الافتتاحية
من حق كل إنسان أن يحلم.. لكن الأحلام تحتاج دائماً إلى قوة تنفيذية أو بمعنى أدق.. إلى أموال تنقلها من عالم الخيال إلى عالم الواقع.. ولهذا يعمل الشرفاء ليل نهار وكأنهم في سباق مع الزمن لتحقيق الحد الأدنى من طموحاتهم.. ويكتفي معظمهم بالستر باعتباره صار أعلى أماني الشرفاء فوق الأرض.. لكن هناك من تهزمه طموحاته وتغريه الأماني.. ويسبل لعابه أمام الإغراءات.. يحلم بالسيارة الفارهة، والفيلا الضخمة، ودفاتر الشيكات، وارصدة البنوك، هؤلاء يعرفهم الشيطان بالاسم والشكل والعنوان ولا يخطئ طريقه إليهم أبداً.. يحاورهم في جنح الظلام وتحت ضوء الشمس الشقة ضيقة والعيال كثير المرتب ضئيل والأعباء ضخمة.. الأسس كل همومه واليوم كله غم والغد ينتظر النكد على قارعة الطريق.. ولاتنتهي حوارات الشيطان أبداً حتى تقع الفريسة لكن هناك مواطنين قلبوا كل هذه الموازين رأساً على عقب منهم رجل دخل الامتحان الصعب زاره الشيطان في مكتبة بصحية امرأة جميلة حمل إليه الخبر الذي يضعف أمامه كثيرون ملايين الريالات تنتظر كلمة منه وورقة بتوقيعه ولحظة يدوس على ضميره (م،ع ) في وجه الشيطان.. تحداه وتحدى كل القوى الخفية في إغراءات هذه المرأة وعدته بسيارة شبح أو خمسة ملايين أختار الشرف باعتباره الثروة الحقيقية التي لا تقع عليها عيون ضعاف النفوس اختار اللقمة الحلال باعتبارها الطريق إلى بناء إنسان شريف يتمثل في أفراد أسرته اختار الضمير الحي الذي لايفسد عليه حياته وهدوءه ونومه... وبحسبة بسيطة إنه رجل ذو معان مستقيمة وستظل هذه الكلمات بين الإنسان الجشع والإنسان ذوي الضمير الحي.