سالم ربيع علي (سالمين ) ثــــــــــــاني رئيس يمني جنوبي
ولدعام 1935 في أبين. وتلقى تعليمه في عدن وعمل في التعليم، ومارس مهنة المحاماة.انضم في أواخر الخمسينيات إلى منظمة الشباب القومي، وشارك مشاركة قيادية في نشاطات الجبهة القومية لتحرير اليمن الجنوبي المحتل.كان عضواً في القيادة العامة للجبهة القومية وأصبح رئيساً للمجلس الرئاسي منذ العام 1969.بدأت في فترة حكمه المباحثات الوحدوية بغية التوصل الى صيغة تقارب وحدوي بين شمال اليمن وجنوبه. اتهم عام 1978 بتدبير مؤامرة للاستئثار بالسلطة وتدبير عملية اغتيال رئيس اليمن الشمالي أحمد الغشمي وأعدم بعد ذلك مع مجموعة من أنصاره في عدن .سالـم ربيع علي وشهرته سالمين (1935 - 1978) رئيس يمني جنوبي. كان أحد الثوار ضد الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، ومن ثم الحزب الاشتراكي اليمني.أصبح رئيس جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية في 1969، وحكم حتى 1978، حين اُنقلب عليه و أعدم بتهمة قتل رئيس اليمن الشمالي أحمد الغشمي .ظل سالمين مرتبطا بأسرته،برغم مشاغله المتعددة،وربما يتساءل البعض: هل لسالمين أبناء غير ابنه المعروف أحمد؟ وهنا نستطيع أن نقول حسب معلوماتنا المتاحة،كان له بنتان، ولكنني أعرف أن الرجل كان حنونا ودافئا برغم قسوته على الأعداء وبرغم هيبته لدى الرفاق.رفاق سالمين ، كانوا يهابونه، ولكنه كان إنسانا وديعا،لا يستطيع إطلاق مسدسه على أي خائن منهم،كما كان يفعلها صدام في اجتماعاته الرسمية.كان رجل أسرة،ورجل دولة،وإنساناً بسيطاً متواضعاً.عاش فقيرا .. ومات فقيرا، وقيل «مديونا» لبعض الناس،الذين كان يقترض منهم نقودا،ويوزعها على الكادحين والمحتاجين،الذين كان يقابلهم مصادفة،في جولاته وصولاته الميدانية،وكان يذهب سيرا على الأقدام فى أماكن عامة وبدون حراسة،إلى الصيادين في البحر،وهم يتقاسمون الأسماك،والمزارعين وهم يحصدون غلالهم ومحاصيلهم،وإلى العمال وهم يعملون،وإلى محافل الزواج وهم يمرحون،بدون ترتيبات مسبقة أو مراسيم أمنية خاصة .وفى أحيان كثيرة كان يأخذ دراجته الشهيرة أو سيارته الخاصة،ولا تعرف الحراسة أين سيذهب،يحاولون أن يعرفوا خطط سيره فيشير إليهم فيتركوه،ولا يعلمون بموقعه،إلا عندما تأتيهم إشارة،أو مكالمة،أنه الآن فى الحصن أو فى زنجبار أو فى المسيمير على سبيل المثال.وكان يطيب له فى هذه القرى والمدن الثلاث أن يرقص مع الناس رقصاتهم الشعبية الشهيرة ( الرزحة والدحيف بمناسبة وبدون مناسبة.كان يأنس بالناس والناس تأنس به،ومن أسعد لحظاته،ساعات يقضيها مع الكادحين والفقراء والمساكين،وكانت هذه اللحظات أو الساعات،تغنيه عن مجالسة العظماء،ومنادمة الشعراء والفنانين،والاستماع إلى المنافقين من رفاقه،أو من خارج القطر اليمنى،من الصحفيين والمنظرين العرب القادمين من لبنان والشام وفلسطين،الذين كانوا يتوافدون على الرفاق،ويعرفون ماذا يريدون ؟؟،وماذا يريد الرفاق منهم ؟؟ وكان الرجل أذكى من ذكاء الآخرين !!. أنيس يحب الناس،ويحبه الناس وكان يسعده أن يسمع من الناس ما لا يسمعه من وزرائه أو مخابراته أو جلسائه.إذا قابله شخص ارتكب جرما وأحتمى به،حماه بوجهه،ولكنه كان ينصف من ظلم من هذا الآخر . وعندما ينفعل الرجل أو يغضب يستطيع محدثه أن يأسر قلبه بتلك العبارة المحببة إلى نفسه :«سالمين أنت حبيب الكادحين » فتنفرج أساريره ويذهب غضبه،حتى ولو كان من ألد أعدائه.رجل شجاع،ومناضل مقدام،ومجازف مغوار،بلا مغامرة ولا عنتريات ولا استعراض .جمع كثيراً من الخير وقليلاً من الشر كإنسان وكمسئول.لن تتكرر هذه الشخصية المناضلة والجسورة، حمل معه مشروع الوطن اليمني في التحرر من براثن الإمامة والمستعمر في اليمن ، كان شامخا وطودا في جبهات القتال، حنونا مع البسطاء من الناس، عفيف اليد واللسان، مجاهرا بالحق، ظل وفيا لمبادئ الثورة والوحدة اليمنية . عاش في جغرافيا اليمن طولا وعرضا، معبِّرا دائما عن رفع راية اليمن خفاقة، شكل مع الرئيس إبراهيم محمد الحمدي ثنائيا للتقريب بتحقيق وحدة اليمن، لكن المتطرِّفين من الشطرين رفضوا ذلك، لذلك دفع سالمين -كما دفع الحمدي- الثمن غاليا.في هذا اللقاء الذي أجرته احدى الصحف ، مع المناضل والفدائي الكبير محمد علي عريم (أبو خالد) رفيق الرئيس والزعيم سالم ربيع علي في النضال والسكن، فهما ابنا قرية «المحل» -التي أصبحت اليوم شبه مدينة- خرجا منها حاملين لواء الثورة والنضال والتحرر من جبروت المستعمر البريطاني. يروي المناضل (أبو خالد) العديد من التفاصيل التي ربما لم تروَ من قبل في بيته المتواضع في «المحل»، فإلى الحوار:- كيف التقيت بالمناضل الرئيس سالم ربيّع علي؟-البداية كانت في عام 1950، في المدرسة القديمة بمدينة زنجبار، اسمها مدرسة (قشاش)؛ هي مدرسة ابتدائية، المسؤول عنها عبدالله أحمد الفضلي. في هذا العام بدأ التعارف الحقيقي بيني وبين سالمين، بالرغم من أننا في قرية واحدة هي المحل. أنا كُنت راعيا وهو -أي الرئيس سالمين- كان يعمل مع والده في النخيل في قرية المحل التي كانت تشتهر بالنخيل. واصلنا الدراسة من 1956-1950.- ومن خلال قربك من المناضل سالمين كيف كُنت تجد شخصيته؟-منذ أن كُنا ندرس في المدرسة كان ذكيا وفطينا، وكلامه للجميع كان مقنعا، وكانت ملكاته القيادية تتشكّل منذ تلك اللحظات. ترأس الفرقة الرياضية، وترأس نادي الأهلي، وكان عنصرا مساهما ومؤسسا للعديد من الأنشطة الثقافية والرياضية حينها. وكانت بالفعل هذه الشخصية تنمو بطابعها القيادي في كثير من المواقع والمواقف.بعدما خرجنا من المتوسطة، كان سالمين من نصيبه أن يعمل في المحكمة، وأخذ دورة تدريبية في حضرموت، وعاد بعدها إلى زنجبار على شكل حاكم هو وفريد ناصر الشدادي، وبعدها وظف، وحول إلى مديرية الوضيع، وظلنا معا إلى عام 1958، حيث بدأت حركة القوميين العرب. وكان من شبابنا عبدالله غديش علي وعلي السلامي، كانا وراء هذا النشاط بين الطلاب في «كلية عدن»، وتواصلا مع سالمين لإيصال نشاط الحركة إلى زنجبار على أن يتحمل سالمين المسؤولية بواسطة «قديش». وكانت البداية لي كناشط سياسي بواسطة المناضل الشهيد الرئيس سالم ربيع علي، الذي قال لي: «نريدك تتفرغ للنضال»، وكان ذلك في عام 1964. وكنت مترددا حينها، وقلت له (وكان عندي طفلان): «ومن لأطفالي»؟. قال وبقوة: «لهما الله». وكان راتبي حينها 25 دينارا، ووصلني سالمين إلى حلقة بدائية، وسلمني للمناضل ناصر علي صدح، وتم الاجتماع في بيت صدح، ووجدت في البيت عبدالله عبوده همام، علي صالح عباد مقبل ومنصور مطلاه، وبدأنا النشاط، وحلفنا القسم (...). - وما هو هذا القسم؟- القسم هو: «اقسم بالله، وبشرف الثورة، أن أدافع عن هذا النشاط السياسي وأحافظ على سريته».- وماذا بعد القسم؟- في اتجاه آخر كانت هناك مجاميع أخرى تتجمع في أبين منهم: عبد الرحمن هشوش وعبد الله الدويلة، وتم تأسيس العديد من الخلايا (طلابية وشبابية ونسائية). وفي عام 1964، رأست خلية شعبية. وفي بداية أغسطس 1964 كانت إجازة للمدرسين. وجاءنا بلاغ مفاده: «أنكم -يا شباب- لازم تدخلوا إلى عدن». وبالطبع سالمين بعد اندلاع ثورة 14 أكتوبر في ردفان انضم إلى جبهتي ردفان والضالع، وذهبنا (مجموعة) برئاسة سالمين عام 1964 إلى تعز في دورة عسكرية حول السلاح، وعدنا من تعز إلى أبين. أما سالمين فتوجه إلى ردفان. وفي عام 1965، تمت المشاركة الفعلية في العديد من المعارك، بعد نقل سالمين إلى جبهة عدن، بعد أن فشلت بعض القيادات في القيام بمهامها، وكان الشهيد (سالمين) يقود حملة رفض الاندماج مع قادة جيش التحرير علي عنتر وصالح مصلح علي، تتحمل الجبهة القومية النضال بدون أي دعم خارجي، فهي تعتمد على التبرعات والاشتراكات من النقابات العمالية والتجار. ومنذ عام 1966، بدأت الجبهة القومية تتقوى، وبدأت القيادات الفدائية تقوم بأعمال جريئة. - مثل ماذا؟ أي ما هي تلك العمليات الجريئة؟- بدأ الفدائيون باستخدام السلاح الثقيل مثل: مدفع «أيه. تي. آي»، وكانت عملية المطار من أكبر العمليات التي هزت المستعمر البريطاني. وفي تلك الفترة كُنت مع المناضل سالمين، وكان يتواجد من القيادات الفدائية محمد سعيد عبدالله محسن وعبود، وتم التشاور مع قائد معسكر عشرين علي مقبل، وبالفعل جرت العديد من المعارك إلى أن تم إسقاط مدينة كريتر في 20 يونيو 1967. وكان - رحمة الله عليه- قد جمع ما بين النشاط السياسي والعسكري وتواصل النضال وبوتيرة عالية وتحول من عمل فدائي فردي إلى إسقاط مناطق، بدءا بسقوط الضالع والشعيب إلى إسقاط لودر في 24 أغسطس وزنجبار في 27 أغسطس 1967. وتمكّنا من الدخول إلى العاصمة زنجبار بقيادة المناضل الرئيس سالمين والبيض ومحسن والحاج با قيس. وأتذكر أن من الذين كانوا متواجدين في هذا اليوم التاريخي (سقوط زنجبار بأيدي الجبهة القومية) المناضلين: الخضر الصوفي، صالح النّقي، علي سالم العود، صالح علي عواس، علي سالم ملهم وآخرون لا تسعفني الذاكرة بذكرهم. ويضيف السيد صالح عيدروس، ومحسن أبو عطيف.وهناك نقطة هامة لم أوردها، وهي أن هذه الشخصية -كما أسلفت (سالمين)- لها قُدرة على الإقناع والتأثير، وهي أن ربيع هو المخطط والممول والمنفذ.- كيــف؟-كان يقوم بالاقتراض من التجار؛ لأنه ربط علاقة طيبة معهم من خلال مصداقيته وأخلاقه الرفيعة، منهم: السيد سالم القميشي، السيد عبد القادر الجفري، ومن أصحاب الأراضي: السلطان عمر علي، علي سالم الشدادي (والد الأستاذ محمد الشدادي نائب رئيس مجلس النواب حاليا) والعديد من واجهات آل شداد، الذين كانوا يقدمون المال والسلاح للثوار. ومن آل شداد أيضا، رشيد الشدادي وحمصان الشدادي وعزب علي، وكان هذا قياديا في الجبهة القومية ومسؤولا عن منطقة حصن شداد. وعند إسقاط زنجبار تكفل سالمين بتكوين الحرس الشعبي وقيادته، على النحو التالي: سيف أحمد الضالعي (رئيسا)، علي صالح عباد (الجانب التنظيمي - جبهة أبين)، سالم ربيع علي (الجانب العسكري).[c1] سالمين عمره طويل [/c]- هل كانت هناك محاولات لاغتيال الرئيس سالمين؟-نعم. حاولوا اغتياله في شهر مايو عام 1967، في الشيخ عثمان، وفي يافع بعد حركة 14 مايو، ونجا منها، وحتى أثناء الحرب الأهلية كان سالمين يدخل إلى عدن وإلى لحج. ومن اللحظات الصعبة والحرجة التي أتذكرها أنا وسالمين كانت معنا قنابل نريد تسليمها للفدائيين في الشيخ عثمان، وأثناء مرورنا فجأة، وإذا بنا نمر فوق الانجليز في حالة استعداد قتالي، وفي حالة انبطاح، ومنتشرين في كل الأزقة. وقال سالمين: «شهد وهلل، وما هو لنا من الله سوف نلقاه». ومررنا بحمد الله، وتم تسليم القنابل التي نحملها للشباب لتنفيذ عمليات في الشيخ عثمان، والكُل يعرف «الأهلية»، ولا نريد التطرق لها. المهم في نهاية المطاف حسمت لصالح الجبهة القومية، وبعد سقوط جميع مناطق الجنوب وبقيادة الجبهة القومية، وبالتعاون مع الجيش والشرطة الذين كانوا مع الجبهة القومية بقيادة الصديق الجفة والميسري. هل تواصلت مع المناضل سالمين بعد أن صار رئيسا؟-سالمين بعد صار أن رئيسا تحول إلى رمز نضالي، ولم يتغير في داخل نفسه، كان متواضعا، ينام على الساحل، يتفقّد أحوال الصيادين والفقراء -في عهده تم تشغيل العاطلين عن العمل، وأسس مجمعا للمرأة ومصنع الأسماك في شقرة. عرض عليّ عام 1970 عدة مناصب، ورفضت، وآثرت البقاء في أبين وشغلت بعض الوظائف الإدارية في إطار محافظة أبين. ما هي الصفات التي ترى أنها لازمت المناضل سالمين بعد أن صار رئيسا؟-الشجاعة والإيمان بالله، لا يسمع الكلام رغم تحذيره، وفي للمناضلين وأبناء الشهداء.
سالمين بين الواقفين مع عدد رفاقه
من اليسار سالمين وعبدالفتاح إسماعيل وعلي ناصر
عناق حار بين الزعيمين سالم ربيع على وابراهيم الحمدي
سالمين مع الشيخ زايد ويتوسطهما علي ناصر
سالمين في مطار عدن الدولي