قراءة سريعة في ديوان (مكاشفات) للشاعر اليمني شوقي شفيق
د.زينب حزام الشاعر شوقي شفيق من مواليد عدن، له عدة قصائد متنوعة، حاصل على جائزة الموصل بالعراق في القرن الماضي، وقد تواصل مع الحركة الشعرية الجديدة شعراء كثيرون في أقطار الوطن العربي.وديوان (مكاشفات) عند صدوره، كان يمثل البداية في تجربة الحداثة، ثم توالت دواوين الشاعر.من يقرأ ديوان شوقي شفيق يجد نصفه على الأقل موهوباً لأبناء وطنه. فما من مناسبة وطنية شهدتها عدن الا وعرفت طريقها الى شعره، فغناها على هذا المنبر اليمني او العربي، ويحمل شعره القومي حرارة لا يخطئها قارئه.إنها حرارة الفتى العربي الذي تعاونت على تكوينه ـ كشاعر ـ مكونات عدة، فقد ولد الشاعر في عدن ارض البطولة والحضارة. ويقول الشاعر شوقي شفيق في قصيدة مكاشفات (ش) في صبوات الجسد التي كتبها في فبراير 1983م:من أين هذا الرماد؟من أين صراخ الأسئلة العضوية؟هل من إتجاهات الفصول التي فيالذاكرة المتدحرجةام من قميص العالم المثقوب؟المرايا ممتلئة بتشبقتات الوهموالمرايا ملوثة باتربة الأمكنة العقيمةلكن ..ثمة نجمة ..ثمة حجر ناصع في الوريد الأول للتاريخ ثمة صارية في النهارات الأولىكيف تحاصرين في قسوة الرماد؟وعيناك البحر الذي فيهتتكسر المنافي والأرصفة الحائنة؟اتساءل:كم يمكن لي ان ابقى كي امحو الجليدمن طرقات قلبي؟ثم ،كيف يمكن ان تبدأ رقصة جسديالمطوق بالانهيارات؟كيف يمكن لي ـ أنا الإنسان.ارث سلالات البدء والمنتهى ـان ارفو ثقوب النشيد الإنساني؟ثمة صيغة في المطرتمنح برهة لإقامة الأسئلةثمة نجمة للجسد ان يعلوتفسح للجسد ان يقول اشواقه الأولى .....ثمة نجمة الفرح ثمة ..نجمة الفرحوديوان مكاشفات يضم عدداً من القصائد الوطنية والعاطفية التي يبدو ان دافعه الى كتابتها على هذا النحو هو مجاراة الموجة الجديدة في كتابة القصيدة الراقية. وقد اخلص الشاعر شوقي شفيق لقضايا امته وقضايا القلب والروح في المناخ والممكن من الادوات الفنية التي توفرت لديه:يقول الشاعر شوقي شفيق في قصيدة (نقيض) التي كتبها في 28 فبراير 1981م:وردةلا تحسن تزييف الجلدةولأن الوردة لا تحسن ..ضاعت في القاعأفعىتخلع جلدتها في اليوم الواحدآلاف المراتوتغيرها في كل الأوقاتحسب الظرف المسموحولأن الأفعى تحسنذاعت شهرتهافي كل الأصقاع!وقصيدة (إنفجار) للشاعر شوقي شفيق، تضفي اناقتها وترفها وشاعريتها على معجمه اللغوي وصورة حية متحركة وبنية قصيدته الحارة المتوثرة ونفسه الشعري الطويل الممتد والقادر على التكثيف والتجسيد في ثناياه مثله لا يكون الا صوتاً للجمال. ولغة لانبثاق ربيع العمر.[c1]قصيدة (انفجار)[/c]انظر إليك فأخجل منيهاتان العينان اللتان ينام فيهماعشب البراري هاتان العينان اللتان تخبئان اقماراً متفجرةكم هما شهبتان !كم أنت شهية ايتها الداخلة في عروقيمثل الندى والريحرقيقة وعاصفة في آن معاًادخل في رهبة القداسة حينما التقي عينيكواسجد للتاريخوللفضاءات الموحيةارسم الاشارة الاولى لامتداد الشعر ومجد الكلمات