نبض القلم
كان (صلى الله عليه وسلم ) يقوم الليل حتى تنتفخ قدماه وتتفطر، فتعجبت السيدة عائشة (رضي الله عنها ) من ذلك، ففاتحت الرسول، فأجابها قائلاً: ( أفلا أكون عبداً شكوراً ). حدثت السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) بأعجب شيء راته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فقالت: لما كان ليلة من الليالي، قال: يا عائشة، ذريني أتعبد لربي، قالت: والله إني لأحب قربك، وأحب ما سرك، قالت: ثم قام فتطهر ثم قام يصلي، قالت فلم يزل يبكي حتى بل حجره، ثم بكي، فلم يزل حتى بل لحيته، ثم بكى فلم يزل حتى بل الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله، لم تبكى؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: أفلا أكون عبداً شكوراً، لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ( إن في خلق السماوات والأرض.. ) الآية كلها. في صيامه، كان (صلى الله عليه وسلم ) يحرص على مايلي: -1 في الفطور والسحور : يحرص على تناول الإفطار والسحور. يعجل في الإفطار حيث كان يفطر قبل أن يصلي المغرب. يؤخر في السحور، حيث كان يتناوله قبل أذان الفجر بقليل. كان فطورة على رطب أو تمر أو ماء. كان متواضعاً في فطوره وسحوره. -2 من دعائه عند الإفطار : عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إذا أفطر قال: ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله. -3 سواكه حال الصيام : عن عامر بن ربيعة ( رضي الله عنه ) قال: (رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ما لا أحصي، يتسوك وهو صائم ).-4 صبه الماء على رأسه عند اشتداد الحر وهو صائم : عن أبي بكر بن عبدالرحمن، قال: عن بعض أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال: لقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بالعرج يصب على رأسه الماء وهو صائم، من العطش أو من الحر). -5مضمضته واستنشاقه وهو صائم : عن لقيط بن صبرة (رضي الله عنه ) قال:... فقلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء، قال: ( أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ). -6 يجمع بين الفطر والصوم في السفر : عن طاؤوس عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) قال: سافر رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في رمضان فصام حتى بلغ عسفان، ثم دعا بإناء من ماء فشرب نهاراً ليريه الناس، فأفطر حتى قدم مكة. وقال ابن عباس: صام رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في السفر وأفطر، فمن شاء صام ، ومن شاء أفطر. -7 قيامه الليل في رمضان : كان (صلى الله عليه وسلم ) لم يزد في قيامه على إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، كما في حديث زوجته عائشة (رضي الله عنها ) قالت: ما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة. لم يكن يقوم الليل كله بل كان يخلطه بقراءة القرآن، ففي حديث عائشة (رضي الله عنها ) قالت: ولا أعلم نبي الله (صلى الله عليه وسلم ) قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليله حتى أصبح، ولا صام شهراً كاملاً غير رمضان). -8 وكان (صلى الله عليه وسلم ) حريصاً على تحري ليلة القدر وقيامها، ومما ورد في تحريه (عليه وسلم ) ليلة القدر، حديث أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه ) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( إني اعتكفت العشر الأولى التمس هذه الليلة، ثم اعتلفت العشر الوسطى، ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر ، فمن أحب منكم أن يعتكف، فليعتكف، فاعتلف الناس معه ) رواه مسلم. -9كان (عليه السلام ) يغتنم شرف الوقت، فيكثر من تلاوة القرآن في رمضان ومما جاء في ذلك حديث ابن عباس ( رضي الله عنه ) أن جبريل (صلى الله عليه وسلم ) كان يلقاه كل ليلة في رمضان يعرض عليه النبي (صلى الله عليه وسلم ) القرآن، ومما قيل في ذلك أن جبريل كان يتعاهد في كل سنة فيعارضه بما نزل عليه من رمضان إلى رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه به مرتين ( فتح الباري ). 10 -كان (عليه السلام ) يكثر من البر والصدقة في رمضان، فقد ذكر ابن عباس ( رضي الله عنه ) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن.كانت تلك بعض أبرز ملامح شخصية النبي محمد صلى عليه وسلم في رمضان، وكيف كان (صلى الله عليه وسلم ) يحيى أيام وليالي رمضان، أوردتها هنا لنحذو حذوها في حياتنا المعاصرة. [c1] خطيب جامع الهاشمي بالشيخ عثمان [/c]