قراءة : فدوى كنعان(سقط صفر)[c1]أستجديمن دفاتر الأيام لطف الرببعد موت الحبوأنا الذي حسبتهدنيا بلا آخـــرةرمقتني شزرةلتحفر بالعشرةفي أول السطرعلى ما أبقت خناجِر الأحبةمن مساحةٍ في الظهرلعنتك يا عانيلَعنة كل ذاتٍ شاعرةنزف دائم في الرؤىو ألم يخز محيط الروحكحراب تنهش في خاصرة.أصرخ أنايكم تراها تحتمل أجسادناوقع سياط أرواحناأجبنيفالأسئلَة السوداءتنعب في رأسيكما بومةٍ تجتر الضحكفي بيت عزاءأترانا لا نملك أنا ثائرةأم هي أنانامليكة مستبدة قاهرةلا تستصرخ فيناغير حزننا الآثمو أوجاعنا الكافرةقل لي يا أنايهل أنا خط مستقيمأم هي الحياةمحض دائرةوجه قديسةٍوفرج عاهرة!قُلْ لي يا أنايكم من مسيحٍو قديسٍ ذبيحٍيلزمها الأرض لتغدونصف طاهرة؟!.قال: يا أنتاعرض عن هذاعبثاً تبحث في نشازِ المنافيعن نغمة وطن ساحرةما السعادة إلا سراب مغناجتخاتلبأردافها الظمآنفي لَهيب الهاجِرةهذي المآسيلَصق خطاناوخطانامن قديم السيرعاثرةْ..عد يا أنايلحضرة سأجديكفقَلبي شيخ كئيبجاوزألفه العاشرةفبين استرسال التنازلاتوثقَل الرغبات انكشفت سوأة المنىوقضيت أناسقط َصفر في معادلةٍ ساخرةقد غاض صوتيلَم يبقما اقبِضه إلا صمتيوصمتي لَيالٍأقمارها من سرمد ٍ غادرة.والآنلك يا أناي في جبكأن تستريحفلَيس في العرض فرجةغابت الحسناءوحضر القبيح.[/c]مدخل للقراءة[c1]أستجديمن دفاتر الأيام لطف الرببعد موت الحبوأنا الذي حسبتهدنيا بلا آخــرة[/c](أستجدي ) يا لإيحاءات هذه الكلمة وما تحمله من تداعيات الروح الموجوعة الفاقدة !! هي لا تطلب ولا تسأل بل ترجو وتأمل أن تــمنح ما تتنمناه رغم شكها في إمكانية الاستجابة لهذا الطلب ... هو طلب ملح لا يقبل التأجيل والسبب ذلك الألم والفقد والنتيجة التي أديا إليها ... ثم من من تستجدي من دفاتر الأيام التي ضنت على النفس بالسكينة والطمأنينة فلجأت النفس إلى لطف الرب بعد أن أيقنت باللا جدوى وقد مات الحب .. وهل بعد موت الحب حياة ؟ الحب بمعناه الواسع الفضفاض لا بجزئياته الضيقة المقاس .. حين نفتقده نغدو كمن لا يفرق بين طعم التفاح وطعم الحنظل .. تتساوى الأشياء .. تختلط الألوان .. تحترق أجنحة الفراشات .. وربما تكف الأرض عن الدوران ..رمقتني شزرةلتحفر بالعشرةفي أول السطرعلى ما أبقت خناجر الأحبةمن مساحةٍ في الظهرلعنتك يا عانيلَعنة كل ذاتٍ شاعرةنزف دائم في الرؤىو ألم يخز محيط الروحكحرابٍ تنهش في خاصرة.[/c]***وما كان من الأيام إلا أن رمقته شزرا ولا يخفي مدلول هذه الكلمة وما توحي به من حقد وشراسة مخفياً ومعلناً .. وهل لحاقد أن يمنح إلا وجعا وجرحاً وبصمت بأصابعها العشرة من أعلى السطر حتى آخر مساحة بالظهر أقصد المساحات الشاغرة من طعنات من كانوا ذات يوم أحبة ويا لها من طعنات قاسية شرسة غاصت حتى النخاع ...لم يكن نزيف الجرح في مساحات الطعنات فقط بل تعداه إلى الأحلام والرؤى فباتت تنزف قهرا وحرمانا ووجعاً؛ كحراب تنهش في خاصرة في هذه الصورة وحدها ألم يفوق الوصف لأن الحراب من عملها أن تغوص في اللحم مرة واحدة وينتهي الأمر لكن الحراب هنا لم تكن لتغوص فقط بل كانت تنهش كسباع مفترسة ومع كل نهشة يتجدد الوجع.[c1]أصرخ أنايكم تراها تحتمل أجسادناوقع سياطِ أرواحناأجبنيفالأسئلَة السوداءتنعب في رأسيكَما بومةٍ تجتر الضحكفي بيت عزاءأترانا لا نملك أناً ثائرةأم هي أنانامليكة مستبِدة قاهرةلا تستصرخ فيناغير حزننا الآثمو أوجاعنا الكافرةقل لي يا أنايهل أنا خط مستقيمأم هي الحياةمحض دائرةوجه قديسةٍوفرج عاهرة!قل لي يا أنايكم من مسيحو قديسٍ ذبيحيلزمها الأرض لتغدونِصف طاهرة؟!.[/c]هنا يتحول الحوار بين الأنا والأنا .... الأنا الموجوعة الفاقدة التي لم يفقدها الألم الرغبة في النهوض من تحت الرماد والركض نحو الأفق الرحيب في محاولة لرتق ما فتقته الأيام ونهشته حراب الأحبة ( من كانوا ذات يوم أحبة )... وتلك الأنا المستسلمة الراقدة في جوف الوهن تتجرع الدمع وتنوح على الأيام الخوالي وقد فقدت كل إرادة وعزيمة تمكنها من نفض الغبار ولعق الجراح .. وتصرخ الأجساد من لسعات سياط الروح الهائمة بحثا عن وتد يقين تشد إليه خيمة حقيقة أو خيبة حلم ... ويعلو صوت المونولوج الداخلي لكنه يهدأ بعد حين ... تسأل الذات الشاعرة أناها الحائرة المعذبة هل أنا خط مستقيم أم هي الحياة محض دائرة كلما حاولنا الإمساك بأحد أطرافها عدنا للمنتصف حيث نواة الوجع هل العيب فينا أم في هذه الحياة التي لا تكف عن سفك دماء مشاعرنا والعبث بها .. هل نحن من تعثرت خطانا ولم تستطع اللحاق بإيقاع الحياة المادي المتسارع ..؟ ما الذي تريده الحياة ؟ كم يلزمها من تضحيات وقرابين تـقدم لها على مذبحها حتى تعيد النظر فينا وتغدو نصف طاهرة .. ؟[c1]قال: يا أنتاعرِض عن هذاعبثاً تبحثُ في نشاز المنافيعن نغمةِ وطنٍ ساحرةما السعادة إلا سراب مغناجٍتخاتلبِأردافها الظمآنفي لَهيب الهاجرةهذي المآسيلَصقَ خطاناوخطانامن قديم السيرعاثرةْ..[/c]ترد الأنا الخائرة القوى وقد تمكن منها اليأس بأن لا جدوى .. لا جدوى .... ( وأعرض عن هذا ) فمتى كانت المنافي تمنح ثغرا يبتسم أو تمنح طيفا لحلم؟.. هو الاغتراب والتشظي والشتات والسعادة فيها ما هي إلا امرأة مغناج لا تمنح إلا وهما زائفا زائلاً .. فلا تتعب نفسك أيها الغريب .. فقدرك خطى عاثرة ودربك مسدود وأحلامك كسيحة بتر الزمان أقدامها.[c1]-عد يا أنايلحضرة ساجديكفَقَلبي شيخ كئيبجاوزألفه العاشرةفبين استرسالِ التنازلاتوثقَل الرغبات انكشفت سوأة المنىوقَضيت أناسقط صفر في معادلةٍ ساخرةقد غاض صوتيلَم يبقما اقبضه إلا صمتيوصمتي لَيالٍأقمارها من سرمد غادرة.والآنلك يا أناي في جبِكأن تستريحفلَيس في العرض فرجةغابت الحسناءوحضر القبيح.[/c]عد يا أناي .. منتهى الاستسلام واليأس من الأنا الفاقدة لكل أمل وكل سلام مع الحياة وقد شاخ القلب وأقامت بين تجاعيده رفات رؤى موؤدة ... لم يبق إلا بقايا صوت غاص إلى دهاليز معتمة ضل عنها النور طريقهالأنا هنا تدعو الذات الشاعرة ( الأنا ) المتفائلة إلى النكوص واليأس فلقد انتهى العرض ( الحسناء والقبيح ) رحلت الحسناء ولم يبق إلا القبيح فلم التعب ولم المزيد من أحلام ومنى محكوم عليها سلفا بالإعدام؟.
|
ثقافة
قراءة في نص (سقط صفر) للشاعر الأردني سلطان زيادنة
أخبار متعلقة