صباح الخير
هل علمتم عمن أتحدث؟!!نعم والله هم أطفال الشوارع باعتبار هذا المصطلح التصق بهم وتعايشوا معه بمرارة، يعيشون في الشوارع منذ أن تفتحت أعينهم على الدنيا الغادرة.فبعضهم كما يعلم العالم كله ليس لهم مأوى يجمعهم ويدفئ أجسادهم الضعيفة ،و منهم من تخلت عنهم أسرهم لضيق الحال أو الفقر المدقع بعذر هو بنظر الإنسانية والأديان السماوية جمعاء.. أقبح من ذنب ألا وهو :( لا نملك قوتا لإطعامهم) والبعض الآخر جاؤوا إلى الدنيا عبر علاقة غير مشروعة بين شخصين غرر بهما الشيطان وتلك الثمرة لا ذنب لها سوى أنها جاءت إلى الحياة.فالبعض الآخر كشف أن سلوك بعض الأبناء الرافض العيش ببيوتهم مع كنف أسرهم إنما يعود لتفاقم ظاهرة الفقر والعوز إلى جانب ضغوطات الحياة المستمرة والعنف الأسري الممارس سواء من الوالد أو من الإخوة الأكبر سنا إلى جانب كثرة الأبناء في الأسرة الواحدة بما يتجاوز مفهوم العقل والمنطق، مما يدفعهم إلى التمرد والهروب إلى رصيف المآسي والتشرد بلا منازع.فهناك فئات مختلفة أخرى يطلق عليها أطفال العمالة،حيث يسعى الكثير منهم وبكفاح مضن لكي يحصل على لقمة العيش له ولأسرته باعتباره المعيل الوحيد لهم وإذا فقدوه سوف ينتهونإلى عالم المجهول . فكيف برأيكم ستعمل الأسرة إذا لم يكن لديها من يرعاها في المأكل والمشرب فمن الطبيعي أعزائي أن يتجه الكثير من الأسر القاطنة تحت رحمة الفقر والعوز إلى دفع فلذات أكبادهما إلى السوق وخاصة الأسر التي قد فقدت معيلها الرئيسي الذي هو الأب أو قد يكون مصابا بإعاقة عمل أو مقعدا أو عاجزا عن جلب القوت اللازم للحياة الرغيدة.كثيرة تلك المآسي التي يتعرض لها أطفالنا في كل ثانية من حياتهم في الليل والنهار تتربص بهم الأحزان ويطاردهم شبح الخوف بين الأزقة وسلالم الأبنية الشاهقة ، حتى أنهم فقدوا حس التشبث بالدنيا فأصبح البعض منهم جسده سلعة تتناهشها مجاميع من ذئاب الطريق البشرية حيث ينتظر على قارعة الرصيف أي سيارة مهرولة ليقذف بجسده الصغير الشفاف تحت عجلاتها لتسحق ما فيه من معاناة وكره وغضب من وجوده في هذه الحياة التي سلبت منه كل شيء جميل .لحظة نتوقف بها عن السرحان والسكر والهلوسة بين هرمنا وعشقنا وتشبثنا في الحياة الفانية لا محالة ، فهي صرخة نداء لمهر صغير يطلقها ليجد من يسنده على الوقوف والثبات ويبعث فيه شعاع الأمل لغد لا نعلم ما يخبئه لنا !!وحذاري من التهاون بالمشكلة !!ودمتم سالمين .