زيــــادة الـرفــاهـيـة تقــود إلىلـــكـــوارث
القاهرة/ متابعات:توفر تقنيات التراسل عن بعد إمكانيات كبيرة، لكنها في ذات الوقت تؤثر على السلامة العامة، خاصة على سائقي السيارات؛ لأن الكثير من القضايا المتعلقة بهذا الاستخدام ما تزال غير محددة.ويؤكد خبراء قسم تكامل السلامة في مركز السلامة بشركة (جنرال موتورز) في وارن بولاية (ميتشيغان) أن المستهلكين يجلبون سلسلة كاملة من التجهيزات المحمولة إلى داخل مركباتهم لاستخدامها أثناء القيادة، تتضمن الهواتف الخلوية والحواسيب النقالة والمساعدات الشخصية الرقمية، ويشيرون إلى أن هذا يعرض المنتجين لمشكلة جديدة تتمثل في العمل على تزويد السيارات بأجهزة أكثر أماناً.ويحذر معهد أبحاث المواصلات التابع لجامعة (ميتشيغان) من أنه «إذا لم تتخذ الترتيبات المناسبة، فسيكون هناك عدد كبير من القتلى والجرحى من ضحايا استخدام نظم المعلومات، وقد يؤدي هذا إلى التراجع السريع للمستهلكين عن استخدام هذه النظم، أو قد يدفع الحكومة الفيدرالية للتقدم باتجاه تقليص استخدام منتجات التراسل عن بعد في المركبات المتحركة».والنقطة الأساسية التي لم تجد لها حلاً بعد هي كيفية تجنيب السائق التشتت المفرط لانتباهه عن مهمته الأساسية وهي القيادة، فيما هو يجيب عن رسائله الإلكترونية أو يحاول إيجاد مطعم.ويؤكد باحثو القيادة والمحاكاة في واشنطن أن البيانات عن تشتت ذهن السائقين قليلة جداً؛ «لدرجة أننا لا نستطيع تحديد الحجم الحقيقي لهذه المشكلة، ونعتقد أن نسبة 25 % على الأقل من الحوادث القاتلة ناتجة عن تشتت ذهن السائق».ويعترض باحثون آخرون بقولهم «إن هذه النسبة تتراوح بين 30 % و50 % وعلى أية حال، فإن الحوادث القاتلة الناتجة من تشتت الذهن لا تجد إلا حظاً قليلاً من التوثيق، حيث لا يمكن استجواب السائق الضحية، كما أن السائقين لا يرغبون في وصف الأسباب بسبب المساءلة القانونية حيال ذلك، وما نعلمه بكل تأكيد هو أن معظم الأعمال التي يمارسها الأشخاص أثناء القيادة كالأكل أو تعديل وضع المرايا أو تغيير محطات الراديو، مرتبطة بالحوادث. وعندما يترافق أحد هذه الأعمال مع حدث عشوائي، مثل عبور كلب مسرع للشارع أو ظهور منعطف خطر، فلابد أن يقع الحادث».وتستخدم تقنية الهواتف الخلوية كنموذج لاعتماد التراسل عن بعد في المركبات، ومثل استخدام الهاتف الخلوي، يبقي التراسل عن بعد السائق على اتصال بسائر العالم. لكن وعلى نحو مماثل، تبقى قدرة التراسل عن بعد على تحميل السائق أكثر من طاقته موجودة دوماً، وعلى الرغم من استمرار الجدل حول استخدام الهاتف الخلوي المحمول باليد أثناء القيادة، والحظر الأخير الذي فرضته ولاية نيويورك وغيرها، تظل نتائج البحوث الحاسمة حول مضاعفات السلامة الناتجة من استخدام الأجهزة الإلكترونية المحمولة في المركبة قليلة نسبياً.ومع ذلك يقول الباحثون في مجال العوامل البشرية أنه حتى في حالة استخدام الهاتف الخلوي للعمل بالصوت دون استخدام اليدين، فإن ذلك يسبب قدراً من التشتت الذهني كافياً لحدوث خطأ في القيادة.وبحسب الأرقام التي تنتشر في الولايات المتحدة مئات الملايين من الهواتف النقالة، ويزداد عدد المستخدمين الذين يجرون عدداً أكبر من المكالمات، فيزداد تعرض السائقين للتشتت الذهني، ومن ثم تزداد مخاطر تعرضهم للحوادث.ولا تعتبر المحادثة باستخدام هاتف خلوي لا يحمل باليد مشابهة تماماً للمحادثة مع أحد الركاب، إن استخدام الهاتف يفرض نفسه تماماً مثل التحدث مع الراكب، فهناك رغبة قوية للاستجابة ومتابعة المحادثة، لكن الشخص الآخر ليس على بينة من ظروف القيادة، في حين أن الراكب، المهتم بسلامته مثل السائق، يحاول أن يبقى صامتاً أثناء ظروف القيادة الصعبة.وتبين دراسة جديدة حول استخدام الهاتف الخلوي أثناء القيادة في جامعة (يوتا) أن التحدث بواسطة هاتف خلوي أثناء القيادة يؤدي إلى نقصان كبير في أداء السائق، بغض النظر عن كون جهاز الهاتف محمولاً باليد أو مستخدماً من دون يدين.وتضيف الدراسة أن استخدام الهاتف الخلوي أثناء القيادة يحدث مستويات من تشتت الذهن أعلى بكثير مما يسببه الاستماع إلى الراديو أو الكتب الناطقة.وترى أن المبادرات القانونية التي تقيد استخدام التجهيزات المحمولة باليد مع السماح باستخدام التجهيزات غير المحمولة في المركبات، لن تنقص بدرجة كبيرة من تشتت ذهن السائق بسبب استخدام الهاتف الخلوي.وأدت النتائج الكارثية الكامنة وراء تشتت ذهن السائقين لدفع عدد كبير من البلدان كأستراليا والبرازيل وألمانيا وإيطاليا واليابان وأسبانيا والمملكة المتحدة إلى تقييد أو منع استخدام الهواتف الخلوية والتقنية اللاسلكية في المركبات.وقد ورد في توجهات التصميم الصادرة عن اللجنة الأوروبية في عام 1999م والخاصة بواجهات التخاطب بين الإنسان والآلة في المركبات، أنه ينبغي ألا تؤدي المعلومات والاتصالات المفترض استخدامها من قبل السائق أثناء القيادة إلى التشتت أو الإرباك للسائق.[c1]*(وكالة الصحافة العربية)[/c]