« أبو نقطة » عاد من الكويت خالي الوفاض..
كتب/ حســن عيــاشعلى الرغم من أن النتائج التي حققها المنتخب اليمني الأول في النسخة السابعة من بطولة اتحاد غرب آسيا التي أقيمت في الكويت حتى 22 من الشهر الجاري كانت متوقعة إلا أن الأحداث التي رافقت المشاركة وما سبقها من إرهاصات تركت أثرها على حال المنتخب حتى قال البعض إنها وضعت الأحمر الكبير على صفيح ساخن وقرعت جرس انذار قبل المشاركة المقبلة في بطولة كأس الخليج ( خليجي 21 ) في البحرين، وهي المناسبة التي يأمل الشارع الرياضي أن تأتي بالجديد الايجابي على صعيد الحضور اليمني في البطولة الذي بدأ منذ الدورة السادسة عشرة في الكويت ولم يتحقق خلاله شيء يذكر حتى الآن.وكان المنتخب اليمني قد خرج من الدور الأول لبطولة اتحاد غرب آسيا بعد أن مني بثلاث هزائم أمام البحرين والسعودية 0 ــ 1 في الحالتين وأمام إيران 1 ــ 2. ومنذ إعلان المدرب البلجيكي توم سينتيفيت عن القائمة النهائية المشاركة في البطولة برزت أول ردود الفعل المبكرة والتي شملت اللاعبين المستبعدين وأعضاء في الجهاز الفني، في وقت أكد فيه المدرب ثقته في الاختيارات التي شملتها القائمة.وارتفعت وتيرة الانتقادات بمجرد ظهور المنتخب في مباراته الأولى أمام البحرين لتبلغ ذروتها مع وصول المشاركة إلى نهايتها وخروج المنتخب بدون رصيد من النقاط وبهدف وحيد بدلا عن (النقطة ) التي اعتادها اليمنيون من منتخبهم في البطولات الإقليمية والقارية ومنها بطولة كأس الخليج التي ارتبط فيها المنتخب بتحقيق نقطة يتيمة في كل مشاركة حتى أطلقت عليه الجماهير « أبو نقطة»!الخلاف الأبرز بين المنتقدين والمدرب تركز في الأساس على الآلية التي اتبعها سينتيفيت في اختياراته النهائية والأسماء المستبعدة التي ضمت عدد من ابرز اللاعبين من مختلف الخطوط وفي المقدمة المهاجمون ولاعبو خط الوسط من أصحاب النزعة الهجومية، مفضلا الاعتماد على الأسماء الشابة من المدافعين ولاعبي الوسط الدفاعي، وامتدت اختيارات المدرب المثيرة للجدل إلى مركز حراسة المرمى من خلال الاستغناء عن ابرز حارس مرمى في الملاعب اليمنية ، المخضرم سالم عبدالله عوض، وإتاحة الفرصة أمام العائد إلى التشكيلة بعد غياب سعود السوادي الذي يتعرض للكثير من الانتقادات عن سلبياته واهتزاز مستواه بين الخشبات الثلاث. [c1] الاستبعاد لأسباب غير فنية!![/c]قبل السفر إلى الكويت كان المدرب قد أعلن عدم حاجته إلى خدمات المهاجم علاء الصاصي ، احد أبرز اللاعبين اليمنيين حاليا والمحترف في الميناء العراقي، كما خلت قائمته النهائية من مهاجم الهلال الساحلي تامر حنش وزميله في الهلال صانع الألعاب الموهوب أكرم الصلوي ما اعتبره المتابعون عداء صريحا للموهوبين، واستهدافا غير مبرر للأسماء المستبعدة.حارس المرمى سالم عوض الذي كان قاسما مشتركا في اختيارات مدربي المنتخب في السنوات الأخيرة وأهله مستواه إلى الاحتراف في الدوري العماني كان أول من خرج عن صمته حين اتهم المدرب بالاعتماد على قناعات « غير فنية » في اختياراته للاعبين الأساسيين بمركز حراسة المرمى تحديدا.سالم الذي لم يشركه المدرب في أي من المباريات الودية خلال المعسكر الخارجي في القاهرة بجمهورية مصر العربية ولم تشمله القائمة النهائية لبطولة غرب آسيا رد على اختيارات المدرب، بالقول: « لم أتوقع الاستبعاد من المنتخب حيث إنني محافظ على مستواي طوال السنوات الماضية لكنني في نفس الوقت لم أتفاجأ بالقرار عطفا على بعض المعطيات في الفترة الأخيرة، فمن بداية معسكر القاهرة كان تعامل المدرب معي واضحاً جدا حيث كان لا يعيرني أي اهتمام ، وللأمانة كنت أشعر إنني خارج حساباته من خلال عدم متابعته لي في التدريبات ثم جاءت المباريات التجريبية لتؤكد ذلك».وأضاف: أنا حزين لابتعادي عن خشبات المنتخب خصوصا وان استبعادي لم يكن بسبب تقصير مني، كما انه لا يرجع إلى أمور فنية تتعلق بمستواي في الملعب.من ناحيته دافع سينتيفيت عن اختياراته للبطولة شبه القارية، فقال:الاختيار تم على أسس واضحة أهمها أداء اللاعب وتجاوبه في التمارين ومدى استيعابه للتكتيك، قياس مستوى اللاعبين في مباراتي عمان ولبنان الوديتين ومباريات المعسكر في القاهرة، الانضباط داخل المعسكر بالنسبة لكل النواحي.وأكد أن جميع الاختيارات وقرارات الاستبعاد تمت بمعايير فنية بحتة وفي مقدمتها استبعاد علاء الصاصي.وقال:لم اختر الصاصي لوجود أكثر من لاعب في المركز نفسه واخص بالذكر وحيد الخياط وأكرم الورافي، كما أن العدد المسموح به في البطولة لا يسمح بتعدد الخيارات.أما عن استبعاد حارس المرمى الأول في المنتخب سالم عوض فقد قال:اتخذت قرار استبعاد عوض بالتشاور والتنسيق التام مع مدرب حراس المرمى المختص في المنتخب.بشأن الجزئية الأخيرة التي أوردها تيفيت قال سالم عوض: هذا الكلام غير صحيح، وكل ما يقوله المدرب هو مجرد تبرير لتصرفاته غير المفهومة، وبإمكانكم سؤال مدرب حراس المرمى.المدرب العام للمنتخب سامي النعاش كان قد أبدى « تحفظا إزاء بعض الاختيارات للمدير الفني» ما زاد من الانتقادات باعتبار أن النعاش واحدا من أعضاء الجهاز الفني والمعاون الأول للبلجيكي توم.المتابعون للشأن الكروي اليمني توقعوا أن تنعكس الأجواء السلبية التي سادت قبل وأثناء المشاركة في بطولة اتحاد غرب آسيا على المنتخب الذي سيخوض غمار مونديال الخليج ( خليجي 21) بعد اقل من شهر من الآن، إذ سيكون من اللازم على إدارة المنتخب الإسراع في ترتيب العلاقات بين اللاعبين والجهاز الفني وتحديدا المدير الفني البلجيكي توم ولاعبيه المستبعدين من اجل تمهيد الظروف لمشاركة مقبولة للمنتخب الذي مازال يتطلع إلى فوزه الأول بعد خمس مشاركات في البطولة الخليجية.البلجيكي توم سينتيفيت سارع إلى التقليل من إمكانية تأثير ما حدث قبل بطولة غرب آسيا ونتائج البطولة على المشاركة في ( خليجي البحرين)،معتبرا أن بطولة غرب آسيا ليست سوى محطة إعدادية لخليجي البحرين ونتائجها لن تؤثر على تحضيرات المنتخب للحدث الخليجي المهم.وقال: في بطولة (خليجي 21 ) ستكون القائمة أوسع ومكان اللاعبين المستبعدين مثل الصاصي وتامر حنش وأكرم الصلوي وسالم عوض محفوظا في القائمة المسافرة إلى البحرين.وأوضح: اللاعبون المستبعدون ليسوا سيئين أبدا، لكن القائمة لم تسمح لنا باختيارات أوسع.وسلم الاتحاد اليمني لكرة القدم القائمة الأولية إلى اللجنة المنظمة لبطولة (خليجي) البحرين والتي تضمنت أسماء المستبعدين وفي مقدمتهم الصاصي وسالم عوض أكرم الصلوي.