«الصحيفة » التي حملت مشاعل الفكر والتنوير
استطلاع : فاطمة رشاد:أسماء كثيرة احتضنتها صحيفة أكتوبر كانت مشاعل لتنوير الفكر اليمني في ذلك الوقت وحيث لاتزال الذاكرة تحتفظ بالعديد من الأسماء التي كان لقهوة الصباح مذاقها حين يصدح صوت فيروز لكي تتراقص الكلمات أمام كل تلك الأسماء الأدبية التي كانت تزين صفحات الصحيفة أمثال باذيب وشكيب عوض وعبد الرحمن إبراهيم واحمد مفتاح والبردوني و المقالح و لطفي جعفر أمان وأسماء لو ظللنا نعددها لن تكفي الأوراق والصفحات لنسطرها لما لها من حجم وحضور ..فعلى مر أعوام طويلة كان لصحيفة (14 أكتوبر) حضور كبير خاصة على الساحة الثقافية فلقد أبرزت منذ تأسيسها أسماء لمعت آنذاك، وماتزال إلى اليوم تقدم أسماء جديدة من المثقفين ..حكاية هذا التألق المستمر في الصحيفة منذ نشأتها يدل على أن هناك قيادات حكيمة سعت إلى تطويرها لهذا يحق لكل المثقفين أن يشاركوا عامليها ويبدوا آراءهم حول مالمسوه من تجديد طوال سنوات مرت والصحيفة كل عام تزداد تألقاً وإبداعاً خاصة بعد أن تميزت الصحيفة بالألوان والإخراج من قبل كادر متفنن في عمله..وبمناسبة الذكرى الــ 45لتأسيس الصحيفة استطلعنا آراء المثقفين...وهاكم ماخرجنا به.* الفنان التشكيلي علي الذرحاني والكاتب الدائم للصحيفة قال في هذه الذكرى الغالية :تمر علينا الذكرى الخامسة والأربعين من عمر الصحفية الموقرة 14 أكتوبر تجعلنا نعيد شريط الذاكرة لتقييم مسيرة هذه الصحيفة المنارة والمدرسة الإعلامية التي أنجبت وتخرج منها العديد من رواد الإعلام و الصحافة على وجه التحديد ليس بمعنى التخرج من كلية إعلام بل بما ابداعته أقلام جنود مجهولين كانوا وراء هذا الصرح الإعلامي الذي كان يجمع بين التعبير عن قضايا الأمة أملها وآلامها طموحاتها بصورة متوازنة تجمع بين الموضوعية والمسؤولية والعملية والتنوع والشمول والإحاطة في أبوابها وصفحاتها المختلفة التي ترضي كل شرائح المجتمع سياسيا واقتصاديا وثقافيا وتربوياً وطبياً عقيدة وفكر ورياضة بل وعجائب وغرائب وأدباً وفنوناً وتسالي وترفيهاً وكأنها مائدة غذائية شاملة كاملة وتحقيقات وتحليلات اللقاءات والأبواب المتنوعة هذه بالنسبة للصحيفة ككل أما صفحتها الثقافية فحدث ولاحرج فالذي يرجع لأرشيف صحيفة 14 أكتوبر ويتابع ما كتب في هذه الصفحة الثقافية سيجد بأنها دوحة غناء وغنية بأنواع الفواكه والثمار اليانعة والمفيدة واللذيذة التي تجمع بين أنواع وضروب الأدب من شعر ورواية وقصة وأقصوصة ومسرحية ونقد وأدب وموسيقى وفن بكافة ضروب السينمائية والتشكيلية والغنائية والبناء والتراث والفلكلور وكافة الجوانب الثقافية والفنية والأدبية. وكأنها مدرسة ثقافية وفنية بحد ذاتها ولو جمعت كل مواد هذه الصفحة لأصبحت مكتبة ثقافية وفنية وأدبية ومرجعية لاغنى عنها لكل مثقف ومفكر وفنان وأديب وناقد فني كل هذا تم بجهود كوكبة من الأدباء والشعراء والكتاب الذين تولوا الإشراف على هذه الصفحة المهمة وآخر هؤلاء الجنود المجهولين المشرفين على هذه الصفحة الثقافية هي الكاتبة والأديبة الرقيقة في مشاعرها واحسيسها فاطمة رشاد التي تعمل كالجندي المجهول وكالنحلة الدؤوبة التي تجمع من كل زهرة الشهد والعسل الثقافي والفني والأدبي وكل صنوف الفكر والفلسفة.* الكاتب في مجال الشؤون الثقافية شوقي عوض: يكفي العزيزة 14 أكتوبر في ذكرى تأسيسها 45 أنها قطعت مسافات بعيدة في عمر الزمن ورسمت ملامح أفاق المستقبل منذ نشأتها الأولى لبشائر الميلاد في أولى أعدادها عند الإصدار حيث تحملت عناء رحلة السفر الطويل في مسافات قياسية عمراً وزمان وتبواءت الصدارة في مختلف مراحلها الصحفية والثقافية سواء أكان ذلك في المجال السياسي أو الثقافي أو التنموي المرتبط بالصحة الأسرية أو السكانية وذلك في عالم البيئة والمرأة والطفولة والمعاقين ....الخ وعلى مختلف الاصعدة في مختلف الإ بدع الصحفي ظلت صحيفة 14 أكتوبر المقرونة بولادة 19 يناير 1968م تحمل رايتها التنويرية والنهضوية والحضارية تجديداً وتحديثاً تقنياً لتشكل بذلك الارتباط الانسياقي همزة الوصل بين القارئ والرأي العام بصفته المتابع للأخبار والأحداث العربية والمحلية والدولية وكل ما يخص قضاياه الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية بشكل عام ويرتبط بحياته المعاصرة في تقنية المعلومات وثورتها ورسائل الاتصال فيها وعلى ذلك الأساس يبدو لي ذلك التناغم المستمر والجميل في هيكلة الصفحة الثقافية 14 أكتوبر والإحساس العميق في الثقافة البصرية بصفاء الذهن والفكر الإنساني بلوحات الفن التشكيلي والبيئة المحلية اليمنية واشراقاتها النقد الأدبي في الفكر العربي المعاصر والتجارب الإنسانية والمحلية والعربية بالشعر والنقد والحوارات الثقافية التي تجريها الصفحة بين الحين والآخر مع كتاب وقاصين عرب وهي بحق تشكل روزنامة ثقافية إبداعية كما أنها لانثيالات جميلة كالأطياف متوجة ،تصنع الدهشة في القلب وتجلب العشاق ( المستهلك القارئ ) وتبعث على التجليات في سعادة الاكتشاف والتوالد الثقافي المرسوم بوعي ودقة وحكمة متناهية المواكب لأهداف الصحيفة وسياستها الإعلامية الأبية للتطوير والتحديث التقني في بناء الإنسان وقدراته الذهنية والفكرية والثقافية وفي اعتقادي أن الثقافة جزء من منظومة العمل الصحفي والمهني كما أن أهم ما يميز الاتصال بالقارئ هو الثقافة وفي ذلك الصياغ من الضروري بمكان الحديث عن الأدب والنقد والسرد والاتصال المقرون بالحس الممكن وفضاءات المعرفة وأثرها الذي يدل علينا.بأنامل فنان ترسم لوحة العرفانالفنان التشكيلي وائل ياسين بعث برقية شكر وتحية لكل العاملين في الصحيفة حيث قال:صحيفة (14 أكتوبر) ممتازة جداً والدليل أنها تعمل تغطيات إعلامية ثقافية وبالنسبة لفكرة صفحة الفنون التشكيلية فإنها أتاحت مساحة لعرض أنفسنا وإبداعاتنا وأتمنى لهذه الصحيفة التقدم والازدهار ولا أنسى أن أول من كتب عني هي صحيفة ( 14 أكتوبر ) وكما أنها أكثر صحيفة اهتمت بي كذلك فالمواد لا تتأخر في نشرها وأتمنى أن تكون صفحة الفنون التشكيلية التي منحتنا فرصة كبيرة لظهور أعمالنا عبرها أن تستمر وتتطور وأهنئ العاملين بمناسبة الذكرى التأسيسية للصحيفة حيث أنها عبر السنوات الماضية ومنذ نشأتها وهي تضم كوادر وأقلاماً أدبية كبيرة وصنعت أيضاً مبدعيها وكان لها دور كبير في هذا .. مبارك عليكم عيدكم جميعاً. لحظة فارقة* وتحدث الشاعر/محمد البذيجي قائلاً:من حسن حظ هذه الصحيفة والمؤسسة بشكل عام ، أنها وجدت للأحداث الكبيرة ، 14 أكتوبر ثورة مجيدة وصحيفة متصلة بهذه الثورة وأهدافها، شكلت هذه الصحيفة لحظة فارقة مع صوت العمال وشقيقاتها من الصحف الأخرى إبان النضال الوطني، استطاعت أن تكون صوت الأحرار بدءاً من مشاركتها في الإعلام المقاوم ضد المحتل البريطاني، مروراً بموقفها ضد كل تشعبات الخراب في فترة تأسيس الدولة اليمنية في جنوب الوطن ..وحين أتحدث عن 14 أكتوبر الصحيفة تحضرني أسماء كبيرة وجيل ذهبي للقلم والكتابة الذهبية ، كما يحضرني أيضاً جيل شاب يعمل الآن بكل نهم في هذه الصحيفة التي تعرضت لسنين من الجفاف والمعاناة التي يمكن القول إنها فترة استعصت أن تسقط فيها صحيفة 14 أكتوبر أو إنهاؤها كما كان يراد لها أو خطط لكي تكون تلك النهاية ..وبالتأكيد أتذكر نفسي أنني كنتُ من الكتاب الشباب الذين ساهموا في إثراء هذه الصحيفة وخصوصاً في القسم الثقافي فيها ، بدءاً في ملحق روافد بقيادة الأستاذ احمد الحبيشي والأستاذة نادرة عبدالقدوس، أو الصفحة الثقافية بقيادة الزميلة العزيزة فاطمة رشاد ناشر والأستاذة نهلة عبدالله وكذا الأستاذ عبدالله قائد وآخرون ..الكتابة فيها - أي الصحيفة - يعني انك تكتب على هامة كبيرة من هامات عدن ، على سبورة تاريخية وجبل أشم من جبالها.. وهكذا هي عدن، تعلمنا أبجديات الحرف ، وتعطينا المكان الأبيض للبوح به ..كل أمنياتي تتلخص في علو مستقبل هذه المؤسسة الرائدة ، والعمل على انجاز ما تبقى لها من مهام في طريق التغيير نحو وطن أجمل بقيادتها التي أثق أنها قادرة على تجاوز كل ما يعيق صفو المرحلة وبناءها في أفق سليم ومدروس ، حتى يكون لنا إعلامً نثق به وتثق به الجمــاهير أيضاً ..على طريقة المسرح نحتفل* المخرج المسرحي اختر قاسم الذي لم يتوقف لثانية واحدة بان يقدم بعبارات الشكر والتهاني للصحيفة ولأسرة تحريرها حيث قال:الملاحظ أن التطور الملحوظ في صحيفة 14 أكتوبر يعكس النشاط المتزايد لعمال الصحيفة من اجل إظهار الصحيفة في شكل جميل وان كنت أرى أنة لا بد من بذل الجهد الأكبر لتحتل هذه الصحيفة مكانة أجمل بين الصحف وأحب هنا أن أشيد بالصفحة الثقافية التي تتابع كل الأحداث الثقافية وتنقلها بشكل جميل لهذا أقدم الشكر لمعدة الصفحة الأخت فاطمة رشاد التي تبذل كل إمكانياتها في إخراج الصفحة بشكل جميل ومحبب للقارئ، فتحية لكل العاملين في الصحيفة.كلمات * وأما الشاعر صادق عازب فقد قدم كلماته هدية ليوم تأسيس صحيفة 14 أكتوبر حيث قال:إن صحيفة 14 أكتوبر تعد من أهم وأقدم الصحف التي صدرت في اليمن وقد أسهمت بشكل كبير في بناء ثقافة المجتمع اليمني سواء في الجنوب قبل الوحدة أو في اليمن الموحد بعد ذلك ولا أحد يستطيع أن ينكر دور هذه المؤسسة الصحفية الكبيرة التي تخرج فيها العديد من الكوادر الدبلوماسية والسياسية والثقافية والاقتصادية خلال فترة مسيرتها التي تجاوزت أربعة عقود من الزمن وظلت هذه المؤسسة متميزة بعطائها المهني والفني واستطاعت خلال مسيرتها تلك أن تحظى بجمهور واسع من القراء وبما أنها ارتبطت بحدث عظيم في التاريخ اليمني الحديث وهو قيام ثورة 14 أكتوبر الخالدة ورحيل المستعمر البريطاني عن أرض اليمن فإنها ستظل تحتفظ بمكانة خاصة عند الشعب اليمني بأكمله ونتمنى أن تحظى بالاهتمام الذي يليق بمكانتها ودورها الريادي الذي ساهمت به طوال مسيرتها ونأمل أن تضاف إليها بعض الصفحات المتخصصة وأن تعود الملحقات التي كانت تصدر معها إلى الصدور مجدداً أما بالنسبة للصفحة الثقافية التي تصدر في صفحات الصحيفة بشكل يومي فإنها ترفد الساحة الثقافية اليمنية بالمزيد من الكتابات الرائعة وتعمل على إظهار جيل الشباب الصاعد والطامح والمبدع الذي قد لا يجد مساحة لإبراز موهبته وإبداعه . ونقدر عاليا للقائمين على الصحيفة وخصوصاً على الصفحة الثقافية تعاونهم مع كل الشباب المبدع بنشر إبداعاتهم الأدبية على تلك الصفحة ونأمل من القائمين على الصحيفة إعادة إصدار ملحق روافد الثقافي الذي كان نافذة ثقافية رائعة وأيضاً نأمل أن تكون الصفحة الثقافية صفحة يومية ونشد على أيدي العاملين في الصحيفة الغراء 14 أكتوبر ونشكرهم لجهودهم المخلصة في مسايرة التطور الإعلامي الكبير الحاصل في كل أجهزة الإعلام وخصوصاً الصحف ونأمل أن تحظى الصحيفة بدعم واهتمام وزارة الإعلام .كلمة عرفان ووفاءمسيرة الإبداع لاتتوقف ومسيرة الأقلام الجميلة لاتظل حبيسة الجداران فهذه الصحيفة دوما كانت حاضنة الجمال وأنا هنا أقول عبر هذه الأسطر كانت أكتوبر من منحتني حق التنفس عبر الحبر والورق فهي من احتضنت جنوني فلم اصدق أنني صرت واحدة من أفراد تحريرها، فميلادها ليس ميلاد فرد بل ميلاد أجيال ولدت عبر صدور العدد الأول منها .