التشكيلية اليمنية ألطاف عبدالله فارع
د/ زينب حزام الفنانة التشكيلية الطاف عبدالله فارع من مواليد مدينة عدن 1971م منذ نعومة أظفارها أحبت الرسم والزخرفة فتلقت دراستها في مجال الفن التشكيلي بمعهد الفنون الجميلة بعدن وهي عضو في نقابة الفنانين التشكيليين بعدن كانت في صغرها تتطلع إلى التعبير باللون ولم تكن تعرف الطريق إلى إشباع ذلك التطلع لكنها كانت تعرف جيداً أن هذا طريقها الحتمي “ التعبير بالألوان وإذا كانت قد حققت بعض النجاح في سبيل ذلك. عندما كانت ترسم زخارفها على القماش حتى تستطيع تطريزها وفقاً للألوان التي تحبها وكان لحسن حظها أن بدأت ممارسة تجربتها الإبداعية متصلة بجمهور فنها من خلال سلعة فيها تقييم إنتاجها لكن هذه التجربة استنفدت أغراضها فسعت إلى عالم أوسع في التعبير بالألوان فهي ترى أن اللوحات الزيتية المبهرة التي ترسمها في مهرجانات الألوان تهدف باستمرار إلى نيل إعجاب جمهور الفن التشكيلي. ففي مرسمها المتواضع عملت على تعلم أساليب الرسم بالرصاص والفحم والألوان الزيتية اندفعت إلى الرسم بكل فرح وبكل الإمكانيات التي أتيحت لها بتوجيه من أستاذها وبما تلقته من تشجيع مستمر . فقدمت عدداً من الأعمال الفنية المختلفة من تصوير إلى نحت إلى حفر إلى زخرفة ولعل طفولتها التي قضتها في الرسم والألوان ساعدتها على الإبداع. مبدأ التجريب بعد آن أنهت دراستها في معهد الفنون عاشت فترة تأمل واجترار لكل التجارب والخواطر والأحلام الفنية القديمة والجديدة وعمدت إلى تقليب ارشفها وخبراتها وتجاربها قبل أن تقدم اعمالاً فنية جديدة. وقد أسفرت عملية التأمل هذه إلى مرحلة جديدة تماماً في إنتاج الفنانة المرحلة المعاصرة التي تجد قبولاً عند النقاد والجمهور في آن واحد. كان سعي الطاف للوصول إلى وجدان جمهور الفن التشكيلي في اليمن عن طريق وعاء اللاشعور الجماعي الذي يختزن المعالم الحضارية المتراكمة على مدى الاف السنين هذا اللاشعور الجماعي الذي يؤثر في ذوقنا لمعظم اختياراتنا دون وعي منا في اغلب الأحيان وهو ما يخلق لدى الجماعة ذلك الإتفاق في الذوق والمشارب ويحقق السمات المشتركة في المزاج العام.وبنوع من التأمل الخالص نبعت أفكار لوحاتها فجاءت أعمالها الفنية تحمل مواضيع متنوعة لمعالم الفن والزخارف في عهد الغساسنة والدولة الحميرية والفترة المزدهرة ما بعد ظهور الإسلام في اليمن حيث جاءت لوحاتها الفنية أكثر نضوجاً ووضوحاً . صدق الوجدان وما يربطها بفنها في هذا الأساس من أسس الإنتاج في المرحلة الجديدة مبدأ الصدق ليس الصدق العقلاني المتفق عليه.. ولكنه نوع من الصدق الوجداني الذي يساعد على الوصول إلى لحظة الكشف القريبة من لحظة الكشف الصوفي المعروفة.لاستجلاء مكونات وعاء اللاشعور الجماعي واقتناص مكوناته لطرحها من صفحة اللوحة وكلما قامت الفنانة بتقديم لوحاتها الفنية الرائعة عن طريق التأمل الصادق انعكست على لوحتها وراحت تترجم مشاعرها ووعيها الجديد في شكل إضافات فنية إلى كل عمل قديم يمكن تجديده إلى الأحسن. كان من نتيجة التزاماتها بهذه الأسس أن أقبلت على تقديم معارض فنية نالت من خلالها إعجاب جمهور الفن التشكيلي وحققت رؤيتها القديمة التي أدركتها في بداية حياتها عندما كانت تبدع في الرسوم والزخارف على الأقمشة ةهي لآن حلاوة الرسم وصدق الإحساس يجعلها تقدم فناً اصيلاً يستجيب له الجمهور ويتذوق حلاوة الفن الأصيل.