كتبت/هدى إبراهيمقدمت دار لارماتان في مساحتها الصغيرة للمعارض بضع لوحات للفنانة الإماراتية نجاة مكي التي تقيم في مدينة الفنون في باريس وتعتبر أول فنانة إماراتية حاصلة على منحة من دولتها بهدف تطوير عملها الفني في باريس والاطلاع على تجارب عدد من الفنانين فيها.هذه التجربة الباريسية أثمرت فضلاً عن الأعمال التي نفذتها الفنانة في باريس لقاء ثقافيا ليس فقط مع فنانين عاملين في مجال الرسم أو النحت وإنما أيضا مع شعراء كان بينهم الشاعر والفيلسوف بول هنري لارسن الذي اصدر في كتيب نصوصا شعرية بجانب لوحات نجاة مكي أخرجته دار لارماتان وتم توقيعه مساء السبت.وضم الكتيب نصوصا شعرية لليرسن الذي قال: (لم اكتب النصوص خصيصا بعد رؤية أعمال نجاة وإنما كتبتها من قبل، لكن حين رأيت اللوحات اكتشفت كم أن أعمالها تشبه تماما ما كتبت عن الدائرة)..وكانت تجربة الدائرة محور لعمل شعري آخر في الإمارات مع شاعر مغربي.وضم الكتيب عشرين لوحة من لوحات الدوائر التي شكلت محورا لمعرض خاص لنجاة مكي في الإمارات فيما تم عرض ست لوحات جديدة للفنانة في قاعة لارماتان التي استضافت قراءات شعرية للشاعر وعرض ديابوراما للعديد من لوحات نجاة مكي.وواصلت الفنانة الإماراتية في باريس عملها على الدائرة محاولة تطوير تشكيلاتها داخلها وخارجها حيث تحضر الأجساد المتطاولة كأنما لتكون في تناسق مع إيقاع العالم والكون وخاصة جسد المرأة الذي لا يتوانى عن الخروج من الدائرة كأنما ليتمرد عليها ويجلس ساخرا على حافتها.وكانت نجاة مكي قدمت في مدينة الفنون لوحات أخرى رسمت فيها مدينة باريس وأضواءها على ضفاف نهر السين الذي أحبته وجسدته بتموجاته وصخبه وحركته وأضوائه كما أحبت سابقا بحر دبي وصحراءها وجسدتهما.وقالت نجاة مكي عن تجربتها عموما في ورشة باريس حيث حلت في مدينة الفنون (كنت في عملية بحث دائم، حتى خلال نزهاتي وزيارتي للأمكنة مثل المتاحف والكنائس وضفاف النهر).أما عن لوحاتها التي رسمت فيها باريس وخاصة نهر السين فتقول (الماء فيه إيقاع ونبض يشبه إيقاع الحياة ونبضه لا يتوقف. في السين كنت أرى ليس فقط انعكاس الأضواء وإنما صدى الموسيقى التي تعزف على ضفافه وحركة البشر من حوله).ومع اقتراب ختام الرحلة وقرب عودتها إلى الإمارات إلى حيث شحنت لوحاتها التي رسمتها في باريس، قالت إن إقامتها في مدينة الفنون في باريس تحديدا زودتها بالحماس نظرا للبيئة المحيطة، (فالفنانون وليس فقط التشكيليون يعملون على نحو دائب في مدينة الفنون وفي هذا حافز لي، حين كنت افتح نافذتي صباحا كنت اسمع صوت أوبرا تنطلق ثم تأتي موسيقى العود. العيش في جو مليء بالإبداع يشكل حافزا كبيرا لأي فنان للعمل. أحسست إني في ورشة عمل يومية).ولا تغيب البيئة المحلية عموما عن أعمال الفنانة التي تسيج بها لوحتها أو تتركها مرمية بنعومة وسرية في خلفية اللوحة أو هي تزين زواياها مثلما يزين دانتيل أطراف ثوب.واللوحة عندها تذهب دائما باتجاه النقش والزركشة الوافدة من ذاكرتها الشرقية المؤنثة والتي يخترق أنوثتها أحياناً قليلة طيف رجل أو وجه يحضر من الغياب كما تحضر اللوحة من الذكريات.أحيانا يأخذ الجسد الموضوع داخل دائرة شكل أكداس، شكل جمادات أو تماثيل معذبة مستلقية أو واقفة وقد ضاع شكلها وضاعت وجوهها في غمرة بحثها عن الاتجاه.تقدم نجاة مكي لوحة تجريدية غالبا متصلة بنبض العالم، لوحة تشبه الوجود وتتماهى وحركته أو هي تعيد اختراعه من هنا فهي تفتح المجال واسعا لقراءات خاصة للمتلقي الذي يعيد بنفسه تشكيل ذلك التجريد الإيقاعي الحيوي المشكل بأصابع اليد أو هو يستعيد معها جماليات متوارية غيبتها الأيام.
|
فنون
التشكيلية الإماراتية نجاة مكي تقدم خلاصة تجربتها الباريسية
أخبار متعلقة