نوادر
كانت بالمدينة امرأة شديدة الإصابة بالعين لا تنظر إلى شيء إلا دمرته، فدخلت على أشعب تعوده، وهو محتضر يكلم بنته بصوت ضعيف ويقول يا بنت إذا مت فلا تنوحي علي وتندبيني، والناس يسمعونك تقولين، واابتاه اندبك للصلاة والصيام، والفقه والقرآن، فيكذبونك، ويلعنوني ، والتفت أشعب فرأى المرأة فغطى وجهه بكمه وقال لها : يا فلانة نشدتك الله إن كنت استحسنت شيئا مما أنا فيه ، فصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : سخنت عينك وفي أي شيء أنت حتى استحسنه، أنما أنت في آخر رمق فقال أشعب : قد علمت ذلك، ولكن قلت لا تكونين قد استحسنت خفة الموت علي وسهولة النزع، فيشتد ما أنا فيه فخرجت من عنده، وهي تشتمه، فضحك من كان حوله، حتى أولاده ونساؤه ثم مات.