خلال الأيام القليلة القادمة يطل علينا اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي تحتفي به كل الدول للوقوف على أخطار هذه الآفة الفتاكة وانتشارها في المعمورة وتقام فيه فعاليات وأنشطة تتعلق بالتوعية بمخاطرها وتضافر الجهود لمكافحتها والقضاء عليها.إن لمتناول المادة المخدرة رغبة دفينة في الخروج من قوانين الجسد وتحدياً بدائياً لمنطق الطبيعة والحياة فالمادة المخدرة لها جاذبيتها الكبيرة والمغرية فهي تنفذ إلى الجزئيات اللا متناهية في الجسد الحي وهي بنفادها وإغرائها تعلن سلطانها الأكيد على حتمية العودة إليها وعند العودة إليها يتراخى الجسد وتستكين النفس فتضعف الإرادة لتصل الحالة إلى الإدمان والاستسلام. فإذا نظرنا إلى عالم المخدرات ملياً واغرقنا في آفاقه فما الذي نراه يا ترى !! ولماذا يتسع هذا العالم؟ ولماذا تنفتح آفاقه على أصقاع هذه الارض !! ما السر الكامن في هذا العالم الغريب؟ مالسحر الذي تزهو فيه هذه الآفات ؟ ولماذا تتحول هذه المخدرات إلى مشكلة (كونية) عامة؟.اسئلة وتساؤلات كثيرة جداً يجب أن نفتح عليها الاجابة الواقعية والصادقة فمشكلة المخدرات والإدمان تهز أي إنسان وتقشعر منها الأبدان فالمنظمات والجهود الدولية تلعب دوراً كبيراً في الحد من انتشارها وتتفق على ذلك جميع الدول ومن ضمنها بلادنا وتفرض الاتفاقيات الدولية مكافحة المخدرات وإساءة استعمالها وإدمانها.حيث تغيرت هذه الصورة بصورة أخرى بسبب التوافر المتزايد للمواد الصيدلية الباعثة للاضطرابات النفسية حيث تم إغراق الأسواق بذلك الكم الهائل من الأدوية وعبر شبكة عاملة في هذا المجال وهناك تجاوز كبير يمتد إلى حد استخدام وسائل غير مشروعة في إيصال هذا الدواء إلى السوق وبعيداً عن الرقابة وهنا تكمن الخطورة لذا يتوجب تفعيل منظومة القوانين واللوائح التي تنظم التعامل والبيع والاتجار بالأدوية سواء كانت مخدرة او غيرها وخروج تلك القوانين واللوائح من الإدراج وتفعيلها عملياً.ويجب الأخذ بعين الاعتبار التوازن بين المنافع المعروفة للدواء والآثار الضارة المحتملة حيث يكون الداء في الدواء احياناً ولابد من اهتمام جهات الأختصاص بهذا الموضوع والتنسيق مع بعض عقال الحارات. ولأن المخدرات تستهدف أبناءنا الشباب يجب التركيز على النزول الميداني باستمرار وتوعية طلابنا في المدارس الثانوية في محافظة عدن وبالتنسيق مع إدارة التربية والتعليم والهيئات التربوية والجهات المعنية بهذا الخصوص حتى نجنب أبناءنا هذه الآفة الضارة بهم وبالمجتمع بشكل عام.
