وصول وفد مجلس الأمن الدولي إلى العاصمة صنعاء وعقده أمس جلسة اجتماع يعدُّ مؤشراً إيجابياً بالغ الأهمية للدفع بالعملية الإنتقالية, ومؤشراً قوياً يعكس مدى حرص المجتمع الدولي على اليمن ودعماً أممياً منقطع النظير ينبع من التفهم الدولي للشأن اليمني خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة التي تتطلب تضافر عمل جميع القوى والمكونات الفاعلة على الساحة السياسية لإنقاذ اليمن من الوضع المتردي وانتشاله من حالة الفوضى والوصول إلى بر الأمان, واستنتاجا لما يكنّه قادة الدول الصديقة وزعماء الدول الشقيقة الراعية للمبادرة الخليجية وآلياتها المزمنّة, وحرصهم على ضرورة إنعقاد الدورة الحالية لمجلس الأمن في اليمن للإشراف والاطلاع عن كثب لتحديد حجم الصعوبات التي تعيق تقدم المسيرة السياسية وتذليل كل معوقات استكمال بنود المبادرة الخليجية, بما يتناسب مع الرقي والنضوج السياسي للأطراف المختلفة والنوايا الجادة في تجاوز الفترة الماضية بكل سلبياتها, ولما لهذه الزيارة من دلالات خاصة تأكيداً على التمسك والعمل بما نصت عليه بنود المبادرة الخليجية وإلزام جميع الأطراف بذلك, تنفيذاً لما جاء في قراري مجلس الأمن 2051-2014, ومحاسبة كل الذين يسعون لعرقلة التسوية السياسية, وتهيئة الأجواء وإيجاد الظروف المناسبة لانعقاد الحوار الوطني الشامل, ووقوف الأشقاء الخليجيين والدول المانحة لدعم الاقتصاد اليمني مؤشر خير وبركة لليمن باعتبار هذه المرحلة هي إستثنائية بكل المقاييس ولها أهميتها البالغة, وعلى مجلس الأمن إدراك أهمية التجاوب مع تطلعات الشعب في التغيير المطلوب بما يضمن مستقبلاً آمناً ومزدهراً ينشده اليمنيون وحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً بما يلبي جميع مطالبهم المشروعة.* فقد لاقت زيارة مجلس الأمن هذه ارتياحاً شعبياً في الشارع اليمني وصدى ما لمسه من الجهود الصادقة التي يبذلها المجتمع الدولي لحلحلة كل القضايا الشائكة على كافة الأصعدة, ووصول الوفد الدولي لصنعاء أكدت بما لايدع مجالاً للشك الإصرار الدولي والحرص الشديد لدى الداعمين لليمن سياسياً واقتصاديا, لإنقاذه من شبح الفتنة والحرب الأهلية والطائفية والفقر والمجاعة, وتركت هذه الزيارة انطباعات جيدة لدى المهتمين بالشأن اليمني من أول جلسة الاجتماع التي انعقدت أمس, فما حملته كلمة فخامة الأخ الرئيس/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية, أكدت السعادة الكبيرة لدى اليمنيين لهذه الزيارة, وتطرق في كلمته إلى مجمل القضايا والصعوبات الداخلية والتحديات وأبرزها الوضع الأمني والاقتصادي والقضية الجنوبية, معبراً عن شكر اليمن لما لقيه من الدعم اللامحدود الذي تقدمه الدول الداعمة للعملية الانتقالية للحيلولة دون خروجها عن مسارها الصحيح, وقد حملت الكلمة التي ألقاها الأخ الرئيس أمام الحاضرين وفي مقدمتهم الأخ مارك غرانت مندوب بريطانيا في مجلس الأمن رئيس الدورة الحالية للمجلس, الأخ جمال بن عمر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة, والأخ عبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي, والوفد المرافق لهم, الشكر على جهودهم الطيبة كما جاء في فحوى الكلمة,, والتي عبّر فيها على المشاعر النبيلة التي يحملها الأصدقاء الدوليون والأشقاء الخليجيون لليمن حكومةً وشعباً.وعكست الكلمات التي قيلت في افتتاح جلسة الاجتماع تأكيداً لأهمية ما ستفضي إليه من قرارات مهمة يترقبها الشارع اليمني,وما سيتمخض عن هذه الزيارة من نتائج إيجابية فمجلس الأمن الدولي هو الجهاز الأمني لحفظ الأمن والسلم الدوليين ولما لقراراته من إلزامية على جميع الجهات المعنية ليس في اليمن فحسب بل في جميع دول العالم, ومن هوامش الكلمات الضافية التي قيلت في الاجتماع تأتي ترجمتها الواقعية للتفهم الكبير الذي يبديه المجتمع الدولي مستنيراً في فهمه من العمق الحضاري والإرث الإنساني وحكمة العقلاء في اليمن ورغبتهم الأكيدة في التغيير المأمول وتحسين الوضع المعيشي والمضي في الحياة في واقعٍ أفضل, وهو ما أكده خروج الملايين من الشباب في ثورات سلمية إلى الساحات وميادين التغيير مذّ قرابة العامين مضت, ومازالت هناك مسيرات واعتصامات تطالب بالإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد وتغيير رموز النظام الفائت وتطبيق العدالة الاجتماعية وتحقيق المواطنة المتساوية وإحقاق العدل والتعامل مع الجميع على ميزان التساوي في الحقوق والواجبات, وإعطاء فرصة للكفاءات والكوادر المخلصة من أبناء هذه الوطن والتدوير الوظيفي, لما من شأنه أحداث تغيير جذري في مسار الحياة العامة, حتى يكون للثورة اليمنية صداها الحقيقي ويلامسه الناس في حياتهم العامة شكلاً ومضموناً.والله وحده من وراء القصد,,
|
تقارير
على خطى اجتماع مجلس الأمن بصنعاء
أخبار متعلقة