سطور
د. زينب حزام لست من اشد المدافعين عن الأغنية الشبابية أو أغنية الفيديو كليب ولكنني دائماً أحب رؤية كل جديد ومفيد فهناك أشياء جديدة ظهرت في أغنية الفيديو كليب تستحق الإعجاب وتدل على جهود الشباب في صنع المستحيل رغم الصعاب التي تواجههم وفي موجة أغاني الشباب هناك شيء ايجابي أساسي يتمثل في وجود أجيال جديدة وصلت للساحة وهي تحتاج للتعبير عن نفسها ولإبداع فنونها الخاصة بها وأنا متأكدة خاصة أني أتذوق أغاني الفيديو كليب الجيدة أن هناك محاولات ناجحة في إظهار مواهب الشباب وقدراتهم الإبداعية في تقديم الأعمال الناجحة المبينة على استيعاب وهضم المعرفة لكل الاتجاهات السابقة من زمن الفن الجميل. أما المفارقات فكأنها تبدأ عالمها من جديد فلا تدرك التواصل في مسار الحياة نفسية فهناك العديد من المحاولات الشبابية قدمت عدداً من الأعمال الغنائية الجيدة مما يؤكد وجود شعراء شباب حقيقيين فيهم من يعتبر موروث البشرية هو موروثه الذي ينبغي أن يضيف إليه والشاعر الحقيقي هو الذي يريد أن يشيع رؤاه وإشعاره في قلوب ووجدان الآخرين ويحتاج إلى الأغنية ضمن وسائط أخرى كثيرة. كما أن الأغنية تحتاج إلى الشعر الجميل للخروج من ترديها العاطفي ومأزقها الأدبي والكل يتفق معي أن الفن الجميل في الفيديو كليب فن فيه جهود كبيرة تستحق التقدير والإعجاب ولا أرى ضرورة التعسف ضد هذا الفن الجميل. حقاً إنني من اشد المعجبات بأغاني الفنان الكبير احمد قاسم رحمه الله والفنان القدير أبو بكر سالم بلفقيه أطال الله عمره ومع هذا فانا أشجع أعمال الفنانين الشباب وموجة الأغنية الجديدة بل أنني من اشد المدافعين عنها خاصة وأن شبابنا اليوم يعاني الكثير من الصعاب ومهما كان مستوى تقديم الأغنية أو القصيدة الغنائية لابد من مساعدة الشباب في اختيار الأعمال الجيدة خاصة وان الفنون بدأت مع البشرية مندمجة ثم اختلفت بعد ذلك . إن الأغنية الجديدة أو موجة أغاني الشباب أو ما يسمى الآن بأغاني الميكروباص هذه الأغاني التي تميز بالبوح الغنائي بدلاً من الزخرف الغنائي تعلمت من الفن الجميل ما هو جيد وما هو رديء ولكن لها ظروفها الخاصة وهي في أمس الحاجة إلى نقد بناء يقوم بدعم الفنان وليس التعسف بحقه ورميه في هاوية الانحراف لان الفنون من الأعمال الإنسانية تقوم على كشف المواهب وبناء الإنسان قبل كل شيء فالموسيقى نغم فيه تجارب شعورية إنسانية تعبر عن هموم وتجارب المجتمع.