أماني محمد عبد الله عرفت انه يخونها ، راقبت تصرفاته ، تابعت تحركاته حتى تأكد لها ما نبهتها إليه حاستها السادسة ، قررت ان تلعب اللعبة نفسها معه عزمت على فضحه ، لم يهدأ لها بال حتى تمكنت من معرفة رقم الاخرى ففكرت في نفسها وقالت ( سأتصل بها ..؟) وفعلت حقا !، من الغريب تجاوب الاخرى معها بحجة انه اخبرها بأنه غير متزوج وبالأصح مطلق ولديه طفلة .اتفقتا على الالتقاء ، حددتا الموعد ، وفعلا تقابلتا افضت كل واحدة بما لديها من الاخبار عنه .. قالت الاخرى : اخبرني انه ..و انه .. وانه .وقالت هي : كذاب .. ليس صحيحا ؟دبرت هي مع الأخرى مكيدة للقبض عليه متلبسا طلبت من الاخرى تحديد موعد لمقابلته انتظرت هي مجيئه في المكان الذي حددته الاخرى لتنتظره فيه ، وقفت هناك وكان وجهها عكس الطريق الذي سيأتي منه ، مرت لحظات حتى وصل هو من ورائها .. توقفت السيارة في تلك اللحظة حركت رأسها والتفتت وراءها فعرف أنها هي و حاول الفرار لكنها انقضت على باب السيارة وفتحته بحركة سريعة قفزت بها الى داخل السيارة .توقف الكلام لبرهة بعدها نطقت شفتاهها ..« ليش؟ ايش عملت لك انا علشان تعمل كذا ؟ »جرى سيل الشتائم والكلمات واللوم تارة عليه وتارة عليها ، هي تصرخ وتبكي وهو جامد كصخرة ، لا ينطق إلا بالقول اليسير الذي يدفع به بعض سبابها بعدها يعود الى حالة الجمود .استمر الحال وهي بين الصراخ والبكاء واللوم وهو مستمر في حالته .عادا الى المنزل لتبدأ المحاكمة بينهما في تفاصيل لم تعرف بعد ذلك .هذه قصة حقيقة عرفتها من احدى صديقاتي عن تلك المرأة التي اعرفها انا ايضا .حينما سمعتها تمعنت في تفاصيلها و تقافزت اسئلة كثيرة في عقلي مثلا : هي قررت ونفذت لكن لماذا اختارت هذه الطريقة ، طريقة المواجهة دون غيرها من الطرق ؟ حاولت البحث عن المغزى ، متسائلة : هل تريد الابقاء او المحافظة على بيتها من الخراب رغم وجع الطعنة التي سددها اليها ، ولربما تتناساها حتى تستمر الحياة .. ام هل تريد اثبات انها لا تسكت عن حقها في معرفة سبب فعلته وأنها ( ستطلع عينه ) ويقع بعدها ما يقع.وهو لماذا قام بفعلته تلك ؟! ، بقيت أفكر في أسباب بحثه عن اخرى وفي أسلوبه و طريقة بحثه .البحث عن اسباب او مسببات مثل هذه الخيانة قد يأخذ طريقا طويلا لمعرفتها بينما تطل آثارها الموجعة على واقع الحياة بين الزوجين ويظل هذا الامر موضوعا شائكا ومعقدا ولو أمعنا النظر في تصدعات مجتمعاتنا لرأينا ان الخيانة الزوجية تتخذ لها موقعا وراء تلك التصدعات و تستمر في نخر أساسات المجتمع وزعزعة أركانه إذا لم يتنبه كل فرد في المجتمع إلى خطورة وعواقب مثل هذه الانحرافات وإيجاد الحلول الجادة لتماسك واستمرار نماء النواة الأولى للمجتمع .