الافتتاحية
ليست عدن وحدها محط اهتمامنا ومحور تركيزنا، بالملاحظة والانتباه والمتابعة ولا يجب أن تكون كذلك بالقصد أو بالصدفة وبالوعي أو بالغفلة... بل اليمن كلها بجميع مدنها وقراها على طول البلاد وعرضها من الجنوب حتى الشمال هي بالفعل بؤرة الاهتمام ومحل التركيز وموقع لرصد وتسجيل الظواهر والمتغيرات بالسلب والإيجاب وقد يكون لعدن - وهذا حقها - معنى ووزن خاص عند كل اليمنيين بحكم الموقع والتاريخ وتفاعل الأحداث في الزمان والمكان.. ومن الطبيعي أن يفرض هذا المعنى وذلك الوزن نفسه على كل الأذهان والعقول. وقد يكون لعدن، وهذا واقع، مكانة متميزة في قلوب اليمنيين وموقع متفرد في وجدانهم لكونها تفتح ذراعيها لكل اليمنيين وتضم في أحضانها الجميع.ولكن وبالرغم من المكانة والموقع فنحن لاننسى ويجب ألا ينسى الآخرون أن عدن جزء من الكل وأن لها مثل ما للمحافظات الأخرى، وعليها مثل ما عليها كل حسب طاقته وكل قدر احتياجه من الخدمات والإنتاج والرعاية ويجب ألا تشدنا خصوصية المعنى والوزن ولا تميز المكانة وتفرد الموقع بعيداً عن الاهتمام ببقية مدن وقرى اليمن ومتابعة ورصد ما يقع فيها من وقائع وتطورات .. كما يجب الا يغرقنا ذلك الكم الهائل من لتفاعلات والإحداث التي تقع في عدن كل يوم بحيث لا نلتفت بالقدر الواجب والمعقول إلى تفاعلات وأحداث هامة تقع في كل لحظة في عدن وصنعاء هي بالقطع أكثر خطورة وأعمق أثراً على حاضر عدن ومستقبلها لذلك فقد بدأنا في صفحة الأمن والحوادث حملة صحفية ترصد وتسجل بالصورة والكلمة، الأحداث والظواهر في محافظة عدن في محاولة لرسم صورة للواقع بلا تجميل ولا تزييف من آراء الشباب والشابات وتفاعل الموقف والأحداث.. وقد يتصور البعض أننا فتشنا عن السلبيات فقط وركزنا عليها.. ولهم نقول إن في عدن إيجابيات كثيرة مضيئة وندرك أن هناك شرفاء كثيرين في كل مكان ونعلم علم اليقين وجود عدد هائل من الجنود المجهولين يعملون من اجل الجميع، ولكننا نعرف في نفس الوقت أن هناك قصوراً في بعض المواقع وتقصيراً في البعض الآخر وأن الصورة ليست وردية بالكامل.. ولهم نقول أيضاً إننا نقلنا بأمانة ما وجدناه على أرض الواقع بلا مبالغة أو تجميل وإننا لا نتصيد الأخطاء ولم نفتعل السلبيات ولكننا سلطنا عليها الضوء بهدف القضاء عليها.