورقة الأخيرة قبل أن يختاره الموت.. يخبر أصحابهم بأن يتحدثوا معهم للمجيء إليه .. ربما استيقظت قلوبهم وتذكروا أن لهم اباً ما زال يعيش على ظهر الدنيا. كما تحدث إلينا وقال: لا ادري هل قست قلوبهم إلى هذا الحد ؟ ماذا جرى .. هل نسيتم انه لا يوجد في هذه الدنيا من يحبكم مثلي ؟ أنني الآن أوشك على الموت أعيش وحيداً لم تفكروا في زيارتي ابكي وأنا احمل صوركم ويتدفق شريط ذكريات طفولتكم في مخيلتي اتقوا الله واسألوا عن والدكم لا تنسوا أن عندكم اولاداً قد يتمردون عليكم كما فعلتم معي !! . أنهى العم احمد كلامه الذي سطره بدموعه.. لم ينتظر سوى تحقيق أمنيته في أولاده .. فكيف يهجر أبناء والدهم المريض الطاعن في السن ؟ همس لي عم احمد العجوز فقال ( أتدرين أكثر ما أخشاه، أخاف أن أموت فجأة وأنا جالس بمنزلي وحدي ولن يعرف احد بموتي إلا بعد أن تفوح الرائحة... أتخيل مشهد الشرطة وهم يكسرون باب منزلي لينقلوا جثتي إلى القبر.. وبكى العجوز وهو يكمل حديثه : اصبحت وحيداً في هذه الدنيا رغم أن الله رزقني بثلاثة أبناء أسقطوني تماماً من حساباتهم نسوا أن لهم اباً يحبهم وأقصى أمانيه أن يراهم بجواره وهو يموت وانفعل عم احمد وهو يقول : لن يرضى عنهم الله ولن ينجحوا في حياتهم ما دمت غير راضٍ عنهم.
|
اشتقاق
غريب يا زمان
أخبار متعلقة