صحيفة (14 أكتوبر) مدرسة صحفية عريقة ظهرت بعد الدولة الوطنية الناشئة في الجنوب، إثر استقلال وطني ناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967م.وكان أول ظهور لعددها الأول في الـ 19 من يناير 1968م أي بعد (40) يومـا من قيام الدولة الوطنية (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية)..ولعل 19 يناير 1968م الذي صدر فيه العدد الأول من صحيفة (14 أكتوبر) حاملة اسم تاريخ قيام الثورة من قمم جبال ردفان ليس اعتباطيـا، بل إنـه كان ردا وطنيـا على يوم دخول الاستعمار البريطاني لمدينة عدن واحتلالها في 19 يناير 1839م على يد القبطان الإنجليزي هنس، هذا الاحتلال الذي دام أكثر من (129) عامـا.إن صحيفة (14 أكتوبر) مدرسة عريقة في تاريخ الصحافة اليمنية تخرج من معطفها وكتب فيها رواد في عالم الصحافة والأدب والثقافة والسياسة، وكانت على مر تاريخها منبرا للتنوير والتثقيف، ومدرسة لتخريج الأعلام الصحفية والظواهر الحداثية في الأدب والشعر والمسرح.ولئن مرت الصحيفة والمؤسسة بظروف قاهرة خلال العقد الأخير من القرن الفائت حتى منتصف العقد الماضي من القرن الواحد والعشرين جعلت المؤسسة والصحيفة في حالات موت سريري كادت تودي بتاريخ الصحيفة العريق والمؤسسة الصحفية والإعلامية البارزة في الوطن؛ فإنَّ ذلك الوضع لم يستمر بفضل التوجه الجديد لقيادة المؤسسة والصحيفة مؤزرة بتصميم وإبداعات الصحفيين والعاملين الفنيين والطباعين والموظفين في مختلف مجالات العمل بالمؤسسة.لقد نهضت مؤسسة (14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر ومعها صحيفة 14 أكتوبر) بعد أن وضعت قيادة المؤسسة والصحيفة خطة منهاجية وتدرجية لانتشالهما من وضعهما، حيث كانتا قاب قوسين أو أدنى من الانهيار والتفكك، تجلت معالمها في مرحلتين:1 - تحديث بنية ما قبل الطباعة: حيث تم استجلاب أجهزة وأنظمة برامجية في مجالات الإخراج وفرز الألوان، وافتتاح المبنى الجديد المجهز بكافة التقنيات الحديثة من الشبكة المنظمة لتراسل الأخبار والموضوعات والصور من مرحلة التحرير حتى مرحلة الإخراج وفرز الألوان في ظل طباعة الصحيفة بالأبيض والأسود، رافقها تحديث وعمرة المطبعة الصحفية (الجوس) التي انتهى عمرها الافتراضي وإعادة تأهيلها للعمل بصورة أفضل، بل تأهيلها للطباعة الملونة، إلى جانب شراء مطبعتين مسطحتين الأولى ذات أربعة رؤوس ملونة والثانية ذات رأسين ملونين.2 - مرحلة الطباعة الحديثة:أ - وتم ذلك من خلال إدخال المطبعة الدوارة الحديثة وتشغيلها وافتتاحها رسميـا بحضور الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية (نائب الرئيس سابقـاً) تاريخ 13 ديسمبر 2010م، وطباعة الصحيفة بالألوان وهي المرحلة التي نعيشها الآن، التي ما كانت أن تنتقل من مرحلة الحلم إلى الواقع الملموس، لولا الإرادة الإدارية الحازمة لقيادة المؤسسة والصحيفة وإبداعات العاملين في المجالات التحريرية والفنية والطباعية، إلى الإصلاحات الهيكلية التي اعتمدتها قيادة المؤسسة في الجوانب المالية والإدارية ما فرض وضع الاستقرار الإداري والمالي في المؤسسة لاستحقاقات العاملين دون تأخير، وتقديم الرؤى الصائبة في البرامج الاستثمارية للموازنات العامة للمؤسسة بما يخدم القاعدة الإنتاجية والطباعية والتحريرية في المؤسسة والصحيفة.لا تقف حدود أحلامنا فيما تحقق، والذي نضعه اليوم بين أيديكم في هذا الكتيب الصادر بمناسبة العيد الخامس والأربعين لتأسيس الصحيفة، ولكن يظل الحلم بتطوير المؤسسة والصحيفة لا متناهياً طالما كان هناك إرادة واقعية في التعامل مع معطيات تطور الإعلام في العالم وتطور تقنياته وجعل صحيفة (14 أكتوبر) في خضم هذا التعاطي المثمر حتى لا يفوت الركب لصحيفة ولدت في خضم الدولة الوطنية الناشئة وملبية لأهداف وطموحات وتطلعات المواطنين بمختلف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية.الشكر كل الشكر للأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي كان وما زال يدا حنونـا على هذه الصحيفة متابعـا لمراحل تطورها وكان أول افتتاح للطباعة الملونة على يديه، والشكر موصول لكل من ساهم ودعم جهود قيادة المؤسسة والصحيفة للخروج من عثراتها السابقة لمواصلة نهج التطوير والإبداع والاندماج مع روح العصر ومع التطور الإعلامي الحاصل في العالم الذي يضج بتغيرات هيكلية في شكله ومضمونه وطبيعة رسالته الإعلامية، وهو ما تحاول مؤسسة (14 أكتوبر) الإعلامية وصحيفتها أن تشارك فيه بكل جدارة واقتدار.. والله الموفق.[c1] نجيب مقبل - نائب رئيس التحرير [/c]
أخبار متعلقة