* تظل القاضية/ نورا ضيف الله رئيسة الاستئناف بعدن الرمز العدني الصامد وغير المهادن، وهي بحق امرأة بألف رجل وأكثر، ليس لأنها جادة وحقانية ولا تهادن في سبيل الحق، بل لأنها نسمة من نسمات الخير والعطاء، فهي وعدن وجهان مشرقان.. لا غنى لأحدهما عن الثاني، وأي إجراء لتغيير موقع عملها يعني توجيه طعنة للقضاء والعدالة وإنسانية الإنسان في عدن.. وهو ما سيؤدي إلى الاستخفاف بنساء عدن قبل رجالاتها، إن هم فرطوا في القاضية العدنية التي لا تطمح ولا يمكن إجبارها على ترك وظيفتها لتحال إلى صنعاء نفياً وليس ترقية..وهل بعد هذه السنين التي قضتها في خدمة العدالة وإنصاف الناس تتم مكافأتها بالنفي.. في آخر أيام عمرها المديد لتغترب من جديد وتترك نسمات صيرة والغدير وسوق الطويل والزعفران والمعلا والشيخ عثمان وشماريخ جبل شمسان الأبي.. * لقد تم استهداف القاضية نورا وهي لم تكمل ثلاث سنوات في هذا المنصب، في وقت لدينا مسؤولون منقولون من صنعاء وغيرهم بلغ بهم العمر عتيا، ومازالوا يمارسون مهامهم ولم يمسسهم التغيير.. ولربما أن القاضية نورا ـ الله ينور عليها دنيا وآخرة.. قد وقفت حجر عثرة أمام الفساد.. ولايجب على أي رجل قضاء ونيابة ومحاماة السكوت والرضوخ بشأن ما يجري لعدن وكفاءاتها النسوية.. خاصة.* أتساءل أنا.. هل رئيس الجمهورية مقتنع بما يجري وقد علمنا أنه رفض التوقيع على قرار نقل القاضية نورا إلى صنعاء.. ثم أتساءل أيضاً: هل النائب العام وهو صاحب القرار الذي غير موقعها.. هل لو كانت نورا من أهله وأقاربه..هل سيوافق على تشريدها من مدينتها وأهلها وناسها ومجتمعها الذي لا تقوى على العيش بدونه أبداً؟!.* الحقيقة نحن لسنا ضد التغيير.. لكن ليس بهكذا أسلوب يرتكب في حق عدن ونسائها وكفاءاتها النادرة.... نور اشراقة وابتسامة عدن.. فهي وأسرتها بسنها الحالي لا يمكن لهم العيش إلا في عدن ببحرها وجبلها وناسها وكل ما فيها من أشياء جميلة.. وعلى النائب العام أن يراجع قرار نفيها ويجعل من قضية هذه العدنية النزيهة، المخلصة التي هي إنسان عين كل عدني مبصر، قضية رأي عام وإن استهدافها إنما هو استهداف لعدن وكل من فيها..وعلى رئاسة الجمهورية والحكومة عدم السكوت إزاء أعلام عدن الأوفياء.. * وللنائب العام، ورئيس القضاء الأعلى الذي أخذ الماجستير في عدن نقول: يا قاضي عصام السماوي راجع النائب العام، فأنت قد عشت زمناً في عدن وتعرف مكانة أهلها وتآزرهم، وتعلم أن نورا هي النور الذي به نرى الأشياء.. وأن نقلها سيكون مثلبة عليكم قبل غيركم.. ولنورا ضيف الله: تأكدي إنك بين آلاف المؤيدين لك بقوة الحق والعدل والقانون.. ولن يخذلك أهالي عدن بكل شرائحهم وفئاتهم.. وستبقين رمزاً لنا نفخر به ونباهي.. إن شاء الله.* ورمضان كريم..
نور عدن بألف قاض
أخبار متعلقة