رغم تخوفهن من الهيمنة الرجولية
الرياض / متابعات:أوضحت تقارير مالية حديثة تفوق النساء في امتلاك الثروات على المستوى العالمي، وجاءت السعوديات في المقدمة بــ 50 مليارا بين أرصدة وعقارات ومجوهرات ، بينما بلغت أموال السيدات بدول مجلس التعاون مجتمعة 350 مليارا فإنها تمثل أموالاً مجمدة بنسبة 70 بالمائة وتحقق البنوك من خلالها الاستفادة الأكبر. حيث تغلب على المرأة العربية طبيعة الخوف من المغامرة في دخول مشروعات تهدف إلى تنمية الثروة ، باستثناء 15 في المائة في الحراك الاستثماري ضمن هذه القائمة المتخمة ، وبالرغم من ذلك فإن هذه الثروة لا تعني إيرادات مُضافة إلى جانب كونها تنحصر في نسبة محدودة من سيدات المجتمع ، وبالمقارنة تفوقت الأمريكيات في الوصول إلى المقدمة عالميا كأجور حيث أوضح استبيان مالي حديث شمل 481 رجلاً و19 امرأة، يعملون جميعهم مديرين تنفيذيين في أكبر 500 شركة في أميركا، أن متوسط دخل النساء يبلغ11.1 مليون دولار، فيما يكسب الرجال 9.8 مليون دولار وفق دراسة أجرتها وكالة نيردووليت ، والذي يعني أن المديرات التنفيذيات يتقاضين أجوراً بــ 12 في المائة أكثر من الرجال ، بالرغم من أن نسبتهن في هذه المناصب لا تتجاوز 16 بالمائة .وفي مجال الأرصدة فان ثروة الأمريكيات تماثل ضعف الخليجيات والعربيات والذي ارتفع خلال 3 عقود الماضية بالتشغيل الذي حقق هذه النتيجة كما هو في أوروبا والصين وروسيا ، ويضاف ذلك وفق مصادر اليوم الاقتصادي إلى هذه المفارقة التي كشفت البون الشاسع بالمقارنة بالوضع الخليجي لصاحبات الثروة من المليارديرات في الوقت الذي يستمر التخوف النسائي محليا من الإقدام على خطوات من شأنها تحريك الأموال النائمة في البنوك ، والإشارة إلى عوائد تتجاوز ما بلغته نظيراتها الغربيات، خاصة ان الظروف مواتية لخوض التجارب بضمانات الجدوى وتوفر المناخ للمنافسة في قائمة 1226 من بين النساء اللاتي رفعت نسبة أرصدتهن ، سواءً سيدات الأعمال أو الأغنياء بالوراثة والعصاميات اللاتي كافحن لتحقيق الثروة . وحسب خبراء الاقتصاد فإن سعوديات المليارات يستحوذن على جزء كبير من الثروة ، والتطلع إلى الفرص المتاحة في تحريك هذه الأموال بمحفزات تسهم دون شك في دفع عجلة التنمية وتضاعف من القدرات عبر تعزيز روح المبادرة بالاستثمار ، وفي المقابل فإنه على الرغم من أن سيدات الثروة ينحصر في 5 بالمائة من قوة العمل في القطاع الخاص ، كما أن معظم الثروات في المنطقة تكون موروثة ، وتعتقد الكثيرات بوجود القيود المفروضة ومحدودية مجالات الاستثمار، وهو ما يؤدي إلى انحصار الاستخدامات الأساسية لثروات النساء في أربعة مجالات هي النقد والعقار والمجوهرات مع نسبة ضئيلة من المستثمرات في مجال الأسهم ، والملاحظ عموماً أن المرأة تفضل الاستثمارات منخفضة المخاطر التي توفر دخلا ثابتا كالعقار والذي لا يعني في الاقتصاد التنموي الحديث شيئا يذكر ، وترجح الكثيرات وجود التخوف من الهيمنة الرجالية على قراراتهن الاستثمارية.