الافتتاحية
هذه ليست مجرد جريمة قتل عادية!!.. بل هي مجموعة من الجرائم المعقدة فالقاتل هو ابن القتيلة وأقرب الناس إلى قلبها.. والأقراص المخدرة والخمر هي الفاعل الحقيقي في الجريمة البشعة واستخفاف الجاني بما اقترفته يداه.. نعم الجريمة ليست عادية بل هي نموذج يستحق الدراسة والتأمل والبحث في الجذور الاجتماعية والإجرامية للجاني الذي مات قلبه قبل أن يقتل والدته. هدية ( م،ح،ع )- وهو أحد النازحين من أبين- لأمه فاقت كل الخيال.. رد على حبها وحنانها وخوفها عليه من الضياع برميها من الدور الثالث وكذلك رمي زوجته الحامل في الشهر الثامن، ولكن الزوجة عاشت. وقعت هذه الحادثة المثيرة في إحدى مدارس منطقة الشيخ عثمان، استجمع الجاني أعصابه وألقى مشاعره جانباً ووقف يراقب نتيجة جريمته.. أي عقاب يستحقه (م) بعد أن قتل من غير حق أمه العجوز كما رمى زوجته الحامل ومات ابنه الذي في بطنها؟!.. إنها جريمة لايصدقها عقل ولايقبلها قلب.. الجاني جسد بلا مشاعر لايعرف الرحمة ولايملك ضميراً. . هذه التصرفات لم تكن مألوفة لدى مجتمعنا لكنها برزت بعد ظهور تعاطي شبابنا الحبوب المخدرة وهم لا يدركون أثرها عليهم.. إن الإدمان علي المخدرات يدفع الشاب إلى حالة من الجنون لا يستطيع معها أن يعرف ماذا يقول أو يفعل، ولا تستغرب إذا سمعنا عن قتل من متعاطٍ لأمه أو أبيه مثل هذه القضية، وكم من الحوادث والجرائم ترتكب من قبل المتعاطين لهذه الحبوب.. لهذا نوجه نصيحة لأبنائنا وشبابنا بالابتعاد عنها حتى يعيشوا آمنين مطمئنين.