الفرنسي أرسين فينغر شخص (الداء) واقترح ( الدواء)..
لندن/ متابعات: يتجهز أرسين فينغر المدير الفني لآرسنال الإنكليزي لوضع خطة إنقاذ عاجلة وناجعة لانتشال فريقه من الوضع الصعب الذي يعيشه هذا الموسم على المستويين المحلي والقاري، في ظل هجرة أوراقه الرابحة الواحدة تلو الأخرى إلى نوادي النخبة في القارة العجوز، وهو ما انعكس سلباً على مردود فريق يتبنى سياسة «اقتصد كثيراً وانفق قليلاً».وسيسعى المدير الفني الفرنسي المحك، الذي يعتبر أحد المسؤولين المباشرين في أزمة الفريق الحالية باعتباره مسانداً لسياسة التخلي عن النجوم والعمل على «ابتكار» غيرهم، سيسعى لشن غارات موجهة بهدف نيل نصيبه من غنائم (الميركاتو) الشتوي القادم الذي سيشهد ـ وكما جرت العادة- تطاحناً بين مليارات عدد من مالكي النوادي نذكر منها على وجه التخصيص مانشستر سيتي وتشلسي الإنكليزيين وباريس سان جيرمان الفرنسي.وقام «مستر أرسين» بتحديد مواطن الخلل ومكامن الضعف الجلية في ترسانته التي أصابها الكثير من الوهن في هذا الموسم، كما أن نتائجها المسجلة حتى الآن لا تزال ترزح تحت طائلة الإخفاق، ففي البريميرليغ يحتل الفريق المركز الثامن بمجموع 16 نقطة فقط بعيداً كل البعد عن المنافسة بمسافة 11 نقطة قد تكون صعبة التقليص.أما في دوري أبطال أوروبا فهو فإنه زعامة مجموعته الثانية لمصلحة شالكه الألماني بفارق نقطة بعد الهزيمة أمامه في ملعب الإمارات بالذات ويحتل الوصافة الآن بـ7 نقاط مع احتمال تهديده بالخروج من المسابقة، كونه سيرحل في أحد تنقلين متبقيين له إلى أرض الإغريق في سفرة عسيرة قد يخسر فيها أبناء فينغر ورقة العبور إلى ثاني أدوار أمجد المسابقات الأوروبية إذا ما علمنا أن منافسه على شرف المرور هو أولمبياكوس اليوناني الذي يتخلف عنه بنقطة يتيمة حتى الآن.وتفحص فينغر كثيراً قبل أن يشخص علة النادي اللندني في ثلاثة مواطن وحسب ترتيبه لها هي كالآتي:حراسة المرمى الذي اعتبره أحد مسببات الشد إلى الخلف بعدم وجود «حامي عرين» حقيقي.موقع رأس الحربة بعدما أثبت الثنائي لوكاس بودولسكي وأوليفييه جيرو -رغم تحسنهما مؤخراً- عدم قدرتهما على لعب دور «الزعيم» وهو الدور الذي اضطلع به الهولندي روبن فان بيرسي ،هداف آرسنال والدوري العام الماضي، طيلة السنوات القليلة قبل رحيله إلى مان يونايتد.مهاجم مساعد أو ما يصطلح عليه في لغة كرة القدم «المهاجم الحر» وهو الذي يستطيع تعزيز جميع المراكز الهجومية أي اللعب في الرواق أو كمهاجم ثانٍ يسند رأس الحربة أو في أي توظيف آخر قد يبتكره المدرب على الصعيد الهجومي على غرار وظيفة صنع اللعب مثلاً، وبلغة أبسط هو لاعب يحمل رقماً وظيفياً له دلالة على الميدان «تسعة ونصف».هذه المراكز الثلاثة اعتبرها فينغر أساساً لثورة آرسنالية مرتقبة في باقي حلقات الموسم الكروي - شريطة توفرها طبعاً- ولم يغفل المدرب الفرنسي عن تحديد قائمة أساس بنيانها المفاضلة وتحتوي على عدد من النجوم المؤثرة في أنديتها، سيبقى على إدارة الـ«غانيرز» الدور الأكبر في مغازلة هؤلاء ومحاولة استدراجهم إلى معقل النادي اللندني.ومن بين الأسماء التي تطرب لوقع أقدامها الميادين في أيامنا هذه ورد اسم البوسني ونجم مان سيتي إدين دزيكو كمتصدر للائحة الأسماء المطلوبة بإلحاح من قبل «الأستاذ» فينغر الذي سيهدف إلى استغلال حالة التهميش الواضحة التي يعاني منها دزيكو في «السيتيزنس» لبلوغ مبتغى ضمه ليسد فراغ الراحل فان بيرسي.كما وضع فينغر حلولاً بديلة لنجمه الموعود حالياً «دزيكو» باعتبار نسب فشل صفقة انضمامه تبقى واردة لعدة أسباب ، ومن الأسماء المعوضة يفكر فينغر بجدية في قلبي هجوم كل من نادي نابولي الإيطالي إدينسون كافاني وأتليتيك بيلباو الإسباني «فيرناندو ليورنتي».ولئن كانت فرضية رحيل كافاني عن بيته الحميم «سان باولو» أمراً مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمدى استعداد أوريليو دي لاورنتيس بالتخلي عن مطالبه المادية الكبيرة للتفريط فيه لمصلحة آرسنال بمبلغ «نصف خيالي»، فإن مسألة استقدام «العملاق» الباسكي ليورنتي تبقى غير واردة الحدوث خاصة أن هذا الأخير قد أعلن مراراً وتكراراً أنه سيكون «يوفنتيني الهوى والعشق والمذهب» الموسم المقبل، لكن هذه القراءات الاستباقية قد لا ترتقي أبداً إلى مستوى اليقين فمنطق الميركاتو لا مسلمات فيه وقد تنقلب كل المعطيات على نحو لا يتوقعه أحد.وبالانتقال للحديث عن مركز المساندة الهجومية الذي اعترف فينغر بحاجة الفريق الماسة للاعب مميز يشغله، تم ذكر اسمين كلاهما يافع ولكن ليس كلاهما معروفاً لمتابعي المستديرة الأوروبية، فالأول هو أدريان لوبيز (صاحب الحذاء الذهبي وهداف يورو الدنمارك 2011 تحت 21 سنة) الذي عرف بعطاءاته اللافتة مع ناديه الحالي أتلتيكو مدريد الذي لعب بقميصه 45 مباراة وسجل 8 أهداف وحصد معه لقبين في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» عامي 2010 أمام فولهام الإنكليزي و2012 أمام جاره أتليتيك بيلباو. ويعتبر أدريان لوبيز صاحب الـ24 ربيعاً من أبرز اللاعبين الواعدين عالمياً، وقد مثل منتخب الـ«ماتادور» الأول في مناسبتين منذ سنة 2012 وأحرز خلالها هدفاً.أما الاسم الثاني الذي تناوله فينغر بالذكر والذي يمكن اعتباره مفاجأة بداية الموسم بامتياز في إنكلترا هو ويلفريد زاها البالغ من العمر (20 عاماً) الإنكليزي ذو الأصول الإيفوارية، والذي قدم من موطن مولده أبيدجان ليستقر صحبة عائلته في جنوب لندن حيث انتمى إلى صفوف كريستال بالاس فريقه الحالي وبدأ في تسلق درجات النبوغ حتى تميز هذا العام وبرز للجميع من خلال إبداعاته التي ساعدت ناديه في تصدر دوري الدرجة الثانية الإنكليزي.ولم تتوقف نجاحات الشبل الإفريقي عند هذا الحد حيث أردف احتفاله بربيعه العشرين يوم (السبت الماضي) بتلقيه دعوة لتعزيز صفوف المنتخب الأول لـ«الأسود الثلاثة»، حيث أصبح زاها ثاني لاعب (من غير حراس المرمى) من دوري الدرجة الثانية ينضم إلى المنتخب الأول لكرة القدم وذلك استعداداً للمباراة الودية التي ستجمعه بنظيره السويدي في ستوكهولم.ولا بأس من التذكير أن جاي بوثرويد الذي لعب لكارديف سيتي قد كان آخر لاعب من الدرجة الثانية (من غير حراس المرمى) يسجل انضمامه لتشكيل المنتخب الأول سنة 2010 وكان سبقه إلى هذا الشرف الاستثنائي ديفيد نوجنت لاعب بريستون نورث ايند سنة 2005.وقد يدلي فينغر بدلوه في مسألة الفتى الإفريقي الملفت وينجح في استقطابه فهو حذق في التعامل مع هذا النوع من اللاعبين وهو ما قد يحفز زاها للانتقال إلى مرحلة النجومية مع عدد من بني عرقه في بيت المدفعجية.وتبدو مشاكل حراسة المرمى الأكثر وضوحاً في البيت اللندني، إذ من غير العسير على أي من متابعي شؤون الـ«بريميرليغ» التفطن لضعف الأسماء التي تحرس الخشبات الثلاث في السنوات الأخيرة والتي تتسم بميزات قلة الخبرة والتهور وتواضع المستوى كي نكون أكثر موضوعية، فلا الإسباني مانويل ألمونيا ولا البولندي فوزنياك تشيزني ولا الإيطالي فيتو مانوني أسماء في حجم آرسنال، لأن بيت آرسنال الذي حرسه سابقاً المخضرم دافيد سيمان والجلمود الألماني ينس ليمان من بعده، لن يستوي حاله إلا بوجود حارس كبير وله مستوى مرموق وقادر على إعطاء الإضافة للفريق فعلاً لا قولاً.ويجب على آرسنال أن يؤمن حارساً في قيمة ما يملك جاره تشلسي والحديث عن بيتر تشيك على سبيل المثال أو مان سيتي الذي عول على المواطن جو هارت، حتى يطمع في المنافسة في المستوى العالي، إذ بالإمكان أن تجتهد في أي مركز وتطعمه باليافعين عدا مركز حراسة المرمى الذي يبقى رافده الأساسي والأوحد معطى الخبرة والتجربة، وهو ما تفطن له فينغر مؤخراً. وبادر العجوز الفرنسي بالحديث عن ثلاثي مرشح بقوة لتسلم مقاليد الحراسة في المرمى الآرسنالي، وهم حسب الترتيب التفاضلي بحسب فينغر طبعاً، الإسباني بيبي رينا حارس نادي ليفربول (30 عاماً)، والبرازيلي جوليو سيزار الذي لعب سابقاً في صفوف إنتر ميلان الإيطالي وحالياً في صفوف كوينز بارك رينجرز (33 عاماً)، والهولندي ميشال فورم محترف سوانسي سيتي (29 عاماً).وتبقى مسألة تحديد الأقرب حظاً من هذه الأسماء الثلاثة في تقمص زي آرسنال أمراً عسيراً حتى الآن، إلا أن معطيات كثيرة قد تتدخل في إتمام الصفقة مع أحد هؤلاء دون الآخر لأن المسألة تمر عبر البوابة المادية التي ستتوقف على مدى استعداد آرسنال لضخ نسبة محترمة من المال للظفر بأحد هذه الأسماء المميزة.إلا أنه وبحسب المعطيات الأولية يبقى اسم الإسباني «بيبي رينا» الأكثر تناسباً وملاءمة مع احتياجات فريق فينغر؛ فسنه مناسبة جداً كحارس مرمى، كما أن مشاركاته الـ366 حتى الآن مع «الريدز» ستجعله مخولاً أكثر من غيره لتقديم مساعدة فورية وعاجلة انتظرها آرسنال كثيراً، ولكن يبقى لاستعداد إدارة ليفربول في التنازل عن راينا الكلمة الفصل في هذا الموضوع.ويمكن الإقرار أن الميركاتو الشتوي القادم سيكون معنوناً بسطوة آرسنالية وذلك بالاستناد إلى الملف التشخيصي الكامل الذي أعده المايسترو فينغر، وأرفقه بعدد من الأسماء المطلوبة بشكل ملح لانتشال آرسنال من حضيض نتائجه الراهنة، ولكن يبقى السؤال المطروح: هل ستسير إدارة (المدفعجية) بحذو طموحات مديرها الفني الأول؟