القاهرة / متابعات : أحدثت ثورة الاتصالات تغيراً مذهلاً في حياة البشر، عن طريق اختزال المسافات والزمن، فبفضلها تمكن المدير العام لإحدى الشركات العملاقة في مكتبه بنيويورك من أن يجتمع برؤساء فروع في أقطار متعددة، وذلك باستخدام أجهزة الكمبيوتر وشبكات الاتصال المتطورة.دفعت الأشكال المتعددة لأوجه هذا التطور المذهل العديد من العلماء إلى البحث عن إمكانية نجاح ثورة الاتصالات في اختزال المسافات للأجسام المحسوسة.أكد د.أحمد كامل، أستاذ التكنولوجيا بجامعة عين شمس أن ما حققته ثورة الاتصالات في القرن الماضي لم تستطع البشرية أن تحققه طيلة تاريخها، فقد أصبح الآن ممكنا لأي شخص عن طريق استخدامه لجهاز الكمبيوتر أن يجري اتصالا أو محادثة شفهية مع آخر يوجد في أي منطقة في العالم.وأضاف أن النظر إلى تسلسل التطور في الاتصالات يجعلنا نقف الآن ودون دهشة أمام البحث الذي أعدته شبكة الإنترنت منذ فترة قريبة، تحت عنوان ‘النقل الأيوني للأجسام المادية المحسوسة’، هذا البحث يجري حوله مشروع يتم تطويره في الولايات المتحدة الأميركية، باستخدام الومضات الكهربائية، لكنه لم يزل مرهونا بمزيد من التقدم العلمي، والعلم يمكنه تحقيق كل شيء مادام يستخدم الطاقة الإلهية الممنوحة له، والمعروفة بالعقل”.وقال ( نجاح هذه التجربة غير مستبعد، فالإنسان حين كان ينظر قديما إلى القمر، كان يرى أن الوصول إليه من ضروب المستحيل والخيال، لا يمكن أن يتحقق لكننا الآن انتقلنا منه إلى كواكب أخرى) .ويرى د.إبراهيم التاجي، خبير الاتصالات بإحدى الشركات العربية الكبرى أن هذه الثورة التي يشهدها العالم ستؤدي دورا خطيرا في المستقبل القريب، في دفع الحركة البشرية وتطورها، نتيجة لما توفره من إمكانية هائلة للسرعات المرتبطة، بطفرة علمية كبيرة في الدول المتقدمة، ولها علاقة بالزمن وقطع المسافات بصورة لحظية، فكانت أهم إنجازاتها ظهور وحدة زمنية جديدة سميت ( بالفنتوثانية ) التي تقدر بواحد على مليون من الثانية.ولم يستبعد د.إبراهيم أن تكون هناك تقنية جديدة من خلال هذه الثورة المذهلة ليتم اختصار المسافات للأجسام المحسوسة بعد نجاحها في اختصار المسافات للأشياء غير المرئية، لذلك لابد أن يقتحم العالم العربي هذه الثورة ويحقق الفائدة منها بالشكل الذي يعود عليه بأكبر أشكال النفع من خلال تكوين منظمة اتصالات عربية متكاملة.وأشار إلى أن ( ذلك بالطبع لن يتحقق في القريب العاجل، ويعد الآن مستحيلا، إلا أن المستقبل كفيل بتحقيقه، وسينتج عن ذلك تحقيق انقلاب في مجالات الحياة المختلفة، خاصة الجانب الاقتصادي، مشيرا إلى إن الدول التي بدأت مبكراً في تأسيس نواة الاتصالات الحديثة تمكنت عن طريقها من اللحاق بركب التقدم في شتى المجالات، واستخدمت العديد منها الحكومة الإلكترونية؛ لدرجة أصبح في إمكاننا أن نتخيل اختفاء العنصر البشري من الحياة اليومية إلا من المعامل والمختبرات للخروج بمزيد من التطور لخدمة الإنسان”.ويؤكد المهندس جميل رمزي، خبير الاتصالات أن العالم يسير بخطوات سريعة نحو توظيف تكنولوجيا الاتصالات لكسر العائق الزمني والمكاني بين الدول، وتعد هذه التكنولوجيا الحديثة من أكثر الآليات فاعلية لدى الدول الكبرى؛ لتحقيق ما تسعى إليه من منظمة عالمية كبرى، في إطار واحد لا يعيقه شيء، وقد غيرت في أساليب الحياة، فنجد أن 30% من سكان الولايات المتحدة يمارسون أعمالهم من المنازل معتمدين على الأجهزة الحديثة، دون الحاجة للنزول إلى الشارع”وأضاف هذا التطور يجعل إمكانية نقل الإنسان عبر وسائل الاتصالات الهائلة مختصراً للزمن والمسافة بطريقة أيونية مجرد استمرار طبيعي، لكن لا أحد يمكن أن يقرر متى يحدث ذلك”.
نقل الإنسان عبر وسائل الاتصال... ممكن!
أخبار متعلقة