إن المخدرات من أخطر الظواهر الصحية والاجتماعية التي يواجهها مجتمعنا المعاصر وقد عرفت منذ زمن بعيد أن حجم مشكلات الإدمان لا يتصوره أحد وهي تدفع الشباب إلى حالة من الجنون لا يستطيع معها أن يعرف أي فرد يراه أمامه ولا تستغرب إذا سمعت عن قتل مدمن لأمه وأبيه وأخيه لأن السبب سوف يكون ( أنه قتله بسبب المخدرات وإدمانها ) وكم من الحوادث والجرائم وقعت من قبل المدمنين للحصول على قيمة المخدرات ولذا فإن العلاقة بين الجريمة والإدمان علاقة وطيدة فالإدمان مرض يذهب بالعقل ويحدث انفصاماً كلياً بين العقل والجسد يصبح فيه الجسد هو المسيطر على سلوكيات الشخص لحثه على الحصول على المخدر بأي ثمن، مهما كان باهظاً حتى لو دفعه الأمر إلى ارتكاب جريمة. في هذه الحالة لاشيء يهم أمام المريض بالإدمان سوى الحصول على المادة المخدرة. سيطرة تلمه من جانب المخدر وعبودية مطلقة من جانب المدمن.. وللوصول إلى هذه المرحلة من الإدمان يجب أن يمر المدمن بمرحلتين هما: أولاً : مرحلة العقود : حيث تظهر الأعراض على متعاطي المخدرات بهيئة إلحاح جسدي شديد لزيادة الجرعة الدوائية ويشعر المريض بمفعولها الذي تعود عليه من قبل. ثانياً : مرحلة الاعتماد الدوائي : ويوجد نوعان من الاعتماد الدوائي هما :أ- الاعتماد النفسي الذي يولد رغبة ملحة لتناول العقار بصورة مستمرة لتحقيق اللذة النفسية أي الإحساس بالسعادة والاسترخاء والإدمان والثقة أو لتجنب الشعور بالقلق ومن أمثلة هذا النوع الحشيش، القات، الماريجوانا والافتيتامين. ب- الاعتماد الجسدي ( العضوي ) وهي المرحلة التي يصبح الجسم فيها متكيفاً مع المادة المخدرة بعد ما صارت جزءاً لايتجزأ من الجسم، وفي هذه الحالة عندما يتوقف الشخص فجأة عن تناول العقار تظهر أعراض انسحابية كئيبة للغاية ومن أمثلة هذا النوع ( الهيروين ، الكوكايين ). والإدمان على المخدرات أيا كان نوعها ومادتها أو صنفها يفتك بالإنسان أولاً ويدمر حياته ويسلبه صحته وماله وقبل كل شيء عقله ثم يفكك مجتمعه الصغير ( أسرته وأولاده ) وقد يجعله يعتدي على والديه وعلى إخوانه وأخواته لأنه في حالة الهيجان ولا يستطيع التفريق بين من حوله فهو يدمر كل ما يقع تحت يده ولكي يحصل على هذا الدواء الخبيث لابد أن يحصل على المال ولأن هذه السموم لاتوجد إلا في أماكن قليلة وتباع بالسر خوفاً من رجال مكافحة المخدرات فإنها تباع بأسعار عالية جداً ما يجعل المدمن يسرق وأول من يبدأ سرقتهم أهله. ثم قد يصل به الحال إلى بيع شرفه وعرضه من اجل الحصول على المال لكي يشتري المخدرات هذه هي المخدرات التي تحول الإنسان السوي إلى شخص غير سوي كل ذلك من اجل أن يتعاطاها إنها آفة العصر بما تحمله الكلمة من معنى.
|
اشتقاق
آفة العصر
أخبار متعلقة