مؤسسة بسمة لذوي الاحتياجات الخاصة تعتمد الرياضة في تعليم الأطفال المعاقين
لقاءات وتصوير / بشير الحزميكأسلوب تعليمي جديد أدخلت مؤسسة بسمة لذوي الاحتياجات الخاصة منهج التعليم باستخدام الرياضة للأطفال المعاقين.. وقد تعاقدت المؤسسة مع شركاء الرياضة الدوليين وهي شركة أمريكية متخصصة في هذا الجانب على إقامة العديد من ورش العمل التدريبية لمعلمات وأمهات وأسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .. صحيفة (14أكتوبر) التقت على هامش إحدى هذه الفعاليات بعدد من منظمي ومعلمات وأهالي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة واستمعت إلى آرائهم حول طبيعة الورشة وأهمية استخدام الرياضة في تعليم الأطفال المعاقين ومدى تقبل هذا النوع من التعليم لدى هؤلاء الأطفال .. فإلى التفاصيل:الأخ هشام سيلان مدير عام مؤسسة بسمة لذوي الاحتياجات الخاصة قال: لقد لمسنا بمجرد انتهاء هذه الدورة أن تفاعل المعلمات وأمهات الحالات كان ايجابيا جدا وقد استفادوا كثيرا من الدورة من حيث البرامج والتمارين الرياضية والأداء واكتسبوا خبرات ومهارات وإن شاء الله سيطبقونها على مستوى الحالات وتعطي معهم نتيجة.وأكد سيلان أهمية الرياضة للشخص السليم والمعاق وقال إن أي ربط بين المناهج سواء كانت دراسية أو تربوية مع الأساليب الرياضية أو التمارين الرياضية سيفتح مدارك ومفاهيم الأسس التربوية عن طريق الرياضة كون الرياضة شيئا مهماً للحالات بشكل عام سواء كان السوي منهم أو المعاق.وأوضح أن المؤسسة ومن خلال الدورة قامت بإعداد برامج معينة ضمن برامج الاولمبياد وسيكون التدريب عليها كمراحل كل مرحلة لها برنامج معين آخر والمرحلة الثالثة برنامج . والتدريب سيكون عندنا في المؤسسة ثم سنبعث حالات للتدريب خارج المؤسسة بإشراف الشركة الأمريكية الرياضية التي أقامت الدورة التدريبية هذه.وأعلن عن ترحيبه بأي منظمة أو شركة رياضية ستدعم الجانب الرياضي المهم الذي من خلاله تتم الاستفادة سواء لحالات المركز أو لحالات المعاقين خارج المؤسسة ونحن إن شاء الله على تواصل دائم مع الشركة الأمريكية أو أي مؤسسات أخرى ونحن الآن نبحث عن مؤسسات جديدة تهتم بهذا الجانب سواء كان الجانب الرياضي أو الاجتماعي أو التثقيفي سنتواصل مع مؤسسات كثر وإن شاء الله سيكون هناك تعاون مثمر في المستقبل يخدم شريحة المعاقين ، موضحا أن الورشة التدريبية قد شهدت تفاعلا ايجابيا بين الأمهات والمعلمات وقد تمت الدورة بنجاح تام وكان تفاعل الأمهات ايجابيا جدا.[c1]تعاون وشراكة[/c]أما الأخ كيفن برادلي جرهام مدير عام شركاء الرياضة العالميين في اليمن فقد قال لقد خرجنا من هذه الورشة التدريبية بانطباع جيد جدا وقد سعدت جدا بالتسهيلات والإمكانيات الموجودة في المؤسسة وأنا معجب كثيرا بالمعلمين وفعالية النشاط الذي يمارس في المؤسسة وقد كانوا نشيطين وطرحوا العديد من الأسئلة الجيدة التي تفيدهم في عملهم . وأضاف بقوله: نأمل أن تكون العلاقة بين المعلمين وأولياء الأمور اقرب ويعملوا مع بعض حتى يتمكنوا من مساعدة الطفل ذي الاحتياج الخاص بشكل أسرع وأفضل ولفترة أطول ، مشيرا إلى أن الفريق التدريبي الأمريكي قد أعرب عن إعجابه بالمعرفة والقدرات الموجودة مسبقا في المؤسسة لدرجة أنهم عندما وصلوا إلى المؤسسة اضطروا إلى تغيير بعض المواضيع التي كانت مدرجة في برنامج التدريب بسبب ما رأوه من تقدم للمعلمين في المركز حيث كانوا في موقع أفضل مما توقعوه.وأوضح أن الفريق التدريبي الأمريكي قد تطرق خلال البرنامج التدريبي إلى العديد من المواضيع المهمة منها العلاقة بين أولياء الأمور والمعلمين والتشديد على أهمية هذه العلاقة ومناقشة كيفية استخدام استراتيجيات متعددة للتعامل مع المشاكل السلوكية.وقال كيفن إن كل فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة يكون مختلفا عن الآخر ولكل شخص حتى يستطيع أن ينجز العمل معالجة خاصة ولكن خلال التمرين يجب أن يكون هناك جو من المرح حتى يعملوا لفترة أطول وتكون هناك إرادة ورغبة للقيام بذلك لأن هناك العديد من الأطفال لا يرغبون بعمل أي شيء لكن إذا استخدمنا الرياضة لكي نخرجه إلى جو المرح سوف يقوم بالعمل الذي يجب أن يعمله وهذا سيساعدهم في تحقيق وإحراز النجاح في حياتهم لذلك نؤكد أن الرياضة مهمة جدا ومن المهم جدا أن يتمكن الطفل المعاق من اللعب والنجاح أيضا حتى الأشياء البسيطة التي نقوم بها هي بداية للنجاح ومنحهم ثقة بأنفسهم حتى يستمروا وينجزوا بشكل أفضل ، متمنيا أن تتوطد العلاقة بين الشركة الأمريكية والمؤسسة ونستمر في ممارسة هذه التمارين بالنسبة للرياضة وبالنسبة للنقاشات في الفصل من قبل المعلمين.[c1]مواضيع جيدة[/c]من جانبها قالت الأخت زمزم الحمادي احدى المعلمات المشاركات في الورشة التدريبية إن المواضيع التي طرحت في الورشة التدريبية جيدة وممتعة لنا والحمد لله أنني كنت من ضمن المشاركات فيها وكنا بحاجة ماسة لها خصوصا أنها ركزت على التوحد الذي حتى الآن لم يكتشف علاجه وما هو سببه ومع الوقت تأهيل الطفل من صغره لأنه كلما تحسن كان أداؤه أكثر، والمدربون الأمريكيون أضافوا لنا لمسات طورت إمكانياتنا ومهاراتنا.وأكدت زمزم الحمادي أهمية استخدام الرياضة في تعليم الأطفال المعاقين للتفاعل الاجتماعي وبخاصة طفل التوحد لأنه لا يتوفر لديه تفاعل سواء بلغة العيون أو بلغة الجسد والتمارين تخرجه من الحالة التي هو فيها إلى العالم الذي نريده أن ينطلق له ، موضحة أن الدروس والمهارات التي اكتسبت خلال الدورة سيتم تطبيقها في ميدان العمل وسيتم استخدامها في تعليم الأطفال في المؤسسة. ولفتت إلى أن الفريق الأمريكي قد أضاف إلى غرفة التوظيف العصبي المخصصه للطفل الذي لديه حركة زيادة أو قلة التركيز في المؤسسة بعض الأشياء في الشم أو التذوق ضمن برنامج الاضاءات والأصوات والأجراس. وقالت إن هناك عددا من الأطفال المعاقين الموهوبين يمارسون الرياضة بشكل ممتاز ولهم القدرة على تطوير مهاراتهم ويمكن أن يصلوا من خلال التدريب إلى الاولمبياد .[c1]مهارات عديدة[/c]أما الأخت رحاب العريقي معلمة لذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسة فقد تحدثت وقالت: لقد استطعنا خلال الدورة توظيف المهارات التي هي أساسا موجودة عندنا و لم نكن نركز عليها حيث تمكنا من تطويرها وأضفنا لها أشياء جديدة استفدنا منها كثيرا وإن شاء الله نستطيع أن نطبقها مع الحالات الموجودة هنا في المؤسسة كي يستفيدوا منا أشياء كثيرة ، موضحة أن الدورة قد أكسبتها مهارات في عمل تمارين الرقبة وتمارين بالكرسي لتحريك القدم وغيرها من التمارين التي سنمارسها مع الأطفال المعاقين في هذه المؤسسة .وأشارت إلى أن هناك العديد من التمارين الرياضية التي يتم ممارستها مع الأطفال المعاقين منها تمارين تركيز وانتباه وتمارين حماية وتمارين حبو وتقلب ومهارات استقلالية وربط حزام ورفع تسطيح وغيرها بالإضافة إلى التعليم على كيفية استخدام أدوات الأكل وكيف يعتمد على نفسه ، مؤكدة أهمية استخدام الرياضة في تعليم هؤلاء الأطفال ليستطيعوا أن يثبتوا ذاتهم في الرياضة لأنهم في الأصل موهوبون ولكنهم بحاجة إلى من يدعمهم وينمي مهاراتهم.[c1]التعامل مع الطفل[/c]ومن أولياء أمور الطلاب المعاقين تحدثت الأخت أم مهند العصري احدى المشاركات في الدورة وقالت: لقد استفدت كثيرا من هذه الدورة في كيفية التعامل مع ابني وما هو السلوك الخاطئ الذي امنعه منه والسلوك الصحيح الذي يجب أن يمارسه . كما استفدنا كثيرا من كيفية تعزيز العلاقة بيننا كأمهات للأطفال وبين المعلمات وضرورة أن يكون هناك تواصل بيننا ومناقشة كل ما يتعلق بالأطفال وكيفية التعامل معهم ، موضحة أن فريق التدريب كان ممتازا ولديه مهارات عالية في التدريب وإيصال الرسالة المطلوبة .وقالت إن ممارسة الرياضة للأطفال المعاقين مهمة جدا فالذي لديه نشاط زائد يفرق الطاقة التي عنده والذي لا يستطيع أن يتحرك يتقوى من أجل أن يتحرك وهكذا وهناك رياضة مهمة للتركيز والذهن ، معربة عن شكرها وتقديرها للمؤسسة لما تقدمه من خدمات تعليمية وعلاجية للأطفال المعاقين وبمستوى رائع .[c1]فائدة كبيرة[/c]وتشاطرها الرأي الأخت تهاني احمد قريبة احد الأطفال المعاقين ومشاركة في الدورة بأن الفائدة من الدورة كبيرة وقد تم اكتساب مهارات عديدة في كيفية التعامل مع الأطفال المعاقين داخل المنزل وعززت علاقة أولياء الأمور بالمعلمين في المؤسسة لما فيه مصلحة الطفل ، موضحة أن هناك تحسنا ملموسا في حالة قريبها الموجود في المؤسسة من خلال التعليم والتدريب .وأكدت تهاني أهمية الرياضة للأطفال المعاقين لأنها تساهم بدرجة كبيرة في تحسن العديد من الحالات وتنمي من قدراتهم وإبداعاتهم وتجعلهم أكثر قدرة على الاعتماد على أنفسهم . [c1]مبادة جيدة[/c]وأخيرا تقول الأخت بشرى محمد عبدالله صويلح أخت لأحد الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ومشاركة في الدورة إن عقد هذه الورشة كانت مبادرة جيدة من المؤسسة بأن يأتوا بخبراء ويعملوا تدريبا وتأهيلا للمعلمين كطاقم كامل وأيضا للأسرة نفسها فهم يحتاجون إلى تمارين و معلومات وأشياء كثيرة ليطوروا من مهارات الطفل .وأضافت أن حالة الطفل المعاق تؤثر كثيرا على الأسرة وبالتالي تحتاج الأسرة إلى معرفة الأساليب والطرق والتقنيات التي تساعد في رفع مستواه ، مؤكدة أهمية دور المدرسة و الأسرة معا لمساعدة الطفل المعاق.وقالت إن الورشة التدريبية قد شهدت نقاشا مفيدا حول كيفية التعامل مع الطفل المعاق من الناحية التقنية والسلوكية ، موضحة أن استخدام الرياضة في تعليم الأطفال المعاقين مهم كونها تعمل على دمجهم ومعاملتهم معاملة طبيعية كالأطفال العاديين . والأنشطة الرياضة تساعده كثيرا على الحركة والتركيز وينعكس على العقل والذهن وتفيد هؤلاء الأطفال كثيرا. وتمنت أن تتكرر مثل هذه الدورة خصوصا أننا في اليمن والعالم الثالث تنقصنا أشياء كثيرة في مجالات التأهيل ورفع القدرات ونحن محتاجون إلى تأهيل مستمر حتى نطور من مهاراتنا وقدراتنا ليكون أداؤنا جيدا ومثمرا.