في المؤتمر المحلي الأول لمناهضة العنف ضد الأطفال
صنعاء / بشير الحزمي:انطلقت أمس بصنعاء فعاليات المؤتمر المحلي الأول لمناهضة العنف ضد الأطفال الذي تنظمه مؤسسة شوذب للطفولة والتنمية بالتعاون مع منظمة رعاية الأطفال الدولية في الفترة 22-21-يناير 2013م في إطار اختتام مشروع ( آلية الحماية والكشف والتبليغ عن العنف ضد الأطفال).وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره عدد من الوزراء وقيادات المجتمع المحلى والمسئولين من الجهات ذات العلاقة والمجتمع المدني أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور أحمد قاسم العنسي أهمية انعقاد المؤتمر وما سيتمخض عنه من توصيات تعزز الجهود المبذولة لحماية الأطفال ومناهضة أي عنف يمارس بحقهم.وقال أن العنف الموجه ضد الأطفال له انعكاسات سلبية عديدة على حياة ومستقبل الأطفال ويؤثر على صحة الطفل ونفسيته وثقته بنفسه وبالمجتمع موضحا أن العنف ضد الأطفال يأخذ أشكالاً عدة (جسدي ولفظي ونفسي).وأكد أهمية تكاتف جهود مختلف القطاعات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية لمناهضة العنف ضد الأطفال معلنا استعداد وزارته للتعاون مع مؤسسة شوذب للطفولة والتنمية ودعم مختلف البرامج والأنشطة المنفذة .وأشاد بإمكانيات الوزارة في مجال التثقيف والإعلام الصحي واستعدادها للتعاون في هذا الجانب بما يعزز وعي المجتمع بمخاطر وأضرار العنف ضد الأطفال ومناهضته.من جانبه أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور علي النصاري أهمية الشراكة بين المجتمع المدني والحكومة في مناهضة العنف ضد الأطفال بما فيها عمالة الأطفال لما لها من تأثيرات سلبية على حياة الأطفال وحرمانهم من التعليم موضحا أن المسح الوطني حول عمالة الأطفال الذي أعلن عن نتائجه الجهاز المركزي للإحصاء قبل أيام قد أظهر أن مليون وسبعمائة طفل عاملون في بلادنا.وشدد على ضرورة التركيز على إلزامية التعليم وإتاحته للجميع في سبيل مواجهة هذه الظاهرة.وقال أن مؤسسة شوذب للطفولة والتنمية احد الشركاء الفاعلين مع الوزارة والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة ولها أنشطة عديدة ودور بارز في قضايا الطفولة وحماية الأطفال من العنف الموجه ضدهم بأشكاله وصوره المختلفة مشيدا بمستوى الأداء الذي تميزت به المؤسسة خلال الفترة الماضية.من جهته استعرض نائب مدير مكتب رئيس الجمهورية جعفر حامد مجمل التحديات التي تواجهها اليمن في المرحلة الراهنة .وقال أن اليمن تعد من الدول الأقل نموا وتعاني من تشتت سكاني واسع ونمو سكاني كبير وانتشار كبير للامية والفقر والبطالة وكلها عوامل وتحديات تؤثر سلبا على وضع الطفولة في اليمن.وأوضح أن أية مشاكل أو تحديات تواجهها اليمن ستنعكس آثارها السلبية على الأطفال وحياتهم ومستقبلهم متمنيا أن يخرج المؤتمر بتوصيات عملية تساهم في معالجة المشاكل التي تواجه الطفولة في بلادنا وتحد من العنف الموجه ضد الأطفال.بدورها أوضحت رئيسة مؤسسة شوذب للطفولة والتنمية لمياء الارياني أن حماية الطفل في ابسط صورها هي حقه في أن لا يتعرض للاذى أو الضرر وحمايته هي القاعدة التي تبنى عليها جميع حقوقه، وقضايا حماية الطفل من العنف ترتبط بالنواحي الاجتماعية والعادات والموروث الثقافي والتطور التكنولوجي.وقالت أن العنف ضد الأطفال ليس فقط انتهاكاً لحقوق الإنسان وإنما تمتد مخاطره على بقاء الطفل ونموه وتطوره وحقه في الحياة مشيرة إلى أن العنف ضد الأطفال في اليمن كثيرا ما يتم التعتيم عليه بحجة حساسيته أو الادعاء بعدم وجوده .ولفتت إلى أن التغاضي عن العنف قد يؤدي إلى الموت المبكر للطفل أو إعاقة سلامته الجسدية والعقلية والنفسية إضافة إلى دوره في التسرب من التعليم والسقوط في دائرة الفقر المغلقة واحتمالات التشرد والإشكالات الاجتماعية التي قد تهدد أمن المجتمع وسلامته موضحة أن الإخفاق في حماية الطفل يقوض التنمية الوطنية ويفرض تكاليف باهضة تمتد من مراحل الطفولة المبكرة إلى مراحل الرشد وهو ما يزيد من أعباء الدولة ويوجه مواردها التنموية إلى مناحٍ أخرى.وقالت أن المؤسسة كشريك مع منظمة رعاية الأطفال قد تنبهت لأهمية حماية الأطفال وعملت ضمن برنامج متكامل في مناهضة العنف ضد الأطفال وإيجاد مدارس صديقة للطفل وتأسيس نظام وآليات الرصد لحالات العنف ضد الأطفال .وأعربت عن شكرها لمنظمة رعاية الأطفال الدولية على اهتمامها بتحسين بيئة الطفل وحمايته من العنف.إلى ذلك قالت مريم الشوافي الأمين العام المدير التنفيذي لمؤسسة شوذب للطفولة والتنمية أن مشروع آلية الحماية والكشف والتبليغ عن العنف ضد الأطفال هو واحد من عشرات المشاريع في مجال حماية الطفل من العنف والتي تنفذ بشراكة دولية واسعة في محاولة لإحداث اثر ايجابي وتوفير محيط أكثر أمنا صالحا لان يعيش أطفال اليمن عليه بهدوء بعيدين عن متناول الإساءة والإهمال والاستغلال.واستعرضت جملة البرامج والأنشطة التي نفذتها المؤسسة بالشراكة مع الجهات المعنية خلال الفترة الماضية في الجوانب المختلفة.وأوضحت أن المشروع الأخير الذي نفذته المؤسسة بالتعاون مع منظمة رعاية الأطفال الدولية قد سار في اتجاه مكافحة ثلاث ظواهر هي ( العقاب في المدارس ، إصدار شهادة الميلاد المجانية، الزواج المبكر). وكان مدير منظمة رعاية الأطفال الدولية في اليمن جيري فارول قد استعرض في كلمته في افتتاح المؤتمر جهود المنظمة في رعاية الأطفال في اليمن وما توليه من اهتمام ودعم وشراكة مع منظمات المجتمع المدني الفاعلة في رعاية الأطفال وحمايتهم مشيدا بالجهود التي بذلتها مؤسسة شوذب للطفولة لمناهضة العنف ضد الأطفال ومستوى تنفيذ برامجها وأنشطتها المختلفة معربا عن استعداد المنظمة لمواصلة دعم جهود رعاية الأطفال في اليمن ومواجهة كل أشكال العنف الموجهة ضدهم.وفي افتتاح المؤتمر استعرض ماجد الحميدي مشروع حماية الأطفال من العنف والاستجابة لحالات الإساءة والاستغلال والإهمال 2012م الذي نفذته مؤسسة شوذب للطفولة.وخلال جلسات العمل تم يوم أمس مناقشة عدد من أوراق العمل المقدمة من مختلف الجهات ذات العلاقة التي تناولت آلية تفعيل قرار وزير التربية والتعليم بمنع استخدام العقوبات النفسية والجسدية في المدارس العامة والخاصة، حماية الأطفال من العنف والإساءة والاستغلال والإهمال عبر خدمات وزارة الصحة ، رصد انتهاكات حقوق الأطفال، إستراتيجية تحديث وتطوير مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني، من أجل إعلام صديق للطفل.وستتواصل جلسات العمل باستعراض ومناقشة مجموعة من أوراق العمل تتناول الشبكة الوطنية لحماية الطفل ، مشروع الحماية في اليمن ، آلية الكشف والتبليغ عن حالات العنف التي يتعرض لها الأطفال في المدارس، توصيات الأطفال حول دور الحكومة في تنفيذ توصيات دراسة الأمين العام للأمم المتحدة حول العنف .وكان قد تم على هامش افتتاح المؤتمر تكريم العديد من الجهات والشخصيات التي ساهمت في إنجاح المشروع ولعبت ادواراً فاعلة في تحقيق أهدافه.حضر الحفل نائب رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد الدكتورة بلقيس أبو أصبع ووزير الشباب والرياضة معمر الارياني وأمين عام المجلس الوطني للسكان الدكتور احمد بورجي وأمين عام المجلس الاعلى للأمومة والطفولة الدكتورة نفيسة الجائفي وأمين عام المجلس المحلي لأمانة العاصمة أمين جمعان ووكيل وزارة الخدمة المدنية طه الهمداني وعدد من المسئولين من الجهات ذات العلاقة .