لـكـل ثــقـافــة عــاداتها ولـكـل مـعاكـسة ثقافتها
على الرغم من أننا في بعض الأحيان ننزعج من رنته ونتضايق من متصل يقطع علينا نومنا أو متصل يحرجنا في بعض الأوقات بالسؤال عن مكان وجودنا أو التطفل على خصوصياتنا، إلا أننا لا نستطيع الاستغناء عنه وإذا ما ظل صامتاً لفترة ولم نسمع رنينه نشعر كأن شيئاً ينقصنا وإذا ما تعطل أو أصابه شيء نسرع لإصلاحه ومعرفة السبب، أصبح شغلنا الشاغل لا ننام إلا وهو بجانبنا ويلازمنا في كل الأوقات.. أكيد عرفتموه إنه الهاتف النقال..ومع ذلك اختلفت آراء النساء اللاتي تعرضن للمعاكسات التليفونية والمزعجة فمنهن من رأت أن المعاكسات والإزعاجات التلفونية تعتبر انتهاكاً للحرية الشخصية وسبباً من أسباب المشاكل العائلية ويستحق فاعلها العقاب والردع حتى لا يكرر ذلك، ومنهن من قالت إن الأمر مبالغ فيه وأنه يعتبر أمراً عادياً وعلى من تتلقى هذه المعاكسات أن تتجنب الرد على هاتفها أو إبلاغ أحد أفراد العائلة والتفاهم مع المزعج وتنتهي بذلك المشكلة. ومنهن من نصحت بالجوء إلى الإبلاغ عن أصحاب المعاكسات خاصة إذا تطورت للشتم والتهديد والإزعاجات المتكررة.. وبين مؤيد ومعارض على استخداماته وعلى ما يترتب منه، ومن أجل تلك الخلافات حوله.. قمنا بالاستطلاع التالي وأخذنا رأي بعض النساء حول أسباب المعاكسات التلفونية ومدى تأثيرها على حياة الفرد وخرجنا بالحصيلة التالية:[c1]عادة سيئة[/c]بداية الحديث كان مع الأخت سحر (22) عاماً طالبة جامعية التي قالت: إنها لعادة سيئة وقد كثرت في هذا الوقت بين الشباب وبرأيي أن من أهم أسباب المعاكسة التلفونية هو الفراغ لدى الشباب، فمعظم الشباب عاطل عن العمل يسهر الليل وينام النهار وليس لديه أي مسؤولية.وأضافت: لا ننسى تطورات العصر والمفاهيم الخارجة عن عاداتنا التي جعلت الشباب يفكر في معاكسة بنات الناس وإزعاجهن في أغلب الأوقات وكأنه شيء عادي ومسلٍ أن يقلق راحة الآخرين ولا يفكر بأنه لربما يخلق مشكلة بين الفتاة وأهلها ما يسبب حالة توتر ويجعلها محل شك لأن جوالها يرن في وقت متأخر.وتابعت: هناك بعض الحالات التي تكون الفتاة هي السبب في تلك الإزعاجات والمضايقات لأنها تسمح له أحياناً بالتمادي عندما ترد عليه وتتمادى معه بالكلام ما يعطيه الإشارة بأنها استجابت معه ويسمح لنفسه بأن يعبث معها طالما هي راضية وأبدت ذلك بالتحدث معه.وواصلت: لا أظن أن هناك حلاً جذرياً لهذه المشكلة لأن ما يحدث ينبعث من فكرنا وأخلاقنا والحل الوحيد برأيي هو التثقيف الديني وتعريف الشاب سواء كان بنتاً أو ولداً بخطورة وآثار المعاكسات التلفونية.[c1]فراغ عاطفي[/c]أما الأخت شذى من المنصورة (30) عاماً فعبرت عن رأيها قائلة: رأيي بالمعاكسات التلفونية وخاصة الاتصالات الليلية أنها من الأضرار السيئة لاستخدام الجوال واعتقد أن من أسبابها الفراغ العاطفي والتسلية وزيادة الرصيد عند الشباب.أما بالنسبة للشكوى من الإزعاجات والمعاكسات التلفونية فقالت: من الغلط استخدام الجوال بهذه الطريقة من قبل الفتاة أو الشاب فإذا كانت الفتاة منذ البداية لم تسمح لنفسها بالرد والتجاوب مع مثل هذه الإزعاجات من قبل الشاب قليل الذوق والتهذيب لما توصلت لأن تشتكي من هذه المكالمات أو المعاكسات.- طيب برأيك هل هناك مشاكل تصادف الفتاة لو ردت على الهاتف في أوقات متأخرة؟أكيد! وفي بعض الأحيان تقع الفتاة في مشاكل ودائرة شك وسوء ظن من قبل الأهل خاصة إذا كانت متزوجة.[c1]- ما هو الإجراء المناسب؟[/c]بالنسبة للإجراءات الآمنة لتفادي مثل تلك الإزعاجات التي يسببها الجوال هو جعل الجوال في وضعية الصامت أو إغلاقه أو حظر الرقم أو أختار حلاً آخر وهو أن ادعه يرن براحته وأجلس استمع إلى الأغنية التي خصصتها في جهازي وأنسى من المتصل لكن لكل ثقافة عاداتها وأيضاً لكل معاكسة ثقافتها..[c1]- كيف ذلك؟[/c]تتابع: إذا كانت كلمات المتصل هاي كلاس ومنتقاة بذوق، طريقة الرد ستكون مختلفة والعكس صحيح إذا كانت نوع المكالمة وصاحبها ما دون المستوى، الرد يصبح سخيفاً والأمور تتمادى للأسوأ لذا فالتطنيش هو الحل الأفضل أو الاستعانة بأحد من الأهل لردع هذا المتصل حتى لا يعاود إزعاجه مرة أخرى.ونصيحة أخوية لكل البنات مثلي ألا يصدقن أي شيء يقال لهن عبر المكالمات التلفونية وألا ينجررن وراء الكلام المعسول ويتجنبن الرد على الأرقام الغريبة حتى لا يقعن في مشاكل هن في غنى عنها.[c1]تسبب المشاكل[/c]وتحدثت الأخت سالي (29) عاماً بتفاعل واضح على ملامحها قائلة: تعتبر قلة حياء وقلة ذوق أن يكون هناك شباب يزعجون الناس باتصالات سخيفة ومزعجة خاصة في آخر الليل لأنها تسبب الكثير من المشاكل لنا كفتيات لهن أهالي لربما هذا الشيء يجعلهم يشكون بنا..وبرأيي أن سبب ذلك هو الفراغ في المقام الأول والتسلية في المقام الثاني وكثرة الاتصالات المزعجة من الأرقام الغريبة تؤدي إلى الملل والمضايقات من قبل مستقبل المكالمة.وأضافت: عن نفسي عندما أتعرض لمثل هذا النوع من الإزعاج أبلغ الشركة المتعاملة معها بالأمر وأترك لهم مسألة التصرف مع المزعج وأحاول أن أتجنب الرد على أي أرقام غريبة فإن كان هناك أحد يعرفني فسوف يرسل لي بمسج وسأرد عليه تجنباً لأي مكالمات وأشخاص سخيفين قد أصادفهم.فبعض الشباب يبدع في أساليب إزعاجه للآخرين كأن يتصل ويقول بأنه أخطأ أو يريد فلاناً من الناس أو شخص أعطاه الرقم حتى يتمادى أكثر وإذا لاقى قبولاً أو رداً أعجبه يكرر الاتصال وهكذا.\[c1]اتخذت إجراء[/c]أما الأخت تمني (38) عاماً متزوجة فقالت: تعرضت لمضايقات عن طريق الجوال وبسبب ذلك اضطررت للجوء إلى الشكوى عبر الشركة وأخذت إذناً من النيابة بمراقبة رقم المتصل السخيف ومعرفة هويته والتفاهم معه..وأضافت: قبل حوالي (6) أشهر وأكثر جاءني اتصال من رقم غريب وعندما قمت بالرد أخبرته أن الرقم الذي طلبه خطأ وحاول أن يسأل ويتمادى بالكلام فأقفلت الهاتف في وجهه، وبعد فترة أفاجاً بنفس الرقم يتصل ولكن هذه المرة كان يعرف اسمي وظل يتمادى في سخفه بالكلام وعندما عصبت عليه وأخبرته بأني سوف أخبر زوجي وأجعله يتفاهم معه رد عليّ بسخف قائلاً: بأنه سوف يلفق أكاذيب حتى يصدق زوجي بأني أعرفه، صراحة قلقت في بادئ الأمر وجلست مع نفسي وفكرت ملياً وبجدية كيف عرف اسمي ومن أعطاه الرقم وهكذا ظل هذا المتصل السخيف يكرر اتصاله فقلت في نفسي طالما أنا لم أفعل شيئاً غلطاً وواثقة من حالي سأخبر زوجي وهو يتصرف معه بمعرفته وفعلاً أخبرت زوجي وتفهم الأمر وعمل اللازم..تتابع كلامها: زوجي يعمل في أحد المرافق الحكومية وله معارف كثر ولجأ إلى إبلاغ النيابة وأخذ إذناً بمراقبة اتصالات هذا الشخص من قبل الشركة التي نتعامل معها وقال لي إنه لو أتصل أحاول أن أجاريه بالكلام حتى يعرفوا معلومات عنه وفعلاً تم ذلك، وطلع هذا الشخص من محافظة أخرى وكان يتصل بالخطأ على أي رقم وإذا صادفه صوت نسائي يحاول أن يتمادى بالكلام عله يخرج بشيء من ذلك، وعندما سئل عن كيفية معرفته باسمي وتهديده لي بأن يخبر زوجي بمعرفتي به قال لهم أن هذا الأمر جاء بمحض الصدفة وانه في مرة من المرات أتصل ورد عليه ولد صغير وأخبره أين بابا فرد عليه الولد ليس في البيت ولكن ماما (فلانة) موجودة ومن هنا عرف اسمي من ابني وبدأ بإزعاجه لي..وتختم كلامها: لا أعلم ماذا فعلوا به بعد ذلك يكفي أنه لم يعد يتصل علي وأعتقد بأنه تأدب بعد ما تدخلت الجهات المسؤولة وسوف يحرم أن يعاكس أو يزعج بنات الناس وحقيقة مسألة المعاكسات التلفونية تقلق راحة الإنسان وبالفعل تخلق العديد من المشاكل العائلية إذا ما دخل الشك فيما بينهم.[c1]بعض أسباب وآثار المعاكسات التلفونية:[/c]من الأسباب هو ضعف الوازع الديني، الفراغ القاتل، عدم الإرشاد والتوجيه وعدم التربية الصالحة في البيت، الرفقة السيئة والتقليد الأعمى للآخر، التساهل في رد الفتاة على الهاتف وهذا ما يقع في بعض البيوت والمبالغة في الكلام من غير حاجة..ومن الآثار التسبب في دمار وشتات بعض الأسر مما يدخل الشك فيما بينهم، ويعتبر مضيعة للوقت وإهداره دون فائدة، ويكون في بعض الأوقات إزعاجاً للناس ومصدر قلق لهم، ويعتبر بداية للكذب وتلفيق القصص، وعدم الواقعية فهو أو هي يعيش في عالم وخيال واسع أو كما يسمونه (عالم الرومانسية).[c1]رأي علم النفس[/c]الدكتورة أمينة بدوي أستاذة في علم النفس قالت في هذا الجانب: إن الشخص الذي يعاكس هو إنسان غير ناضج، وغير قادر على التعامل مع المجتمع، بعض الشباب أو الفتيات يلجؤون إلى التليفونات للتعبير عن سلوك غير سوي يخفوون عن المجتمع المحيط، لهذا تجدهم يتصلون في أوقات متأخرة من الليل، وهؤلاء الأفراد مرضى يحتاجون إلى العلاج سواء علاج أخلاقي من الوالدين أو علاج نفسي للتخلص من تلك العادة السيئة التي قد تهدم بيوتاً وتدمر أسراً، ونصحت أمينة كل أسرة أن تعلم أبناءها كيفية الاستفادة الصحيحة من الأدوات المحيطة بنا كالتليفون أو الإنترنت وعلى الآباء متابعة سلوك أبنائهم وتقويم الخطأ حتى يعيش المجتمع في سلام.