الشهيد البطل اللواء سالم علي قطن
العميد/ محمد حمود القحم :كان صباح يوم مشؤوم لي ولغيري من القادة العسكريين والأمنيين والضباط والصف والأفراد ممن عرفوا وعملوا مع الشهيد البطل اللواء ركن/ سالم علي قطن، عندما تلقيت نبأ استشهاده ورحيله المبكر وصدقت لهذا الخبر المشؤوم.. وتمنيت من الله عدم صحة خبر استشهاده.. ولكن مشيئة الله أرادت أن تكتب له الشهادة.. ويلفظ أنفاسه الأخيرة ويسلم روحه لخالقها ويختتم حياته بعمل خير لتقديم مساعدة كعادته، لكنه لم يكن يعلم أن طالب المساعدة مجرم وخسيس فجر نفسه لينال من حياة أحد خيرة القادة الوطنيين البطل الجسور اللواء/ سالم قطن رحمه الله.لقد تشرفت بمعرفة وبزمالة الشهيد اللواء/ سالم علي قطن خلال الفترة من عام 97 - 99م حينما كنت مديراً لأمن محافظة صعدة، وكان الشهيد اللواء سالم قطن مكلفاً من القيادة السياسية بقيادة محور صعدة خلال الحرب التي شهدتها صعدة، ووفقاً لمهام الشهيد قطن العسكرية كان وبشكل متواصل يترأس اجتماعات قادة الألوية والوحدات والأجهزة الأمنية لدراسة الموقف في جبهات القتال.. وكان الشهيد قطن رحمه الله من القيادات العسكرية النادرة، ويمتلك كافة الصفات المهنية القتالية والإدارية ولديه الخبرات المتراكمة التي أهلته لوضع الخطط العسكرية والمعالجات لتجنيب المقاتلين الإصابات إلى جانب حرصه على الحفاظ على حياة المواطنين وممتلكاتهم من الخسائر الناجمة عن الحرب.. وحرصه الشديد على زيارة وتفقد المقاتلين بشكل متواصل ومدى جاهزيتهم القتالية وحرصه على بتلبية احتياجاتهم.. ورغم مخاطر زياراته المتعددة للمقاتلين كان يؤكد لنا أن الحياة والموت بيد المولى وعلينا أن نقوم بواجبنا للوطن دون خوف.ويمتلك الشهيد اللواء ركن/ سالم علي قطن كافة صفات القائد العسكري ويستطيع تقييم المواقف العسكرية والأمنية بكفاءة عالية.. ويمتلك الشجاعة العقلانية والمعنويات العالية خلال سير المعارك أو المجابهات ومن صفاته الهدوء وعدم الارتباك في كافة المسائل من خلال تخاطبه وتوجيهاته للوحدات التي يقودها.. وينعكس ذلك إيجابياً ومعنوياً على من حوله من القيادات والضباط وأيضاً الأفراد برفع معنوياتهم في أداء مهامهم العسكرية بشكل دقيق وفقاً للأهداف المرسومة.. وكان يرحمه الله رغم المسؤولية الكبيرة التي كان يتحملها يتسم بالتواضع الكبير مع كافة المستويات، ولا يحب التمظهر.وكان يصطحب معه مجموعة محدودة جداً من المرافقين رغم خطورة الموقف في صعدة حينها، بالمقارنة مع الآخرين من المجالس المحلية أو مدراء العموم وقادة الوحدات الذين تحت إمرته يتحركون بموجب عدد من المرافقين المسلحين.. رغم نصح الكثيرين له بأهمية زيادة أعداد المرافقين له حرصاً منهم على حياته.. وكان رده بعبارة (يا رفيق أويا رفاق.. الموت والحياة بيد المولى ولا يكمل إلا من كمل يومه) وكان رحمه الله شجاعاً وجسوراً يؤمن إيماناً كاملاً بقضاء الله وقدره، وصادقاً مع النفس ومع الآخرين، ووفياً بوعوده. نم قرير العين أيها الشهيد البطل سالم قطن ويتغمدك المولى بواسع رحمته وغفرانه وستظل عنواناً نتذكرك كمناضل وطني مدى الحياة ونحكي للأجيال سجل مشوارك الحافل بالبطولات والوفاء لليمن أرضاً وإنساناً.. ولا نامت أعين الجبناء الذين لقنتهم درساً واختتمت حياتك بطردهم من أبين الشموخ والبطولة.. وبوابة الحفاظ على وحدتنا المباركة. [c1]* مدير أمن محافظة ريمة[/c]