الرياض/ متابعات لم يستسلم إبراهيم الأهدل وهو في العقد الثالث من عمره عندما تعرض لحادث سقوط من أعلى سطح بناية مكونة من خمسة طوابق ليهوي إلى الأرض طريحا، وتتكفل به عناية المولى عز وجل بإبقائه على قيد الحياة وهو في التاسعة من العمر ليخرج من هذه الحادثة مصاباً بشلل رباعي.لكن الأهدل لم ييأس بعد عجزه عن استكمال تعليمه بعد أن خرج من الصف الثاني الابتدائي، ليواصل المسيرة بنفسه عن طريق الإنترنت وبواسطة السواك الذي أصبح له خير معين بعد الله سبحانه وتعالى.ويروي إبراهيم الأهدل تفاصيل قصة نجاحه قائلاً في حوار مع جريدة “ عكاظ”: بداية حياتي كان قلبي متعلقا بالمسجد الحرام والحقني والدي بتحفيظ القرآن في الحرم المكي وعمري خمسة أعوام، وكنت أذهب مع والدي حتى وصول عمري ستة أعوام، وبعد ذلك كنت أذهب وأعود إلى المنزل بمفردي حتى حصل لي الحادث.وأضاف: عندما كنت في التاسعة من عمري، كنت ألعب على سطح منزلنا بطائرة ورقية وأثناء اللعب سقطت من علو خمسة أمتار ونصف المتر تقريبا، حيث نقلت إلى المستشفى وأصبت بشلل رباعي، حيث أصبحت أتنقل على كرسي متحرك وكلي أمل بالله أنني سوف أمشي إن شاء الله، ومن ثم أملي بالملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه أن ينظر لحالي ويتكرم بعلاجي.واستطرد :بسبب أحوال والدي المادية الضعيفة لم أستطع استكمال علاجي، علما أن والدي أحد أئمة المساجد في مكة المكرمة ولا يجيد القيادة ولا يوجد لدي إخوة أكبر مني، وأتوجه إلى الله جل علاه، ومن ثم الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله لنا وللأمة الإسلامية.وتابع: كنت في الصف الثاني الابتدائي حين وقع لي الحادث فلم أستطع إتمام الدراسة، حتى في المدارس الخاصة بالمعوقين لم أستطع الالتحاق بها بسبب ظروفي المادية، لكن في عام 2008 شجعني صديقي العزيز هاشم وجعلني أبحر في عالم الكمبيوتر والإنترنت وتعلمت استخدام الإنترنت وكنت أجد صعوبة في الكتابة، لكن لم أجلس مكتوف الأيدي وفكرت واستخدمت في بداية الأمر القطعة الخشبية الموجودة في الآيس كريم فوجدتها قصيرة ولا تفي بالغرض، ففكرت في السواك ومنذ ذلك اليوم وأصبح الطريقة المثلى ووسيلتي في الكتابة على الإنترنت.وعن السواك قال الاهدل: «بفضل الله ثم السواك استطعت أن أكتب وأصبح كعضو من أعضائي المشلولة ولله الحمد»، أما عن المهارات الإبداعية قال الاهدل : «الحمد لله بعد أن تعلمت القراء والكتابة بصورة أكبر، ودخلت إلى عالم الفيسبوك وكونت علاقات مع كثير من الأصدقاء، من خلال مشاركتهم في الألعاب». وعن العلاقة التي تربط الاهدل بالمسجد الحرام، قال: في أولى سنوات الإعاقة لم أكن أذهب إلى الحرم، ولكن قبل حوالي أربع سنوات أهدى لي رجل كرسياً متحركا كهربائياً، لكنني أجد صعوبة في النزول من المنزل لأنني أسكن في مكان مرتفع ولكني أستعين بالعمالة الذين يقومون بحملي إلى أسفل الجبل بمقابل مبلغ مادي من 40 إلى 50 ريالاً في المرة الواحدة، ثم بعد ذلك أذهب بمفردي بالكرسي المتحرك حتى في أيام الازدحام والمواسم .. والله أني لا أجد نفسي إلا وأنا في وسط الحرم في صحن الطواف، والكثير يقولون لي: كيف وصلت إلى هنا ؟ أقول لهم: الله هو الذي يسر لي ذلك. وعن حلم الزواج قال الاهدل : أتمنى وأسأل الله أن يوفقني وأتزوج، والمعوقات المادية والصحية هي العقبة الدائمة أمامي، ومن التي سوف تقبل بالزواج من شخص معوق!؟.
تحدى الإعاقة وعبر عالم الإنترنت بالسواك !
أخبار متعلقة