كتبت/ دنيا هاني(ن.ع) امرأة يمنية في الثلاثين من العمر حصلت على لقب مطلقة بعد سنوات من المعاناة والذل والحرمان لأبسط حقوقها فقد تزوجت منذ عدة سنوات بشخص جمعها به النصيب حيث تقول: «لضيق المعيشة وتراكم الديون بدأ زوجي يمد يده ويضربني لأتفه الأسباب ولتساهلي في بادئ الأمر واعتذاراته المتكررة وسكوتي أصبحت عنده عادة كلما ضاق به الحال يفرغ غضبه علي حتى ضاق بي الأمر فقد صبرت عليه وتحملت كثيراً كوني خرجت من بيت أهلي لأخفف عنهم العبء ولكني أفاجأ بإهماله لي وخروجه الدائم وتجريحه لي بالكلام وكلما حاولت إصلاح الأمور بيننا تزداد معاملته لي سوءاً وفي أحد الأيام الشبيهة ببعضها سألته ما الذي يريده بالضبط لمعاملته لي بهذه الطريقة فمهما حصل بيننا يبقى زوجي ولكني فوجئت عندما قال لي بأنه يريد مني مساعدته في مصروف البيت وأنه لم يعد قادراً على مجاراة هذا الغلاء فعرفت حينها أنه من أولئك الذين يبيعون ضمائرهم وأخلاقهم وشرفهم مقابل المال . مجرد التفكير بطلبه لي جعلني أمقته وأشمئز منه فقد كان يلمح لي بكلامه بالطرق الأخرى لجلب المال خاصة وأنه يعلم جيداً عدم إكمالي لدراستي وخروجي منها مبكراً لأسباب خاصة وأنه لا توجد معي شهادة حتى أعمل بها لأساعده في المعيشة وأنا تزوجت منه على أمل أن أجد جداراً أحتمي به وظهراً أستند إليه ».وبعد رفضها وبشدة رغبته المتكررة بالإسهام بالمال ومساعدته وطلبها للطلاق وحصولها عليه الذي لم يكن الأهل على علم به وقبل أن تعود إليهم ذهبت لتجلس عند صديقة لها بضعة أيام كون أهلها يسكنون في منطقة أخرى وبعيداً عن سكنها ولكن ولسوء حظها شاءت الأقدار بعد تخلصها من زوجها ومن سوء معاملته لها وتعنيفها الدائم أن تقع في طريق هالك فبعد الضغط المستمر من صديقتها التي كانت مثال الرفقة السيئة انحرفت (ن.ع) وسلكت طريقا نعرفه جيداً يجلب المال بسهولة ولكنه يسلب أشياء أخرى تخلت لفترة عن أخلاقها لتجمع المال قبل أن تعود لأهلها مبررة ذلك بأن أهلها لن يقبلوا بها وهي مطلقة وحالهم مستور وأنه ليس بكيفها ولا مزاجها سلكت هذا المجال فلولا الظروف السيئة التي اعترضنها منذ طلاقها لما رضيت على نفسها هذه المهانة خاصة وأنها انفصلت عن زوجها بسبب الموضوع ذاته الذي كانت ترفضه بشدة ولم تستمر فيه لأنها لم تشأ أن يتواصل ما تعرضت له من مواقف كثيرة هي أشد سوءاً مما كانت تعانيه وهي في بيت زوجها.وبعد فترة ليست بالقصيرة رجعت إلى أهلها وشرحت لهم سبب طلاقها وما عانته وندمها من الزواج به وما فاجأها هو تقبلهم لها بصدر رحب ما أزاح قليلاً من الحمل الثقيل الذي كانت تحمله في صدرها والأمر الآخر تركته للزمن يعالجه ويمحوه من ذاكرتها وكلامها بصدق عما عانته من تجربتها الفاشلة تعتبره خروج شيء ثقيلاً كان عالقاً بصدرها فهي تقول أنها لجأت إلى الله كي يزيح همها وكربتها وبأنها أخذت عبرة مما مرت به في حياتها وأيقنت أن الاختيار المناسب سواء للزوج أو الأصدقاء أمر مهم فلولا حظها العاثر الذي رماها لزوج لا يخاف الله وصديقة لا تقدس معنى الصداقة ولم تحافظ على العشرة التي كانت تجمع بينهما واستغلت ضعفها واحتياجها لها بوقت شعرت فيه أن لا أحد لديها لما خاضت هذه التجربة المريرة ولولا رفضها وعدم انصياعها وراء الملذات لكانت الآن غارقة في الوحل ولربما أصيبت بخيبات أكثر في هذا الطريق ... تعاني المرأة فيه وتشعر بالمهانة والذل والاحتقار قبل أن يكون من أقل الناس فمن نفسها أولاً.[c1] ضحية ظروف قاسية أم أناس عديمي الأخلاق؟[/c]حقيقة تعاطفت مع هذه المرأة فمجرد اعترافها بخطئها ورجوعها عن الطريق الذي كانت ستسلكه لتسيء إلى نفسها أكثر هو دليل على عدم رضاها عما أقدمت عليه خاصة وأنها تخاف الله وتعلم جيداً مصير هذا الطريق وأن كل ما أوتي من حرام فهو حرام ولولا خوفها من ردة فعل أهلها وعدم قبولهم لها بعد الطلاق والذي جعلها تلجأ لصديقتها التي تعرفها لتفكر معها كيف تخبرهم بالأمر وتلقى نفسها تمشي طريق صديقتها غير السوي لما حدث معها ما حدث ويكفي أنها أفاقت سريعاً قبل أن تخطو قدماها أكثر في طريق لا رجوع منه ولم ترض بإهانة نفسها وضياع أخلاقها أكثر من ذلك ولولا يقيني بصدقها لما تعاطفت معها فأحياناً الظروف تجعل الإنسان ينصدم بمطبات كثيرة تختبر قدرته على الخروج منها بسلام أو لجوءه إلى الانحراف وطرق أخرى لتجاوزها فهذه ما هي إلا تجربة واحدة فقط من بين مئات بل آلاف التجارب الكثيرة التي تتعرض لها بعض النساء نتيجة الظروف أو العنف الممارس ضدهن سواء العنف الجسدي أو الاقتصادي أو ألاخلاقي. ولكم أن تحكموا هل هي ضحية ظروف قاسية أم أناس عديمي الأخلاق؟
|
ومجتمع
العنف الجسدي ضد المرأة أحد أهم أسباب الانحراف والطلاق
أخبار متعلقة