كتب/ كرم نعمةسلطت مسرحية جديدة الضوء على انتباه الغرب الثقافي لمخاطر لعبة الغرب السياسي، بإدراكه أن حكم الإخوان المسلمين خطر بتصاعده يصبح من الصعب إصلاحه.وتكشف وقائع مسرحية (جاهلية) للمؤلف ستيفن ووتيرز المتواصل تقديمها على رواق مسرح هامبستيد في لندن جهل الإخوان المسلمين بطريقة تفكير النخب الثقافية والجامعية الغربية الليبرالية على الرغم من قدرتهم على إيجاد قواسم مشتركة مع السياسيين الغربيين الذين سهلوا لهم الوصول إلى الحكم.وتعالج المسرحية للمخرج ناثين كوري أفكار ورسائل سيد قطب وحسن البنا الأبوين الروحيين لحركة الإخوان المسلمين، وتأثيرها على الجيل المعاصر. ويتزامن عرض المسرحية مع تفاقم الأوضاع في البلدان التي تخضع لحكم الإخوان المسلمين، الأمر الذي يؤكد ان الأوساط الثقافية الغربية تضع حركة الإخوان المسلمين في زاوية بعيدة عن زاوية نظر سياسي الغرب المعلنة.وتقدم المسرحية لصورة الإسلاميين المتشددين عبر أفكار سيد قطب الذي يحضر كأحد شخوص المسرحية عبر رسائله وأفكاره المترسخة في أذهان جيل الإخوان الجديد، من دون ان يمثل في العرض مع أن المخرج وضعه أول أسماء التعريف في مطوية المسرحية مع الممثلين وكادر العمل. ويستوحي المؤلف ستيفن ووترز أفكار سيد قطب الذي قضى 18 شهرا في الولايات المتحدة من سنة 1948 - 1949، عبر طالبة مصرية مسلمة تأخذ صورا من رسائله لعمل شهادة دكتوراه في الجامعة الأميركية.وتحاول الطالبة المسلمة إقناع الأستاذ المشرف قبول بحثها بعد تردده ونصحها بالذهاب إلى جامعة إسلامية في جدة مثلا أو أي دولة إسلامية أخرى، لان موضوع بحثها لا ينفع في أميركا.ونكتشف أثناء الحوار بين الطالبة المسلمة والأستاذ الغربي تأثير أفكار سيد قطب على الجيل الجديد من الإخوان المسلمين وكيف يعود الحوار إلى القرن السابع الميلادي عبر منطق المجتمع الـ(جاهلي).ويشخص احتدام الجدال بين الطالبة المسلمة (ليلى) والأستاذ البريطاني المشرف (فيليب) سعيها إلى تغيير أفكار أستاذها عبر ما تحتويه رسائل سيد قطب، أكثر من حرصها على نيل شهادة الدكتوراه في أفكار الأب الروحي للإخوان وللإسلام السياسي المتشدد.ويؤكد الحوار في المسرحية أن الأصوليين يعتقدون أن الطريق إلى الأمام يبدأ بالعودة إلى الأفكار الإسلامية المتشددة، كما نكتشف جهل الإخوان المسلمين بطريقة تفكير الليبراليين الغربيين، وفي النهاية يحاول الكاتب أن يقول أن الجاهلية التي يتحدث فيها (الإخوان المسلمون) مازالت موجودة في النقاش الحالي.وتعرض زوايا المسرحية إلى أكثر من الطالبة المسلمة والأستاذ الغربي، فثمة أستاذ مصري من الجيل الذي تضرر بعد وصول جمال عبدالناصر إلى الحكم ويعمل في الجامعة الأميركية نفسها والكيفية التي تتقاطع أفكاره مع الإخوان المسلمين ومع الأوساط الغربية ومواقفها من العرب.وثمة إشارات واضحة لحركة حماس وتطرف المنظمات الإسلامية والأوضاع في البلدان العربية تحت حكم الإخوان المسلمين.
|
فنون
الغرب الثقافي يهاجم الغرب السياسي: هذه حقيقة سيد قطب والإخوان
أخبار متعلقة