ابتسام العسيري على مد البصر خطوط طويلة من المفارش والبسطات التي تعج بما لذ وطاب من المأكولات الخاصة بوجبة الإفطار بعدن ، يبدأ الباعة بعرض بضاعتهم من بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس ، وتعج الأسواق في هذا الوقت بالمتسوقين وباعة الفواكه والخضروات في مشهد رائع يبعث في النفس شعورا بالدفء و روح التآلف والتكافل الاجتماعي .مازالت وجبة الإفطار العدنية تحتفظ بهويتها بالرغم من روح التغيير التي طغت على كثير من العادات الاجتماعية والغذائية فيها التي جاءت إلينا سواء من الخارج عبر القنوات الفضائية او من المحافظات الأخرى .فهاهو الأخ نعمان علي سعيد ياسين الشميري من محافظة تعز (مقبنة) يؤكد وبحماس أن السمبوسة والباجية هي أم الوجبات على مائدة الإفطار بعدن، كذلك اللبنية والشربة وعصير الليمون بحكم أن الجو حار ، وقال الأخ نعمان : إن وجه الاختلاف في وجبة الإفطار بتعز عن مدينة عدن هي أنها بتعز في الغالب لحوح وحقين وسحاوق والعصائر عبارة عن عصير المانجا والفواكه المشكلة والشعير ..أما الأخ حيدر حسين العقربي فتحدث بملل قائلا “ وجبة الإفطار بعدن لم تختلف من زمان حتى الآن ففي كل عام نفطر على تمر وسمبوسة و باجية وفواكه ، مثل الحبحب والرمان والموز” .جلال قعطبي الذي يبيع الحقين الحار، وهو عبارة عن قطيب (زبادي) وثوم ولبن وفلفل اخضر ، يتم مزجه باللحوح لصنع الشفوت ، فيقول لم تختلف وجبة الإفطار في عدن عن زمان ، “ بالنسبة للعصائر ربما اختلفت فزمان كان (السانكويك) و(الفيمتو) عصائر مفضلة على وجبة الإفطار ولكن ارتفعت أسعارها وكما تعلمون في البيت الواحد أكثر من فرد وهذا مكلف كما أن رمضان صار يأتي في أشهر الصيف ما جعل العصير المفضل والأرخص هو الليمون .بدت على وجهه معالم الزمن الجميل في عدن البائع جمال إسحاق عبد الكريم تعج بسطته بمختلف الأكلات العدنية من (سمبوسة - باجية - بنت الشيخ - فلوري - مدربش - مقرمش - خمير - ..) يقول الأخ إسحاق « يفطر الناس في عدن عادة على الشفوت واللبنية والبدنج والكاتلكس والشربة ، و لم تختلف من زمان حتى الآن هذه الوجبة بالرغم من روح التغيير» وحين سألناه عن ماهية الأكلات التي يبيعها قال “ هناك سمبوسة حالي وسمبوسة بالخضروات ، وخمير ( صابح ) يتم تناوله على لبن ، وهناك باجية على دجرة صافي وباجية على كشري على فول على عدس ، وهناك كاتلكس على دقة وبطاط وبصل كشنة كاملة ، فلوري بطاط وفلوري فلفل اخضر ، ومدربش على دجرة وبصل وحوائج ومدربش صافي ( مقرمش) .كان منظرا جاذبا لاحظناه أثناء تجولنا هو منظر بائع الشتني ( الفلفل الأخضر) أحمد الذي يقول “ يتناول الناس عادة مع السمبوسة والباجية سحاوق وهي عبارة عن فلفل اخضر مع طماطم وكبزرة ، اقوم بسحقها معا بواسطة الماكنة ومن ثم أوزعها في أكياس بلاستيكية. ويقول الطفل هشام الذي يبيع بنت الشيخ عن هذه الأكلة “ هي عبارة عن طبخة يتم عملها من دقيق وبرد ومن ثم يتم قليها وعمل الشيرة ، كما أن هناك السمبوسة الحالية التي تعمل من المكسرات والزبيب واللوز وهي من حلويات الافطار في رمضان” .ولأن وجبة الإفطار لا تخلو من التمر كان لزاما ان نعرج على بائع التمور بكريتر جلال علي محمد احمد غالب ، صاحب محل للتمور الذي قال : “ يفضل الناس شراء التمور السعودية ولا يفضلون شراء التمور اليمنية لأن بها أحجارا ، وتبلغ قيمة الصفيحة 11 ألف ريال والمتوسط 9 آلاف ريال و8 آلاف ، وسعر الكيلو 600 ريال ، تمور البركة السعودية، وهناك تمور إماراتية وعراقية .[c1]لحوح الخالة خميسة [/c]وفي طريقنا وجدنا صدفة الخالة خميسة بائعة اللحوح التي تفتخر باللحوح الذي تبيعه إذ قالت “ مكونات اللحوح الذي أبيعه هي حبوب الطعام والدجرة والهند والدخن اقوم بعجنه واشتيه ( أأضع الخميرة عليه ) ومن ثم اتركه لمدة ساعتين وأقوم بطهيه ، أبيع الحبة بأربعين ريالا ، واكسب من وراء بيعه قوت يومي بالكاد» .
|
رمضانيات
السمبوسة والباجية نجوم مائدة الإفطار الرمضانية بعدن
أخبار متعلقة