في الشيخ عثمان قبل (65) عاماً
“صفحات من تاريخ الحياة السياسية والأدبية في حضرموت” آخر اصدار للاستاذ أمين سعيد عوض باوزير الذي بذل فيه جهدا نوعيا تمثل في جمع واعداد المواد الواردة في الكتاب الآنف الذكر ومن تلك المواد الحوار الذي اجراه الاستاذ سعيد عوض باوزير المؤرخ والتربوي المعروف ونشرته مجلة “افكار” لصاحبها ورئيس تحريرها الراحل الكبير محمود علي لقمان في عددها الصادر في سبتمبر 1947م ووردت في سياق الحوار قضايا عصرية ومتقدمة مثلت حال المدينة.. وطرفي الحوار وحال منظمات المجتمع المدني لاسيما اننا حاليا في زمن الاسفاف والابتذال والبلطجة.شدتني هذه المادة من الكتاب من عدة اتجاهات او نقاط جذب، منها ان الحوار جرى في مدينة الشيخ عثمان وهي مدينتي وانا من سكان قسم (A) وهي ايضا مدينة الزميل احمد حبيشي وهو من سكان قسم (D) وهي مدينة الزميل عصام سعيد سالم وهو من سكان قسم (E) ومدينة الزميل نجيب مقبل وهو من سكان قسم (B) وفيه “دار الادب العربي” وعميدها الاستاذ عبدالمجيد الاصنج.يتبين للباحث ان الفترة الممتدة خلال 1947 / 2012م هي فترة شهدت ازدهارا ثم سقوطا تدريجيا حتى وصلنا الى ما نحن عليه لاننا لم نكن نملك مشروعا نهضويا حضاريا يحقق التراكم الكمي الذي يتبع التراكم النوعي وهو المسار الطبيعي لتطور المجتمعات الانسانية.الحوار الذي اجراه المؤرخ سعيد عوض باوزير (1914 ـ 1979) مع المؤرخ صلاح البكري (1912 ـ 1993) كان على حلقتين: حلقة بدأها باوزير مع البكري قبل سفر الأخير الى حضرموت والثانية بعد عودته منها. وارتكز الحوار على اربعة مرتكزات كان اولها التعليم واثنى البكري كثيرا على جهود السلطان النهضوي صالح بن غالب القعيطي. واستطرد البكري ان النهضة التعليمية تتطلب مايلي: انشاء مدرسة للمعلمين وحدد وظائفها وتتطلب جلب مدرسين اكفاء وتعديل المنهج الحالي بما يتماشى مع ميول الشعب وخصائصه وارسال البعثات العلمية الى الخارج، ونصح البكري بان ترسل الى مصر وانجلترا.ومن ضمن ما ورد في الحوار حديث البكري عن مجلس الدولة فقال: انه يعتبر خطوة للحكم النيابي وحبذا ان يضم في عضويته شخصيات بارزة في عقليتها وتفكيرها امثال السادة احمد باصرة وعبدالله عوض مغارش وعلي باعشن.اثنى البكري على المحاكم الشرعية وقال انها خطت خطوات متقدمة ولا غرابة في ذلك، وفي مقدمة ركبها قامات بحجم الشيخ عبدالله بكير والشيخ محمد باجنيد.اما عقدة العقد وهي وحدة حضرموت فقال البكري: لا ادري ماذا يرمي القائمون بالوحدة؟ هل يريدون توحيد الحكومتين وجمع السلطة في هيئة الوحدة؟ وهل يرضى الكثيري بادماج حكومته بحكومة القعيطي؟. وطرح البكري اسئلة اخرى انهاها: وهل يرضى الشهب بهذه الهيئة؟ ومن عسى ان يكون اعضاؤها؟ وهل تعترف الحكومتان بها؟.كل هذا قبل 65 عاما.. ترى هل تقدمنا أم تخلفنا؟.